IMLebanon

باسيل ما زال قلقاً من انتخاب قائد الجيش

 

عندما كان اللبنانيون منشغلين بالانفلات الأمني في مخيم عين الحلوة، كان رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل، منشغلاً بإطلاق النار على قائد الجيش العماد جوزاف عون. ولا ضير في المقارنة بين الناشطين الاسلاميين في المخيم الذين كانوا يصوبون نيرانهم على الشرعية الفلسطينية متمثلة بحركة «فتح»، وبين الناشط العوني الأول الذي كان يواصل قصف الشرعية اللبنانية ممثّلة برأس المؤسسة العسكرية.

 

من المؤكد أنّ باسيل في عشاء «الانتشار» قد أعدّ كلمته مسبقاً، فلم يكن أمامه متسع من الوقت كي يُدخل عليها تعديلات. لكن، وبحسب المعلومات، كان الأمين العام لـ»حزب الله» حسن نصرالله، أعدّ بدوره أول من أمس، الكلمة التي سيلقيها في المسيرة العاشورائية في النبطية. وكانت الكلمة تتضمن تركيزاً على تطورات الجنوب، إلا أنّ نصرالله قرر تعديلها فركّز على تطورات مخيم عين الحلوة.

 

في رأس أولويات باسيل، كما أطل في كلمته وبالعامية، التصويب على قائد الجيش. أما سائر شؤون لبنان وشجونه فتأتي في مرتبة تالية. فهل هناك من أسباب ضغطت على «التياري» الأول، كي يرتّب أولوياته على هذا النحو؟

 

قبل الإجابة على هذا السؤال، لا بد من لفت انتباه باسيل إلى أصول السلوك الوطني. فمن المتعارف عليه، في كل أنحاء المعمورة، أنّ السياسيين الذين يتمتعون بحق الكلام، يحرصون على حماية سمعة المؤسسات الوطنية لا سيما في الأزمنة الدقيقة. فكيف الحال، ولبنان كان في الأول من آب، يحتفل بالعيد الـ78 لولادة جيش دولة الاستقلال؟

 

وكما كان باسيل فاشلاً في هجومه على العماد جوزاف عون، كان كذلك تبريره لهذا الهجوم، فكان «عذراً أقبح من ذنب». فهو ذهب إلى التمييز بين «المؤسسة» و»قائدها». ولنتخيّل، أنّ أحدهم دخل منزلاً وراح يطلق الأوصاف الشنيعة بحق رب الأسرة على مرأى ومسمع من أفراد الأسرة!

 

والآن، وفي الجواب على سؤال دوافع باسيل حيال مواصلة الهجوم على العماد جوزاف عون، تتحدث المعلومات عن موقف «حزب الله» من موضوع انتخاب قائد الجيش رئيساً للجمهورية. وهذا الموقف، كما تبلّغه وسيط قطري زار لبنان أخيراً، يفيد أنّ «الحزب» مستمر في خيار ترشيح رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجية. لكنه في الوقت نفسه، لم يقل أبداً «لا» جازمة لانتخاب رئيس المؤسسة العسكرية.

 

من البديهي القول إنّ رئيس «التيار» الذي يبدو ناشطاً في مواكبة المعلومات حول الاستحقاق الرئاسي، قد وصلت إليه معلومات الوسيط القطري. وهذه المعلومات كفيلة بأن تجعل كل «الفئران تلعب في عبّه». هذا مع العلم أنّ كل شطارة باسيل، قائمة الآن على عقد تفاهم مع نصرالله على قاعدة عدم انتخاب قائد الجيش وفرنجية. لا بل ذهب في الأيام الأخيرة الى عقد صفقة «فاوست» وبموجبها أبدى استعداده للبيع والشراء مع نصرالله ولو أدى ذلك إلى انتخاب فرنجية.

 

وللتوضيح ، فإنّ فاوست أو فاوستوس (باللاتينية: Faustus) هو الشخصية الرئيسية في الحكاية الألمانية الشعبية عن الكيميائي الألماني الدكتور يوهان جورج فاوست الذي يحقق نجاحاً كبيراً ولكنه غير راضٍ عن حياته فيُبرم عقداً مع الشيطان يسلّم إليه روحه مقابل الحصول على المعرفة المطلقة وكافة الملذات الدنيوية .

 

على ما يبدو، فإنّ صفقة رئيس «التيار» مع زعيم «الحزب»، لم توفر على الأقل «كافة الملذات الدنيوية». بل على العكس، فهي أنتجت ارقاً، جعلت باسيل في مرتبة ناشط إسلامي في مخيم عين الحلوة، ووظيفته فقط اطلاق النار على الشرعية.