Site icon IMLebanon

الكذب ملح الرجال!  الكذب ملح الرجال!  

 

 

هذا المثل مأخوذ من حكاية حدثت في العصر العثماني، لكنها تنطبق اليوم على أحد الجهابذة المدعين.

 

كذلك فإنّ وزير الإعلام الألماني «غوبرلز» أيام هتلر كان يقول: «اكذب اكذب فربما يصدّقوك في ما بعد».

 

والمشكلة هنا أنّ بعض الاشخاص يكذبون ويصدقون كذبتهم، وعندما يرون أنّ المصلحة من الكذبة قد حققت أهدافها ينسون ما قالوه.

 

هنا لا بد من العودة الى ما قاله بعض النواب في جلسة الثقة التي عقدت منذ يومين، وهنا نأخذ أحد الجهابذة… فماذا قال؟

 

أولاً: يقول الجهبذ إنّه أبلغ رئيس الحكومة أننا لن نسمّيه، ولن نشارك في الحكومة ولن نعطيه الثقة، ويبرّر عدم إعطاء الثقة بأمر غير شعبي ولا يناسب مصلحته السياسية والشعبية بسنة الانتخابات… فيقول سنعطي الثقة من باب الايجابية.

 

فعلاً هذا الجهبذ عنده انفصام في الشخصية.. فهو لا يريد أن يشارك في الحكومة، وللأسف فإنّ رئيس الحكومة تخلّى عن الثلث المعطل واختار أكثر من 8 وزراء سمّاهم الجهبذ. وهنا لا بد أن نذكر بما جرى مع ابن المرحوم النائب والوزير جميل كبي، حيث اتصل دولة الرئيس ميقاتي به وأعلمه أنه اختاره ليكون وزيراً معه.. لكن عليه أن يزور فخامة الرئيس… فعلاً الاستاذ جمال جميل كبي زار فخامته وبعدها جاءه اتصال من مكتب الوزير السابق «أي الصهر» وأعلمه مدير المكتب ان الوزير يريد أن يجتمع به لأنّ كل وزير يريد دخول الوزارة عليه أن يجتمع بالوزير السابق ليحصل على موافقته للدخول في الوزارة. هنا كان رد جمال جميل كبي صريحاً وواضحاً أنه يرفض أن يلبّي الدعوة.. وما أن أقفل الخط حتى اتصل به دولة الرئيس وأعلمه أنه بسبب هذا التصرّف فإنه لا يستطيع أن يضمّه الى الوزارة… هكذا قال دولة الرئيس الذي رضخ رضوخاً كاملاً لإرادة صهر الرئيس، فقط لأنه يريد أن يشكل حكومة تحت أية ظروف وبأية شروط. أما عن الأصول وعن الثلث المعطل وعن تهديده خلال التشكيل بأنّ عنده شروطاً، فقد تبيّـن ان دولته ضرب كل أقواله عرض الحائط.

 

بالعودة الى ما قاله الجهبذ في جلسة الثقة، بأنه سوف يشارك بالرغم من أنّ المشاركة غير شعبية في عام الانتخابات فإنّ هذه هي المرة الأولى التي أسمع بأنّ مسؤولاً يتحدث بهذه اللغة، التي لا يستعملها حتى أبناء السوق. وهناك أيضاً قوله إنّ هذه الحكومة ميثاقية ودستورية، وأنا أتحدّاه أن يقول لنا كيف؟؟؟ هذا أولاً…

 

ثانياً: تحدث عن الأوضاع المالية وكيفية الحل من الـ Hair cut حتى قانون الكابيتال كونترول والأهم التدقيق الجنائي.

 

يا جماعة فخامة الرئيس، أريد أن أطرح عليكم سؤالاً: أين يسكن فخامة الرئيس، وأين مكتب فخامة الرئيس، وماذا يفعل فخامة الرئيس؟؟؟

 

وأتساءل: مَن أوقف التعيينات الدستورية؟ ومَن المسؤول عن عدم الموافقة على عدة تشكيلات حكومية خلال 13 شهراً، وهل يمكن أن يشرح لنا لماذا تمسك بموضوع «الحجة التي لا تقلي عجة» الذي يرددها فخامته وهي الميثاقية والدستورية لأننا شبعنا من هذه البدعة؟

 

يا جهبذ، عمّك هو فخامة الرئيس، وحضرتك شكلت حكومة الرئيس حسان دياب، ومعظم الوزراء كانوا تابعين لك، فماذا فعلت، ولماذا لم تفعل؟

 

أنت «شاطر» في «الحكي»، أما الأعمال فعلى الله.

 

ثالثاً: أكثر ما أضحكني انك استشهدت بأسماء أجنبية وعناوين مبهمة، وأنّ هؤلاء كلهم كانوا ضد حاكم مصرف لبنان.. والمصيبة أنك استشهدت بأسماء من فرنسا ومن بريطانيا ومن سويسرا، وأحب هنا أن أذكّرك بأنّ الذين تجنّوا على الحاكم اعتذروا، وأورد هنا ما فعلته المحامية زينه واكيم والمحامي وليد سنو اللذان يعملان في سويسرا وأسّسا جمعية تسمّى Accountability now «المحاسبة الآن».

 

رابعاً: قمّة الوقاحة كانت عندما تحدثت عن وزارة الطاقة التي تسلمتها منذ عام 2005، والأنكى انك تريد أن تحاسب شهيد لبنان رفيق الحريري الذي استطاع تأمين الكهرباء 24/24 منذ عام 1994.. بينما حضرتك فشلت فشلاً ذريعاً في هذه الوزارة.. والأنكى أنك تريد التحقيق الجنائي، فعلاً هذه قمة الوقاحة.

 

ففي وزارة الطاقة وبفضل حضرتك وبفضل سكرتيرك الذي عيّنته بعدك وبفضل سكرتيرة سكرتيرك كلفت الخزينة اللبنانية 65 مليار دولار، أي ان ثلاثة ارباع عجز الخزينة أنت مسؤول عنه… ناهيك عن العمولات والصفقات.

 

أما البواخر وعن المشروع الذي لم تستطع تحقيقه في سلعاتا فحدّث ولا حرج. هذا، ولن نتحدث عن السدود التي اخترعتها كي تحقق لنفسك عمولات جيدة وأهمها سد «البلوعة».

 

خامساً: وتتحدث عن انفجار المرفأ، وأنت تعلم علم اليقين، من هو الذي يتحكم بمرفأ بيروت وبمطارها. كما تعلم أيضاً أنّ لا مجال لإدخال إبرة أو إخراجها من دون علمه.

 

ألا تعلم أيضاً أنّ تفجير الطائرات الاسرائيلية للمرفأ رغم إنكار إسرائيل خوفاً من عقاب دولي لها… تجاهلته أنت…

 

فَعُيّـن القاضي طارق بيطار بإيعاز من مستشار القصر فراح يستدعي شخصيات وزارية ونواباً بشكل اعتباطي… حتى قاده الأمر الى محاسبة رئيس حكومة سابق…

 

كل ما تفعله يا حضرة الصهر، يعتبر اعتداء فاضحاً وصريحاً على موقع رئاسة الحكومة وأبشّرك بأنّ حسابك آتٍ لا ريب فيه وسيكون عسيراً.