IMLebanon

سعي لإبقاء جوزاف عون خارج مُعادلات الرئاسة… والتمسك بمعادلة فرنجية – أزعور

 

عندما بدأت الأزمة الرئاسية، كانت المعادلة قائمة على رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية مقابل رئيس الحكومة نواف سلام، وكانت المبادرة الفرنسية تقوم على هذا العنوان، الذي تم إسقاطه من خلال الرفض السعودي لمبدأ المقايضة اولاُ، ورفض القوى المعارضة لسليمان فرنجية في الداخل اللبناني ثانياً، بعدها تغيرت المعادلة بنظر المعارضين لتصبح فرنجية – رئيس “حركة الاستقلال” ميشال معوض.

 

لم تُعجب هذه المعادلة قوى الثامن من آذار، فأسقطتها ورفضت الاعتراف بها، لأن من رسمها كان يريد التخلي عن ترشيح معوض مقابل التخلي عن ترشيح فرنجية، فسقط معوض وبقي فرنجية صامداً، لتصبح المعادلة الجديدة فرنجية – جهاد أزعور، لكن بنظر المعارضين أيضاً، فكانت جلسة 14 حزيران مؤشراً الى عدم صلاحية هذه المعادلة أيضاً.

 

اليوم، وعلى وقع الخلاف المستمر حول الإستحقاق الرئاسي، يبدو أن عملية إحراق الأسماء لا تزال مستمرة، عبر السعي إلى وضع المنافسة ضمن معادلة فرنجية، كمرشح لقوى الثامن من آذار، مقابل قائد الجيش العماد جوزيف عون، كمرشح للقسم الأكبر من قوى المعارضة، ما يدفع إلى الإعتقاد بأن التسوية عند الوصول إليها، تعني تنازل كل فريق عن مرشحه، من أجل الوصول إلى مرشح ثالث.

 

أساس هذه المعادلة، يقوم على إبعاد ترشيح الوزير السابق جهاد أزعور من الواجهة، على قاعدة سقوط التقاطع الذي حصل على الإسم بين قوى المعارضة و”التيار الوطني الحر”، بالرغم من أن الجانبين يؤكدان أن الإلتزام به مستمر ،وبحال حصلت جلسة انتخاب في هذه الظروف فسيكون الإسم الذي يتم التصويت له، وهو ما كان قد دفع بعض الأوساط المعارضة إلى إعادة التأكيد في الفترة الأخيرة، على التمسك بترشيح أزعور في الوقت الراهن.

 

ضمن هذا السياق، من الضروري الإشارة إلى أن القوى المؤيدة لترشيح قائد الجيش، تسعى إلى إبعاده ترشيحه عن معادلات من هذا النوع، نظراً إلى أن ذلك سيؤثر على حظوظه الرئاسية، في حين أن المطلوب أن يكون هذا لا يُطرح هذا الترشيح من دون توافق واسع عليه، يشمل بشكل أساسي قوى الثامن من آذار، التي لا تزال تتمسك بترشيح فرنجية، لكنها في المقابل لا تضع “فيتو” على إسم عون.

 

بحسب مصادر سياسية متابعة فبعد سقوط معادلات فرنجية – سلام وفرنجية – معوض، ثم فرنجية – أزعور، هناك من يرغب بطرح معادلة فرنجية – عون لأن إسقاطها أيضاً وأبرز هؤلاء التيار الوطني الحر، لذلك هناك سعي اليوم من قائد الجيش نفسه، الذي يكرر فكرة عدم رغبته بخوض النقاش الرئاسي معه على اعتبار أن المسألة لا تهمه ولا يسعى إليها، وهو ما لا يعكس الواقع حيث كان صريحاً قائد الجيش خلال لقائه محمد بالسؤال عن سبب رفض حزب الله له كمرشح رئاسي، لتحييد نفسه عن معادلات رئاسية من هذا النوع، لأنه ببساطة يرغب أن يكون المرشح التوافقي الثالث، لا المرشح الذي يتم إسقاطه لانتخاب مرشح توافقي.

 

كذلك هذا السعي ينتقل الى المعارضين الذين يعلنون، بمناسبة ودون مناسبة، تمسكهم بترشيح جهاد أزعور، وذلك أيضاً بسبب رغبتهم بإبقاء ترشيح جوزاف عون خارج المعادلات التي قد يتم إسقاطها عند البحث الجدي بالمرشحين التوافقيين، فمن ينجح، من يُريد ربط عون بفرنجية لإسقاطهما معاً، أم الفريق الآخر؟