Site icon IMLebanon

الإبن العائد إلى أبيه

كل ما في المسيحية دعوة إلى الآب. الابن منه ونحن في الابن إلى الآب. ذلك ان المسيح عودة إليه وأنت في المسيح عائد إلى الآب. المسيح في الجسد لا يحجب الآب. لاحظوا ان سيرة المسيح لا تنتهي عند الصليب ولا عند القيامة. هناك الصعود أي عودة الجسد، كل جسد إلى الآب. لا نقف عند المصلوب مع ان هذا يحركنا عاطفياً. الصليب ليس النهاية. هو الفاتحة. الآب هو المنتهى. لذلك كنت دائمًا أحس ان العيد الشامل هو خميس الصعود إذ ليس من مسيرة للسيد بعده.

التأكيد المفرط على المسيح ليس المسيحية. المسيحية تبدأ في كشفها التاريخي بيسوع الناصري ولكنها في العمق وفي المنتهى دعوة من الآب. الدين المسيحي لا يبدأ ولا ينتهي بعيسى. هو أولا دعوة الآب. صح انها دعوة في المسيح وبالمسيح ولكن وجهتها إلى الآب.

نحن لا تنتهي مسيرتنا عند الابن المتجسد ولكن عند الابن الصاعد إلى السماء أي تنتهي عند الآب. نحن ما بدلنا الآب بالابن. يبقى الآب هو المصدر ولو صار يسوع موضع الكشف. المسيح يأخذنا إلى أبيه. لذلك لا تنتهي الأعياد بالفصح، بقيامة المخلص، تنتهي بصعوده. بعد هذا ينزل الروح. التركيز الكامل، الوحيد، المطلق على المسيح ليس المسيحية. البداءة والنهاية الآب. الصعود يقفل أعياد الرب المتجسد. بعد هذا يأتي الروح القدس الذي إذا قبلتم العبادة يوزع الآب والابن.

يخطئ من اعتبر ان المسيحية ديانة عيسى. هي ديانة الآب ويسوع موزعها. من يحصر الله في المسيح يلغي الآب. لذلك التمجيد في كنيستنا مرسل دائماً إلى الاب والابن والروح القدس.

لذلك المسيحية ديانة المسيح بمعنى انه كاشفها. الأصل انها تقود إلى الآب. المسيحية ليست ديانة العيسوية. هي ديانة الله أباً وابناً وروحاً قدساً، في تساوي الأقانيم، لا تنتهي إذاً عند الابن في تجسده. ولا تنتهي بقيامة المخلص في الجسد. نهايتنا الآب بالروح القدس.

نحن لا نغرق الله في الابن المتجسد. النهاية نزول الابن إلينا بالروح القدس أي بإصعادنا إلى الآب. الابن وسيط لأنه كاشف الوساطة ومحققها أي انه في كل إنجازاتها قادنا إلى الآب. المسيحية ليست فقط مجيء المسيح إلينا بالجسد. هي صعودنا إلى الآب بالروح القدس. الرب يسوع لا يريدنا ان نقف عند تجسده. يريدنا ان نسير معه بموته إلى الآب. الآب هو المشتهى. نحن نعيش في المسيح لمعرفتنا ان الآب هو المشتهى.

التوقف المفرط عند يسوع الناصري مخلصاً خطر شديد إذا حجب عنا وجه الآب. شدّد يسوع: من رآني فقد رأى الآب. المسيحية هي العيسوية القائدة إلى وجه الآب.