الأصوات والمقالات التي صدرت في بعض الصحف التابعة لإعلام «الممانعة» والموجهة ضد قائد الجيش العماد جوزاف عون لافتة للنظر، ففيها بعض التجريح، وفي أمكنة أخرى تتضمّن بعض التشكيك. وهذا كله تجنٍّ على الرجل.
لذلك، وانطلاقاً من الحملة الظالمة، إرتأيت أن أشرح الأسباب الحقيقية التي أدّت الى تلك الحملة، مع الأخذ بالإعتبار بعض المزايا الفاضلة في شخصية وسلوك الجنرال جوزاف عون.
نبدأ أولاً بسؤال: من أين جاء العماد جوزاف عون؟ الحقيقة كما هو معروف أنّ القائد جوزاف عون كان في جرود عرسال، يلاحق ويحارب مجموعات الإرهاب المتمثلة بقوات داعش وجماعات جبهة النصرة. واستطاع أن يطردهم، ويقضي عليهم ويخرجهم من جبال لبنان وتحديداً من المنطقة الشرقية من سهل البقاع.
ثانياً: الجنرال جوزاف عون، لا يشبههم لا من قريب ولا من بعيد، لكنه يشبه الى حد كبير المرحوم الجنرال فؤاد شهاب، الذي تميّز عهده ببناء الدولة وبناء المؤسّسات، والكثير من التشريعات في الإدارة. وكان رئيساً تاريخياً في تاريخ لبنان. شهد عهده الأمان واستقراراً لم يشهده لبنان في تاريخه.
أمّا القيادات العسكرية التي وصلت الى الحكم، فبالإضافة الى الجنرال فؤاد شهاب، هناك ثلاثة أشخاص هم: الجنرال اميل لحود والجنرال ميشال سليمان والجنرال ميشال عون. فلنتحدّث عن كل منهم وهم لا يشبهون الجنرال جوزاف عون.
نبدأ بالجنرال اميل لحود الذي يكفيه فشل وسقوط، أنه تمّت في عهده جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، الى سلسلة من الإغتيالات السياسية التي تمّت وهم كثر أذكر منهم باسل فليحان وسمير قصير وجبران التويني ووليد عيدو وبيار الجميّل.
الجنرال لحود كان معروفاً بحبّه للسباحة. لذلك كان اهتمامه الأول في الحياة أن يمارس هوايته في السباحة. يتمدّد تحت أشعة الشمس مرتدياً مايوهات بألوان عجيبة غريبة.. أمّا كيف تُدار الدولة فلا علاقة له بذلك، إذ من المعروف أنّ أحد ضباط المكتب الثاني هو الذي كان يدير الدولة، ومعه اللواء غازي كنعان قائد المخابرات العسكرية «الفرع الخارجي». وعندما وقعت جريمة الإغتيال قال اميل لحود: هيدي «رذالة».
بعده جاء عهد الرئيس ميشال سليمان بعد «اتفاق الدوحة»، وهناك مأخذ على الرئيس سليمان أنه سمح لـ»الحزب العظيم» أن يحتل بيروت.
شهر العسل بينه وبين الحزب لم يدم طويلاً، لأنه بعد مرور سنتين وعندما طرح الرئيس سليمان مشروع «السياسة الدفاعية»، ودعا الى بحثه على طاولة حوار، رفض «الحزب العظيم» وصرّح رئيس جبهة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد قائلاً: «روح انقعوا واشرب مَيْتو».
وهكذا أصبح الرئيس ميشال سليمان من المغضوب عليهم، فحاربوه وعرقلوا أعمال حكومات عهده، وبشكل خاص وزارة الطاقة التي تسلمها جبران باسيل ووزارة الاتصالات، وهكذا أُفْشِلَ عهد ميشال سليمان. وعندما انتهت ولايته أصَرّ «الحزب» على انتخاب ميشال عون رئيساً للجمهورية… وهكذا ظلت البلاد ولمدة سنتين ونصف السنة من دون رئيس، لأنّ «الحزب العظيم» مصرّ على إيصال ميشال عون الى الرئاسة.
بعد انتظار سنتين ونصف السنة، جاء ميشال عون، وكما يُقال ليته لم يأتِ، فقد تبيّـن أنه أفشل حاكم وأنّ عهده الأفشل في تاريخ لبنان. همّه أن يحصل الوزير جبران باسيل على أكبر جمهور لينجّحه في الانتخابات، مع قانون عجيب غريب للانتخابات ليس له مثيل في العالم، وُضِعَ على مقاس الصهر العظيم.
الأسوأ أهدر المال، إذ يكفي اننا نستطيع أن نوفّر مليارا ونصف المليار من الدولارات لو استعملنا الغاز بدل الفيول، ويكفي رفض العرض الكويتي لبناء معامل إنتاج للكهرباء، كما يكفي الهدر في قضية البواخر والكلفة العالية التي ندفعها إكراماً لعينيّ «جبران باسيل».
لذا، فأنا أختصر عهد ميشال عون بكلام للرئيس عون نفسه عندما سُئِلَ: إلى أين نحن ذاهبون؟ فقال: الى جهنم.
ويكفي ما قاله أحد أفراد الدائرة المغلقة حول ميشال عون الاستاذ كريم بقرادوني إنّ جبران باسيل أفشل وأسقط عهد ميشال عون.
أخيراً، الى الذين ينتقدون القائد الجنرال جوزاف عون عندما قال: «إنه يؤيّد الإستعانة بجميع دول العالم ليؤمّن أسلحة الى الجيش، وهو يعرف حاجة الجيش تماماً. كذلك فهو يعرف كيف يساعد الضباط والعسكريين ويؤمّن لهم مساعدات كي تعينهم على مصاعب الحياة ومجابهة التدهور الاقتصادي، وأنه لا يحتاج أن يراجع أحداً لأنّ ما يفعله يفعله على «رأس الرمح» و»رأس السطح»، ولا يخاف من أحد إلاّ من ربّه ومن ضميره.