IMLebanon

إعلاميون يطمحون لإقتحام «البرلمان»…

 

 

شكّل الإعلام عبر التاريخ قوة ضغط قادرة على تغيير كثير من المعادلات حتى سُمّي «السلطة الرابعة» التي تراقب عمل كل السلطات من تنفيذية الى تشريعية فقضائية.

ومع تطور الإعلام وظهور «السوشيل ميديا»، بات الإعلامي أكثر تفاعلاً مع الرأي العام، ويؤثر في رؤيته للقضايا المطروحة. في لبنان جاءت «ثورة 17 تشرين» والانتفاضة في وجه الطبقة السياسية، لتكرّس الإعلام السلطة الرقابية الاولى ومصدر الثقة لدى المواطنين.

 

ترجمة هذا التوصيف لدى الإعلاميين كانت بإعلان عدد منهم الانخراط في العمل السياسي من بابه النيابي، فقرّر هؤلاء حمل هموم الناس من الشاشة أو الصحيفة أو المنصّة الى الندوة البرلمانية، ليكونوا الصوت التشريعي لمواطن أرهقته الأزمات وأحبطته الطبقة السياسية الحاكمة.

 

أسماء كثيرة دخلت بورصة الترشيحات، بعض الوجوه لها باع طويل في العمل الصحافي الميداني والاستقصائي، وبعضها الآخر قرّر الدخول من بوابة 17 تشرين، بعد أن أسس لها قبل سنوات.

 

ومن بين هؤلاء، أعلن رئيس «نادي الصحافة» الإعلامي بسام أبو زيد، في حديث متلفز، أنّه قد يكون مرشحاً للإنتخابات المقبلة عن المقعد الكاثوليكي في المتن، إن وجد التمويل اللازم، لكنّه لم يحسم قراره بعد، ويفضّل عدم التداول في الموضوع الى حين حسم خياره، كما يؤكّد لـ «الجمهورية».

 

ومن بين الأسماء المتداولة أيضاً، الإعلامي سعد الياس، الذي من المرجّح أن يكون مرّشح حزب «القوّات اللّبنانية» عن المقعد الماروني في دائرة عاليه.

 

الأخوان «أبو فاضل»، سيمون وجوزف لم يبتعدا عن بورصة الترشيح، بعد التداول بإسميهما في دائرة المتن، وذلك مع بروز مواقفهما المعارضة للطبقة السياسية، لكن يبدو أنّ الصحافي والباحث السياسي جوزف أبو فاضل سحب اسمه من دائرة التداول، وترك الساحة لشقيقه سيمون الذي أكّد لـ «الجمهورية» أنّ الخطوة واردة بالنسبة اليه «ولكن ثمة أموراً كثيرة بحاجة الى درس وتحضير لتشكيل لائحة متكاملة قادرة على المنافسة».

 

وفي اعتبار أنّ الترشح للانتخابات النيابية هو حق لكلّ مواطن لبناني، فإنّ «أبو فاضل» «يحسم خياره البعيد عن أي حزب من أحزاب السلطة، ويعتبر مع مجموعة من الاشخاص، انّ وضع اليد على الحياة السياسية في لبنان كما هو حاصل اليوم، لم يعد مقبولاً، لا سيما أنّه جاء بعد اتفاق طابعه مخصّصات»، في تلميح الى «اتفاق معراب» السابق الذي حصل بين «التيار الوطني الحر» و»القوات اللبنانية»، و»اقتسم فيه الطرفان المقاعد المسيحية على حساب أشخاص قادرين على إعطاء لبنان الأفضل ويعملون للبيئة التي جاؤوا منها»، بحسب ما يشير أبو فاضل.

 

في الدائرة الرئاسية، دائرة الشمال الثالثة، إسمان يجرى التداول بهما وهما الإعلامية ليال بو موسى عن قضاء البترون، والتي تعود الى الترشح للمرة الثانية عن الدائرة، بعد أن عكست أرقام شركات الإحصاءات ارتفاع حظوظها هذا العام، وأنّ فوزها قد يشكّل «مفاجأة» لكثيرين في هذه الدائرة.

 

وفي عرين «القوات اللبنانية» بشري، يلمع اسم الاعلامي رياض طوق الذي سبق أن ترشّح عام 2018 قبل أن يعود ويسحب ترشيحه.

 

طوق يؤكّد لـ «الجمهورية»: «أنّ إئتلافاً في صدد التشكّل ضمن دائرة الشمال الثالثة، هدفه توحيد المجموعات المعارضة ضمن الأقضية الأربعة، بشري الكورة البترون وزغرتا في جبهة واحدة، على أن تصدر في وقت قريب عن هذا الائتلاف ورقة سياسية تحدّد أهدافه الأساسية».

 

ويؤكّد طوق أنّ «الإئتلاف ذاهب نحو إجراء إنتخابات تمهيدية داخلية، يُحدّد على إثرها المرشحين الذين سيخوضون غمار الإستحقاق النيابي، ضمن معايير محدّدة، أبرزها الإستقلالية، وذلك قبل نهاية السنة».

 

إنطلاقاً من ذلك، يجزم طوق أنّه «مرشح للانتخابات التمهيدية داخل الإئتلاف، والتي قد تقوده في حال فوزه الى أن يصبح مرشحاً فعلياً للإئتلاف عن دائرة الشمال الثالثة».

 

حزب «القوات اللبنانية» الذي يؤكّد انتهاجه الخط المعارض للسلطة، يسعى الى تعزيز دور الإعلام الشبابي، ولا سيما منه الوجوه التي برزت مع الثورة وشكّلت رصيدها من تفاعل الرأي العام في 17 تشرين مع مواقفها على مواقع التواصل الاجتماعي. وفي هذا الإطار تسعى «القوات» الى ضمّ الإعلامية نبيلة عوّاد الى لوائحها، نظراً لمواقفها المعارضة الشرسة ضدّ العهد. وجرى أخيراً التداول بإسم عوّاد كمرشحة على لائحة «القوات اللّبنانية» في كسروان، الّا أنّ المعلومات تشير الى انّ الأخيرة تدرس خياراتها جيّداً، لأنّها ترفض أن تكون مجرّد «ديكور» أو «فوبيجو» تزيّن بها اللّائحة الإنتخابية.