Site icon IMLebanon

معراب تقلب معادلات معركة اليرزة؟

 

ايام اربعة تفصلنا عن تفصيل اساسي، قد يظهر جزءا من المشهد المتوقع في المنطقة، في ظل ما تشهده الجبهات من العراق وسوريا الى لبنان وغزة من تسخين ، مع استمرار عمليات الاستنزاف المتبادل وسط سباق محموم تقوده الدوحة، بين الجهود المكثفة المبذولة على خط وقف اطلاق النار، تمهيدا للتفاوض حول الاسرى لدى حماس وارساء التسوية، وبين الانفجار الكبير الذي سيطيح المفاوضات الجارية، مع ما يعنيه ذلك من انزلاق الى الحرب الشاملة. ففي اسبوع الحسم ، تبدو الساحة الداخلية في اعلى درجات التوتر والاستنفار، على وقع الضغوط الدولية والداخلية الممارسَة من اكثر من طرف لابقائه في منأى عنه.

 

وفيما الانظار متجهة الى كلمة امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله يوم الجمعة، وسط تضارب المعلومات والتحليلات حول مضمونها، ثمة من يلمح الى امكان الغائها، بعدما تكون حققت الهدف من الاعلان عنها، خصوصا ان لا اتجاه راهنا لدى المحور الممانع في التصعيد، وان حدود اللعبة راهنا محصورة بما يجري على “خط التماس” الجنوبي، اذ لا رغبة لاحد في تقديم ورقة مجانية لـ “اسرائيل” تشكل لها مخرجا من ازمتها، بل المطلوب استكمال حرب الاستنزاف القائمة راهنا، لما تحققه من نتائج ايجابية يراكمها المحور عسكريا منذ السابع من تشرين الاول.

 

في غضون ذلك، لفتت اطلالة رئيس “التيار الوطني الحر” الذي بيّن مرة جديدة عمق الهوة مع حزب الله، رغم الاتفاق الاستراتيجي بين الطرفين، مع تأكيده ان مواقف ميرنا الشالوحي مرتبطة بمسار الاحداث، مسقطا نظرية ارتفاع حظوظ “سليمان بيك” الرئاسية، جازما بان ما يتحقق في الميدان لن تكون له نتائج على التوازنات الداخلية اللبنانية التي “ستعاد رغلجتها”، وفقا لتعبيره، وهو ما قرأت فيه مصادر مواكبة ارتياحا برتقاليا لنتائج الجولة التي قام بها “صهر الرابية”، والتي وضعت في جيبه مبدئيا ورقة عدم التمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون،

 

وتكشف المصادر ان الساعات الماضية شهدت تغييرا كبيرا في موازين القوى المتعلق بمستقبل اليرزة، مع انقلاب موقف معراب من هذا الاستحقاق، في ظل الجو الاميركي الذي يميل نحو التمديد من جهة، والذي بلغت اصداؤه “الحكيم”، وجولة باسيل وما حملته معها من طروحات، كان ابرزها تمرير التعيينات الامنية والعسكرية دفعة واحدة في جلسة حكومية، يحضرها الاربعة وعشرون وزيرا لمرة واحدة، بعدما تعذر تمرير قانون تمديد السن في مجلس النواب، في ظل غياب الكتلتين المسيحيتين الكبريين.

 

ازاء هذا الواقع ترى المصادر ان موقف “القوات” المستجد قلب الطاولة من جديد، واعاد الكرة الى ملعب مجلس النواب، الذي يحتاج الى نصاب 65 نائبا و33 صوتا لتمرير القانون، مؤمنة في حال مشاركة “القوات اللبنانية” و “التغييريين”.

 

وتابعت الاوساط ان حارة حريك غير متحمسة حتى الساعة للسير بمسألة التعيينات لاسباب كثيرة، ابرزها عدم رغبتها في فتح معركة في الوقت الراهن مع الجانب الاميركي، الذي له كلمة اساسية في مسألة تلك التعيينات، وهو الامر الذي دفع بالنائب البتروني الى التأكيد ان الخيار الانسب والاسهل، والذي لن تكون له اي تداعيات، هو استلام الضابط الاعلى رتبة قيادة الجيش، وهو في هذه الحال عضو المجلس العسكري اللواء بيار صعب، المقرب من “التيار الوطني الحر”.

 

وتكشف المصادر في هذا الاطار، ان اللقاء الذي جمع باسيل بـ “بيك المختارة” سادته الكثير من الايجابية والمزاح والارتياح، الى حين طرح “وليد بيك” مسألة قيادة الجيش لينقلب الوضع ويتشنج الحوار، في ظل اصرار الضيف على رفض البحث في اي صيغة تبقي العماد جوزاف عون في اليرزة، جازما بان ذلك لن يحصل ابدا.

 

وتختم المصادر بالقول ان الوسطاء على خط الرابية – اليرزة، حيث نجحت وساطة احد “الامنيين” منذ فترة في كسر جدار الجليد، اذ لبت زوجة قائد الجيش دعوة للغداء الى مائدة اللبنانية الاولى السابقة في الرابية، حيث كانت الاجواء ايجابية، وانتهى اللقاء الى اتفاق على تحديد موعد جديد لاحقا، تتبعه زيارة “العماد” “للجنرال”، الا ان ثمة “قطبة مخفية” اطاحت المسعى كاملا، لتعود بذلك الامور الى نقطة الصفر.