Site icon IMLebanon

تموز شهر سلسلة الرتب والرواتب

على الأرجح أن يحمل شهر تموز الراهن مفاجأة إيجابية وبشرى إلى اللبنانيين من موظفين وعمال وأساتذة. البشرى تتمثَّل في إمكانية إقرار سلسلة الرتب والرواتب، بعد طول انتظار وبعدما لم يعد هناك من مفرٍّ لإصدارها من مجلس النواب.

رئيس مجلس النواب نبيه بري قرر دعوة الهيئة العامة للمجلس إلى جلسة تُنجِز بندين:

الأول، سلسلة الرتب والرواتب، والثاني، الضرائب المطلوبة لتمويلها.

هذا النقاش ليس وليد ساعته، بل كان بدأ منذ ثلاثة أعوام وبالتحديد في أيار من العام 2014 في جلسة شهيرة انعقدت في 15 أيار، تمَّ الإتفاق على معظم البنود لكن محضر الجلسة لم يُقفَل مما حال دون الإعلان عن البنود التي تمَّ إقرارها والبدء بتنفيذها.

في تلك الجلسة أقرت معظم بنود مشروع المرسوم بزيادة الحد الأدنى لموظفي ومتعاقدي القطاع العام وتعديل سلاسل رواتب الملاك الإداري وأفراد الهيئة التعليمية والأسلاك العسكرية.

وفي مشروع المرسوم الثاني تمَّ البحث في إقرار ضرائب لتمويل السلسلة.

تشعَّب النقاش وطال، ولإنعاش الذاكرة كان العهد السابق متبقياً منه تسعة أيام، فكان إتفاقٌ ضمني خفي بتطيير الجلسة لتأتي السلسلة هدية العهد الجديد.

لكن الحسابات الرئاسية تعثرت إذ تأخر الإستحقاق سنتين ونصف السنة، لتتأخر السلسلة لوقت موازٍ.

ولأنَّ محضر جلسة 15 أيار 2014 لم يُقفَل، فهناك من يعتبر أنَّه بالإمكان افتتاح الجلسة الآتية من حيث انتهت الجلسة الآنفة الذِكر.

هل صحيح أنَّ طريق السلسلة معبَّدة وليس فيها من ألغام؟

قبل الإجابة، لا بد من طرح سلسلة تساؤلات، لكي تأتي الأجوبة علمية واستناداً إلى معطيات.

هل مصادر تمويل السلسلة، التي تبلغ كلفتها 1200 مليار ليرة أي ما يوازي 900 مليون دولار متوافرة؟

في جلسات سابقة، تم طرح توقيف التوظيف، وإطالة دوام موظفي الإدارة العامة، ورفع معدل الضريبة على القيمة المضافة إلى 11%، ورفع معدّل ضريبة أرباح الشركات من 15% إلى 17% ورفع الضريبة على الفوائد من 5% إلى 7%. فهل سيتم في الجلسة المقبلة إدراج هذه البنود؟

هل سيرضى النواب، على مسافة عشرة اشهر من موعد الإنتخابات النيابية بأن يتم تعليق التوظيف لمدة سنتين إلى حين إجراء جردة بما هو موجود في إدارات الدولة؟

هل سيتم إقرار السلسلة من خارج الموازنة، كبند مستقل؟

خصوصاً إن إقرار الموازنة لم يعد بالأمر السهل بسبب ضيق الوقت.

في كل الأحوال فإنَّ ما تم تحقيقه على مستوى الإعداد للسلسلة، لم يعد بالإمكان العودة به إلى الوراء، وشهر تموز سيكون شهر سلسلة الرتب والرواتب بعدما أشبعت درساً.