ساعات تفصل جونية عن إعلان لوائحها المتواجهة في الانتخابات البلدية. لم يعد السؤال محصورا بإمكانية التوافق على لائحة مشتركة بين «التيار الوطني الحر» و «القوات اللبنانية». بل تحول السؤال، هل يكون في جونية لائحتان ام ثلاث لوائح؟
فبعد ان تناقل أهل العاصمة الكسروانية أخبار توافق تم بين جوان حبيش مدعوما من «التيار الوطني الحر» وفادي فياض مدعوما من نعمت افرام و «القوات اللبنانية»، تراجع مساء أمس منسوب التفاؤل عند وصوله الى توزيع الاعضاء في المجلس البلدي العتيد.
هذا التوافق «النظري» جعل النائب السابق منصور البون يقفل هاتفه الخليوي شأنه قبل ساعات من كل استحقاق انتخابي، يحيك خيوطه الاخيرة. اما النائب السابق فريد الخازن فسخر قائلا «يبدو أن الشباب توافقوا على إرسالي ومنصور البون في نقاهة الى الخارج لحين انتهائهم من اجراء الانتخابات».
ولم يتردد نائب رئيس البلدية الحالي فؤاد البواري، والمرشح لرئاسة البلدية من التأكيد أنه «يعمل مع عدد من أبناء جونية وعائلاتها على انجاز لائحة تنحصر همومها في انماء المدينة والاهتمام بشؤونها وليس تصفية حسابات او صراعات لا علاقة لجونية بها». يؤكد أن البون يدعمه ويرحب بكل دعم يأتيه من أي طرف عائلي او حزبي.
فما الذي حصل في الساعات الماضية؟
مع شعور جميع الاطراف بأن هامش الوقت يضيق، تكثفت المساعي لانجاز تسوية ما بتشجيع من «التيار» و «القوات»، اللذين لا يريدان لتفاهم 18 كانون الثاني في معراب أن يُدفن في جونية. وبعد جهود ومساع وتدخلات تم التوافق على يوسف حبيش (المعروف بسيتو)، شقيق جوان حبيش، رئيسا للائحة وفادي فياض نائبا له. بدأ التداول باسماء الاعضاء طوال الليل حتى صباح الامس من دون توافق تام.
فنعمت افرام يعتبر انه قدم تنازلا كبيرا بقبوله نيابة الرئاسة لفياض، متنازلا عن الرئاسة. لن يقبل افرام بلائحة لا يملك فيها الصوت الوازن. وهو يريد بالتالي ان يمثل اكبر شريحة من العائلات الكسروانية وليس فقط الحزبية.
اما جوان حبيش فتحضر في ذهنه تجربة بلدية الـ2004 حين استقال ثمانية من اعضاء البلدية الموالين لآل افرام وخضع لكثير من الضغوط وعرقلة عمله البلدي. وهو لن يرضى بتكرار هذه الوقائع مع ولاية شقيقه «سيتو».
في مقابل الحرص على تأمين مظلة حزبية للتوافقات البلدية في جونية، يسري في المدينة جو متحسس من دخول الاحزاب الى زواريب المدينة. ويقول احد الطامحين الى عضوية البلدية أن «عائلات المدينة تراهن على سمير جعجع وميشال عون ليتوافقا على انتخاب رئيس جمهورية للبنان. اما أهل جونية فأدرى بزواريب بلديتها من إبن بشري أو حارة حريك».
لا يعتبر المرشح أن في كلامه اي تذكير بعبارة «الغريب» الكسروانية الشهيرة. يقول «العكس هو الصحيح. نحن فوضّنا جعجع وعون في قضايا وطنية كبرى، فلم يريدا الدخول في صغائر الخلافات حول كيفية رؤيتنا للمدينة والنهوض بها وادارة شؤونها؟».
هذا المناخ يجري العمل على تعميمه في جونية. يتم الترويج لـ «حرب الغاء» من نوع جديد تطال هذه المرة المستقلين من ابناء العائلات والبيوت السياسية.
كيف سينتهي الصراع الانتخابي في جونية؟ الاكيد ان المشهد سيكون فسيفساء من الصراعات الصغرى والكبرى.