IMLebanon

السيّد نصرالله… حرب تموز ٢٠٢٤ أكبر من إقليميّة 

 

 

بين تحذير واشنطن من حرب اقليمية، وتأكيد حارة حريك “انها لها”، تحرك المعنيون امس على خط عين التينة المفاوض الاساسي، ما اوحى بوجود طبخة ما يعمل عليها تحت الطاولة، لنزع فتيل الانفجار. عزز هذا التوجه تراجع غير مفهوم للاجواء الايجابية التي سادت بعيد زيارة الوسيط الاميركي اموس هوكشتاين، واطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله.

 

هذه الايجابية لم تنعكس على التطورات الميدانية، حيث استمرت وتيرة التصعيد، رغم عدم تسجيل اختراقات نوعية، على وقع رفع السقف “الاسرائيلي” المستمر، وتأكيدات “تل ابيب” رفضها الكامل للعودة الى قواعد الاشتباك السابقة، اذ تبين لها بعد حرب طوفان الاقصى، ان اخطر الجبهات التي تهدد وجودها تتمثل بالجبهة اللبنانية.

 

هذا التصعيد الكلامي والحرب النفسية الممارسة “اسرائيليا”، واجهها حزب الله بسلسلة ردود تقصدها خلال وبعد وجود هوكشتاين في بيروت، من كشفه لانجازات “هدهد”، وصولا الى كلام امينه العام الذي رفع السقف عاليا، لتصل شظايا انذاراته قبرص والبحر المتوسط كاملا.

 

اوساط مواكبة لمسيرة الامين العام ومواقفه منذ السابع من تشرين، توقفت عند مجموعة من الوقائع التي اوردها، والتي تنقل عمليا الصراع القائم حاليا والمخاوف من تحوله الى صراع اقليمي، لما هو ابعد من ذلك، مستندة الى النقاط الاتية:

 

– اعتباره عدم حاجة الجبهة اللبنانية الى اي دعم من الحلفاء في المحور لا بشريا ولا ماديا، فالحزب يملك ما يكفي من العدة والعديد لخوض المواجهة، وهو ما قرأ فيه البعض عدم وجود رغبة بتحويل المواجهة الى اقليمية، فهل اراد السيد بقوله تحييد باقي الساحات؟

 

-اشارته لاول مرة ان احتمال الانزلاق الى حرب كبرى وارد في اي لحظة، طارحا ببساطة الحل الوحيد الذي يمكن ان يسحب صاعق الانفجار وهو “وقف “اسرائيل”حربها على غزة، فتقف حينئذ حروب الاسناد على كل الجبهات”، وليس فقط لبنان.

 

– تأكيده على جاهزية الحزب عدة وعديدا. فعلى صعيد السلاح طمأن السيد بان الاسلحة الجديدة ما زالت تصل الى المقاومة، وذلك دليل واضح على الفشل “الاسرائيلي” في ضرب طريق الامداد البري، عبر استهداف قوافل السلاح من سوريا، دون نسيان نجاح الحزب في تطوير ترسانته من صواريخ ومسيرات محليا. اما بشريا، فان المقاومة تملك ما يكفي ويزيد من مقاتلين لخوض تلك الحرب.

 

– كشفه عن جاهزية الحزب الكاملة لخوض الحرب في البحر والبر والجو، حيث المفاجآت التي لن تنتهي، مبشرا “الاسرائيليين” باقتحام حدودهم، سواء في الجليل ام في مناطق اخرى برا ام بحرا او جوا.

 

-اعتباره ان هذه الحرب ستكون دون ضوابط وبلا قواعد ولا سقف او محرمات، حيث سيكون المدنيون اهدافا مباحة، وكذلك خزانات الامونيا وما قد تسببه من كارثة، فلدى حارة حريك احداثيات دقيقة لبنك كبير من الاهداف الاستراتيجية، الكفيل تدميرها بضربات نوعية.

 

-اما اخطر المفاجآت التي فجرها امين عام حزب الله فتمثل في تحذيره لقبرص من ان تسمح لـ “اسرائيل” باستخدام مطاراتها وقواعدها الجوية، في رسالة واضحة الى كل من واشنطن ولندن وباريس، التي تولت بدورها صد الهجوم الايراني على “اسرائيل” قبل حوالى الشهرين، وفي ذلك اسقاط للطابع الاقليمي للصراع واضفاء للطابع الدولي عليه، وان كان المقصود المتوسط هو استهداف منصات الغاز في البحر.

 

وفي هذا السياق، اشارت اوساط مقربة من الثامن من آذار، الى ان تحذير السيد للحكومة القبرصية، ينطلق من معطيات دقيقة توافرت منذ مدة عن وجود اتفاقات سرية موقعة بين “اسرائيل” وعدد من الدول، تسمح لها باستخدام القواعد العسكرية البحرية والجوية في حالات الطوارئ، أي عند تعرض القواعد داخل “اسرائيل” لضربات تجعلها خارج الخدمة، وان المناورات السابقة التي حكي عن انها تحاكي تدريبات على مهاجمة لبنان، انما كانت فعليا تحاكي خطط اجلاء الوحدات الجوية والبحرية “الاسرائيلية” نحو تلك القواعد.

 

في الخلاصة، حارة حريك باتت جاهزة لمواجهة اصعب الاوضاع في الايام المقبلة، وقد اتخذت كل ما يلزم من اجراءات في سبيل ذلك، على ما اكد امينها العام، وعليه بات واضحا ان جبهة الجنوب قد تحولت الى جبهة رئيسية بفعل عوامل كثيرة، منها الاهتمام الدولي والاقليمي بتطور الاحداث عند الخط الازرق، بعدما شارفت العمليات في رفح على الانتهاء، باعلان رئيس الوزراء “الاسرائيلي” بنيامين نتانياهو مطلع تموز تحقيق “انتصار جزئي”، على ما كشفه الوسيط الاميركي لاحد افراد وفده المرافق بعد زيارته لـ “تل ابيب”.