Site icon IMLebanon

المُحقق والأسئلة الكبيرة  

 

وحده المُكابر يُنكر دقة وحساسية المَهمّة التي آلت إلى المُحقق العدلي الجديد القاضي طارق بيطار. فجريمة تفجير المرفأ وما أسفرت عنه من مأساة وفجيعة ليست مما يحدث كل يوم، لا في لبنان ولا في العالم قاطبةً.

 

يجدر تقدير شجاعته لمجرّد قبوله تحمّل هذه المسؤولية الخطيرة والخطِرة التي هي أشبه بالعمل الفدائي خصوصاً عندنا حيث لا يتفقّ القوم على أمرٍ واحدٍ مهما كان بسيطاً أو عادياً، فكم بالحري على قضية أثارت، منذ لحظة الإنفجار، انقساماً حاداً، خصوصاً في ما يتعلّق بتوجيه التهم.

 

إن المحقق العدلي في مواجهةٍ صعبة إن مع القانون والوقائع قدر ما هي مع ذوي الضحايا الذين قارب الشهر السابع على فجيعتهم من دون أن يتلقّوا معلوماتٍ تتعلق بالأجوبة على أسئلتهم المطروحة التي تتفرّع كلها من السؤال المركزي الكبير: من فجّر أبناءنا وقتلهم ودمّر منازلنا؟

 

أولاً – من ابتاع المتفجّرات؟ ومن دفع ثمنها؟

 

ثانياً – لماذا حُوّلت الباخرة ومن حوّلها من شرق أوروبا إلى شرق البحر المتوسّط، وبالذات إلى بيروت؟ ولماذا بيروت بالذات؟

 

ثالثاً – هل أُجريَ التحقيق مع البائع والشاري؟

 

رابعاً – ما هي نتائج التحقيقات التي قامت بها الـFBI وقد شاركت بالتحقيق منذ الأيام الأولى التي أعقبت الإنفجار؟

 

خامساً واستطراداً – ما هي نتائج التحقيقات التي أجراها الجانب الفرنسي وأيضاً الجانب الأوروبي؟

 

سادساً – هل أُودِع المحقق العدلي السابق هذه النتائج؟

 

سابعاً – لماذا سارع الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب إلى تغريدةٍ عبر حسابه على تويتر أعلن فيها غداة التفجير أنه حادث (accident)، أي بترجمة قانونية إن التفجير مجرّد قضاء وقدر وليس مُقرراً؟ وعلى ماذا بنى هذا الحسم يومذاك؟

 

ثامناً – لماذا أعلنت اسرائيل وكرّرت، هي أيضاً، أنه مجرّد حادث؟

 

تاسعاً واستطراداً – وهل الإعلانان أعلاه كانا مجرّد موقفَين بريئَين مبنيَين على المعلومات أو…

 

عاشراً – ما حقيقة ما ذُكر عن دور لرجال أعمال سوريين مُقرّبين من النظام في شراء المتفجّرات؟

 

حادي عشر – أين وكيف ولمصلحة من تبخّر أكثر من ثلثَي الكميّة المتفجّرة قبل وقوع الكارثة؟

 

ثاني عشر، وأخيراً وليس آخراً – هل هي مجرّد مصادفة أن التفجير حدث بعد أيامٍ معدودة على البدء بالتداول، على نطاقٍ واسع، بوجود المتفجّرات في العنبر رقم 12؟

 

خليل الخوري