IMLebanon

جونية في اللحظة الأخيرة… مواجهة ثنائية أو ثلاث لوائح

بات واضحاً أنّ مصطلح التوافق في الانتخابات البلدية في جونية الذي دعا إليه «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، لم يُنتج المفاعيل المطلوبة، خصوصاً في إستحقاقٍ تتداخل فيه عوامل شتى لا تتّسع أحياناً لتلقف الصورة الكبرى. فلم يفهم كثرٌ التداعيات الكارثية للخلاف المسيحي الذي استمرّ لسنوات، ولم يرتاحوا إلى كيفية طيّ تلك الصفحة السوداء فجأة وبعناوين فضفاضة.

صحيح أنّ تظهير النوايا الطيّبة يتطلّب وقتاً وجهداً وأيضاً إنجازاتٍ ونتائج، لكن كيف يكون ذلك في وقت تُشكّك أحزاب أخرى ومعها مستقلون وعائلات في أصل هذه النوايا بحجّة «الثنائية الإلغائية»؟

وكيف يمكن الركون إلى المرجعية الحزبية حين تتضارَب أحياناً وبشكل فاضح توجيهات وتوجّهات الحزب الواحد في منطقة معيّنة أو في مناطق كثيرة؟

تشكّل مدينة جونية في هذا الإطار مسرحاً حيّاً لكلّ هذه التساؤلات المشروعة. فقد طرَح باكراً رئيس «المؤسسة المارونية للانتشار» نعمة افرام مفهوم التوافق في مدينته، على غرار ما فعله قبل ست سنوات في الاستحقاق عينه، مستنداً إلى تجارب سبق له أن قاربها في «جمعية الصناعيين» وفي «مؤسسة الانتشار» ونجَح، وأقبل عليها هذه المرة في ظلّ رافعة معنوية تجسَّدت في «مصالحة معراب» واستكملت في لقاءات بين قيادتي حزبي «التيار» و«القوات» تمحورت في قسم منها على تذليل عوائق وعقبات «التوافق» البلدي في جونية وغيرها.

لم تنجح الثنائية الحزبية حتى الآن في الخرق التوافقي الذي وفّر له افرام كلّ أسباب النجاح، حتى بدا للبعض أنّه يسعى إليه لضعف يَعتري صفوف قاعدته، أو لتردّد في خوض المواجهة لو وقعت. وقد رفَع السقوف منافس تقليدي محلّي في عاصمة قضاء كسروان- الفتوح هو الرئيس السابق للبلدية جوان حبيش الذي يسعى إلى ترؤس المجلس البلدي في مواجهة مرشح افرام، فادي فياض.

ومن أجل التوصّل إلى تسوية مشرّفة للمدينة وأحزابها والفاعلين فيها وكلّ عائلاتها، تشير مصادر متابعة للإستحقاق البلدي إلى أنّ «افرام صاغ بالتعاون مع «التيار» والقوات» اتفاقاً متوازناً بات معروفاً، سوّقه في صفوف قاعدته أولاً ومع «الكتائب» والعائلات والفاعلين ثانياً، ليُسقطه حبيش في اليوم التالي من دون تلمّس أيّ ضغط إيجابي من «التيار» على الأخير».

في المقابل، وفي الوقت عينه، تكثّفت الاتصالات المتبادلة ما بين افرام والنائبين السابقين منصور غانم البون وفريد هيكل الخازن واللذين يدعمان المرشح إلى مركز رئاسة المجلس البلدي فؤاد بواري. لكنّ هذه الاتصالات لم تصل إلى نتيجة إيجابية أيضاً.

وأمام هذه الوقائع مجتمعة، باتت المدينة أمام الخيارات الآتية:

أولاً: نجاح مساعي التوافق الذي تعمل عليه الأحزاب مع افرام والعائلات في اللحظة الأخيرة وفي فترة لا يمكن أن تتجاوز عطلة عيد الفصح، ويبدو الأمر مستبعداً نظراً إلى موقف حبيش من جهة وإلى «الثنائية العونية» المتضاربة في توجّهاتها داخل جونية.

ثانياً: نجاح مساعي التوافق بين العائلات وافرام، ولا سيما أنّ للأخير علاقاتٍ متوازنة وإيجابية معها يعمل على تثميرها في لائحة تحمل روح الشباب والتفعيل وتناسب قناعاته.

ثالثاً: نزول افرام في لائحة مستقلّة مكتملة تتحاشى الإلغاءات أو تسجيل نقاط ضدّ أيّ حزب أو تيار أو عائلة، عمادها عنصر الشباب وروحه من خلال نخبة من سيدات ورجال المدينة من أصحاب الخبرة، تهدف إلى إنجاح مشروع إنمائي مميّز عبر أشخاص مميّزين تحت عنوان «التجدّد».

وفي المعلومات أنّ افرام تعرّض لضغط كبير من قاعدته، ترافق مع تململ واسع يسود صفوف شبيبة المدينة في ظلّ تسيّب وضياع يتسبّب به كثيرون، وذلك من أجل إنهاء هذه الحالة ووضع النقاط على الحروف والجميع أمام مسؤولياتهم.

وتؤكد مصادر قريبة من افرام لـ«الجمهورية»، أنّ «قاعدتنا مرتاحة جداً، وهو لم يُقصّر تجاه أحد ووصل إلى الخطوط الحمر من أجل الوفاق ومصلحة جونية. ولا بأس بيوم أو اثنين أمام أيّ اختراق إيجابي في المساعي. مهما يكن، نحن مستعدون وواثقون من الأرض أكنّا في مواجهة ثنائية أو في ظلّ لوائح ثلاث».