IMLebanon

لماذا لا يبدأ القاضي البيطار من هذه الوقائع الثلاث؟

 

 

مرّت السنة الأولى على تفجير مرفأ بيروت ولا نزال ندور في حلقة مفرغة حول أنفسنا حيث نسأل ونتساءل: مَن الذي فجّر مرفأ بيروت؟ مَن الذي استورد نيترات الأمونيوم الى مرفأ بيروت؟ وهناك الكثير من الاسئلة التي لا تزال من دون جواب.

 

الأنكى من كل هذا أنّ فخامة الرئيس ميشال عون، كان قد وعد ان التحقيق سوف ينتهي خلال 4 أيام وفيه جميع المعلومات عن هذه الجريمة التي قتلت 214 مواطناً بريئاً لا علاقة لهم إلاّ أنّ بعضهم كان في عمله، وكان عدد منهم من العاملين في المرفأ ومنهم من كان جالساً في بيته، كذلك تهدم 77 ألف منزل وهناك 7000 جريح و300 ألف مواطن هاجروا من لبنان بسبب هذا التفجير ولا نزال ننتظر التحقيق الذي وعد به فخامته الشعب اللبناني.

 

من ناحية ثانية وبعد أن انكفأ القاضي صوان عن التحقيق بالقضية وعيّـن القاضي طارق البيطار محققاً عدلياً كان لافتاً أنّ الأخير أصدر أحكامه قبل أن يستجوب الاشخاص الذين وجه إليهم التهم، وطلب رفع الحصانات قبل أن يستجوبهم وأصدر اتهاماته منطلقاً من منطق قانوني عجيب غريب ولأول مرة في تاريخ القضاء، حين اعتمد نظرية ان الإهمال في الوظيفة هو الذي أدّى الى جريمة المرفأ وهذا يعتبر جناية، من هنا كان موقفنا ان القاضي البيطار جاء بمهمة محددة وهي ايجاد كبش محرقة لجريمة المرفأ.

 

من هنا كنا نتمنى على القاضي البيطار قبل أن يصدر أحكامه المسبقة أن يحقق بهذه الوقائع الثلاث:

 

الواقعة الأولى: ما كان المرحوم لقمان سليم قد أدلى به الى تلفزيون الحدث قبل مقتله بأشهر قليلة…

 

لقد اتهم لقمان سليم في حديثه «حزب الله» باستيراد نيترات الأمونيوم لحساب النظام في سوريا.. وأعاد الى الأذهان أحداثاً معينة. ففي آب من العام 2013، اعتبر الرئيس الاميركي باراك أوباما يومذاك ان استخدام الأسلحة الكيماوية في سوريا خط أحمر، وليس بعيداً عن هذا التاريخ وقّع النظام السوري في 14 تشرين الأول 2013 معاهدة الحد من الاسلحة الاستراتيجية، كما ليس بعيداً عن هذين التاريخين، وصول السفينة روسوس المحمّلة بآلاف الأطنان من نيترات الأمونيوم في 23 تشرين الثاني 2013…

 

واللافت الأكبر أنّ العام 2014 شهد تصاعداً في غارات النظام السوري على شعبه بالبراميل المتفجرة، إذ بلغ معدّل الغارات عشر غارات اسبوعياً في هذا العام. وبمقارنة بسيطة بين عامي 2012 و2013، نجد ان مجموع الغارات كلها في هذين العامين هو 20 غارة فقط.

 

السؤال الأبرز -يقول لقمان- من استورد النيترات؟ ولكن الأهم من ذلك من خزّن هذه المواد ولمصلحة من؟ ولمصلحة من أُخرجت الكمية الكبيرة منها شيئاً فشيئاً الى سوريا لتصنّع هناك وتحوّل الى براميل متفجرة.

 

إنّ هذه المعلومات -حسب لقمان- تُسْقط ما تبقى من ورقة توت؟ ما يعني ان عملية التفجير ليست إهمالاً كما يقال…

 

إننا أمام جريمة حرب أطرافها موسكو – بيروت ودمشق. وأنا لا أستبعد امتداد العقوبات لكثيرين في الداخل والخارج.

 

إنّ المتهم الأول هو «حزب الله» المسيطر على المرفأ والمطار، ليس جغرافياً فقط بل ما له من دالّة.

 

لقد وقعت الجريمة بحق اللبنانيين بتفجير ثلث الكمية لكنها أصابت الشعب السوري من خلال البراميل المتفجرة الناتجة عن النيترات.

 

الواقعة الثانية: ما أدلت به والدة الشهيد رامي الكعكي خلال برنامج «صاروا سنة – خلص الوقت»، إذ قالت وبكل وضوح، إنّ المتهم الحقيقي هو «حزب الله»… وإنّ هذا الحزب يجب أن «يُقْطَع رأسه». لقد وضع الحزب صوَر «شهدائه» على طريق المطار. والمطلوب هو إزالة هذه الصوَر واستبدالها بصوَر شهداء فوج الإطفاء العشرة، لأنّ هؤلاء هم الأبطال الحقيقيون، الذين استشهدوا في سبيل الوطن.

 

كل سائح يأتي الى لبنان يجب أن يتعرّف على الأبطال الحقيقيين، لا صوَر أولئك الذين يموتون بالتقاتل للمصالح الشخصية ويُعْلنون انهم شهداء.

 

لقد قصفت إحدى الطائرات المرفأ، فلماذا يتستّر هؤلاء عليها، لأنهم لو تحرّكوا، لفضحتهم إسرائيل وقالت إنّ النيترات لهم… وكانت تؤخذ الى سوريا… أنا أعرف انني قد أُقْتَل… ولكن فليكن كل من سمعني شاهداً، وسيكون القاتل مكشوفاً ومعروفاً.

 

الواقعة الثالثة التي سرّبها أحد السائقين الذين كانوا ينقلون ما يحويه المرفأ الى أماكن خارج مرفأ بيروت. هذا الڤيديو صُوّر من العنبر رقم 12 قبل الانفجار بأشهر.

 

يحوي الڤيديو أكياساً لنيترات الأمونيوم التي كانت في العنبر المذكور قبل انفجارها. كما يُظهر الڤيديو أن أكياس النيترات كانت في حالة جيدة وغير ممزّقة أو تالفة، وذلك ما يدحض الروايات والتقارير السابقة، التي أشارت الى تلف كميّة كبيرة من الأكياس وحصول عملية سرقة من داخل العنبر.

 

كما أشار الڤيديو الى الفتحة التي كانت في جدار العنبر رقم 12 قبل إغلاقها بقرار قضائي. وتؤكد هذه الصورة أنّ الأكياس كانت بحالة جيدة.

 

لقد أشار السائق في حديثه الى برنامج «صاروا سنة خلص الوقت» أيضاً الى انه كان ينقل المواد بـ«كميونه» الى جهات «معينة» لم يفصح عنها علانية، خوفاً من الملاحقة، وأنّ العملية تكرّرت مرّات عدة… هذه الوثيقة بإمكان القاضي طارق البيطار الحصول عليها، كما بإمكانه استجواب السائق وتأمين الحماية اللازمة له… لأنّ كلام السائق وصوَر الڤيديو، قد تكون كلها أدلة تؤدي الى كشف المستور.

 

وثائق ثلاث نضعها أمام القاضي البيطار، ونحن واثقون من أنها ستساهم في كشف «أسرار» النيترات، وكشف هوية المرتكبين.