IMLebanon

غرفة عمليات لضرب قائد الجيش

 

 

الخميس الفائت، جمع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل بعض وزراء التيار والوزراء المحسوبين على رئيس الجمهورية السابق ميشال عون، في دارته في البياضة، ومن بين الذين لبوا الدعوة وزير الدفاع العميد موريس سليم الذي استبقاه باسيل وحده بعد ارفضاض الاجتماع. في اللقاء الثنائي طلب باسيل من الوزير سليم أن يتخذ سلسلة اجراءات تتعلق بالمؤسسة العسكرية وتحديداً بقائد الجيش، استجاب لها وزير الدفاع، وترددت معلومات أنّ باسيل وضع بتصرف سليم بعض الأمور اللوجستية قال وزير الدفاع إنه يحتاج إليها، ويبدو أنّ باسيل يمتلك فائضاً منها.

 

جاء اللقاء المنفرد بين باسيل وسليم في سياق ما أعدّه رئيس «التيار»، وفق مصادر موثوقة ومتابِعة للصراع بين رئيس «التيار» وقائد الجيش، وهو عبارة عن غرفة عمليات تضم وزراء حاليين وسابقين ومستشارين، تتولى وضع الخطط السياسية والديبلوماسية والاعلامية لاستهداف قائد الجيش العماد جوزاف عون سواء في الاتصالات الديبلوماسية في عواصم القرار، او في حملات التجييش الاعلامية التي يتولاها وزير بارز ونائب بارز، حيث يتولى الوزير والنائب تزويد بعض المنصات الإعلامية بتقارير ومستندات تطال المؤسسة العسكرية عموماً وقائد الجيش بالتحديد، وقد أوكلت مهمة نقل المعلومات والمستندات الى أحد الاعلاميين الذي يتسلمها مباشرة من مكتب الوزير الحالي.

 

لم تكن هذه الحملة لتستعر، لو أنّ الخطة السابقة لرئيس «التيار» قد فعلت فعلها، فهو تناول قائد الجيش في أحد مؤتمراته الصحافية، وما لم يقله تولى قوله أحد نوابه، وهو اليوم عضو في غرفة العمليات، سواء في أكثر من مقابلة إعلامية صحافية وتلفزيونية، أو من خلال تقارير قدّمها عن قائد الجيش خلال مشاركته في مؤتمرات في الخارج، لكن حين لم تؤدِ هذه الخطة إلى أي نتيجة، تم الانتقال الى الخطة باء عبر غرفة العمليات. إلصاق تهم الفساد بالعماد جوزاف عون لم يلقَ آذانًا مصغية في عواصم ودوائر القرار، فابتكرت غرفة العمليات تسمية جديدة للعماد جوزاف عون هي»إميل لحود الثاني»، وفي اعتقادها أنّ اسم لحود «محروق»، وبمجرد تشبيه جوزاف عون به، يسهل حرقه.

 

مذ بدأت الحملة، تمتنع أوساط العماد عون عن الرد، لكنها تعتبر أنّ اشتدادها يعكس هلع القائمين بها والقيمين عليها، متناسين أو غافلين أنّ تطويق المؤسسة العسكرية بتصرفات تنم عن «جنون العظمة»، (وهو التعبير المتداول هذه الأيام في بيئة المؤسسة العسكرية)، وسبق أن خبرته المؤسسات وأعطى نتيجة تدميرية.

 

السؤال الذي تطرحه مصادر ليس بعيدة عن المؤسسة العسكرية: هل يتحمل وزير الدفاع، الذي هو ابن المؤسسة العسكرية، أن يضيَّق عليها في عهده؟ هل يعرف ماذا يعني عدم توقيعه البريد واستطراداً تعطيل كل ما له علاقة بأفراد المؤسسة ضباطاً ورتباء وعناصر؟ تتابع: يدرِك وزير الدفاع انه يستحيل عليه وعلى مَن» ينقِّبون» في الملفات، أن يجدوا نقطة سوداء في ملف قائد الجيش، وتسأل: هل يعوِّض عن ذلك بالانتقام من المؤسسة؟ هل هذا ما تعلمه في المدرسة الحربية؟ وهل هذا هو تطبيق قسمِه؟ ومَن حمل على جبينه الارزة، حتى وصل بها إلى رتبة عميد، كيف يساهم في تصرفات من شأنها ضرب المؤسسة العسكرية؟

 

تروي هذه المصادر أنّه في اللقاء الأول بين باسيل وعون في أول العهد، خرج باسيل بانطباع عنه، وأسرّه الى قريب منه، وقال له:» مشكلة جوزاف عون انو عندو شخصية».

 

فهل باسيل يريدهم من دون شخصية؟