IMLebanon

القاضي الشريف

لا أتذكر خلال رحلتي الصحافية التي بدأت عام 1970 وحتى اليوم أنّ هناك مسؤولاً كبيراً أو صغيراً تقدّم بكتاب الى المصرف المركزي يطلب فيه رفع السرية المصرفية عن حساباته في المصارف ويسمح لأي شخص أن يحصل على كشف حساب ويطّلع على حسابه… وهو ما فعله محافظ مدينة بيروت القاضي الاستاذ زياد شبيب، وهذه هي المرة الأولى التي تحصل مثل هذه الحادثة…

فقد جرت العادة أن يتقدّم الوزير أو النائب أو أي مسؤول كبير بكتاب يكشف عن أمواله المنقولة وغيرها الى مجلس الشورى أمّا أن يتقدّم مسؤول الى المصرف المركزي فهي المرة الأولى.

على كل حال، إن دلّ هذا العمل على شيء فإنما يدل على نزاهة وصدق وشفافية القاضي الاستاذ شبيب الذي قال لأحد الصحافيين إنّه يفضل أن يصرف وقته في العمل خصوصاً أنّ أمامه كثيراً من الأعمال في البلدية، ويفضل أن ينصرف الى العمل بدل أن يشغل نفسه بردّ على وزير أصبح مشهوراً عند الناس بأنه يحب الظهور على التلفزيونات وكأنّ عنده مركب نقص منذ الصغر وانجذاباً نحو الشاشة… وقال لصديق له إنّه إن لم يظهر يومياً على شاشة التلفزيون فلا يستطيع أن ينام.

هذا الوزير الشديد الإخلاص لمعلمه، عنده عقدة ثانية غير عقدة التلفزيون وهي عقدة كثرة الكلام فإن كانت هناك حاجة لتصريح أو لم تكن فلا بد له من أن يتكلم.

والعقدة الثالثة أنّه متأثر بوزير الإعلام الالماني «غوبلز» أيام هتلر الذي كان يعتمد على نظرية اكذب ثم اكذب ومن ثم اكذب فلا بد أن يصدّقوك، ومن أجل ذلك فإنه يتهم يومياً مؤسّسة، أي مؤسّسة، بالفساد أو الغش… وهنا أريد أن أطلب من معالي الوزير لو انه يقوم بجردة حساب عن الاتهامات التي ساقها ضد الناس وعن مدى صدقيتها.

والأهم أتمنى لو أنّ معاليه يعلم أو يريد أن يعلم كم أساء الى سمعة لبنان الغذائية والسياحية بسبب تصريحاته واتهاماته التي يطلقها من دون التريّث ليتأكد من صدقيتها.

ع. ك