Site icon IMLebanon

جنبلاط يتجنّب الصدامات بعد رسائل أمنيّة فهم أهدافها

 

لا زالت المشاورات واللقاءت الجنبلاطية تتمحور حول حكمة الرئيس نبيه بري الذي يُؤمن به سيد المختارة ويعتبره صمام أمان، ولهذه الغاية هو يماشيه دوماً ولا يخيّب آماله، وبناء على هذه المعطيات والأجواء، فإن وليد جنبلاط قد يكون قنّن في الأيام الماضية من طلاته الإعلامية، الى تقييمه ونجله النائب تيمور للحسابات المرتبطة برفض الرئيس سعد الحريري العودة إلى السراي الحكومي، لا سيما وأنه لم يكن مُتحمّساً أو راغباً بهذه العودة التي كانت ستأتي على حساب كل القوى الحليفة المحيطة بقوى 14 آذار، باعتبار أنه لا يُمكن للحريري أن يتعايش مع العهد، ولا سيما مع رئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، وبالتالي، فإن ذلك ينسحب على إنتاج الحكومة ودورها وعملها، خصوصاً أن البلد مُنهار إقتصادياً ومالياً، وبمعنى أوضح أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي كان سبق له وأن نصح الحريري في المرات الماضية، بأن لا يعود إلى السراي طالما أن الرئيس ميشال عون في بعبدا، الأمر الذي سيُكبّله ويفرمل دوره وعمله وخططه الإقتصادية.

 

ويُنقل عن المتابعين، بأن هذا الموقف تناغم مع «القوات اللبنانية» التي بدورها لم تكن ترغب بعودة الحريري الى السراي أيضاً، وهي التي لم تسميه في المرة الماضية ولن تطرحه في هذه الظروف، وقد بات الأمر محسوماً في هذا السياق.

 

وفي الإطار عينه، تؤكد المصادر المتابعة للحراك الجنبلاطي، بأن جنبلاط، يرى أن الأولوية في هذه المرحلة تكمن في تشكيل حكومة طوارئ إقتصادية، ولديه رغبة جامحة حول هذا المنحى، على أن تكون حيادية، وهو الذي يُردّد في مجالسه الخاصة، كما ينقل عنه أصدقاؤه، بأنه لن يُشارك في أي حكومة جديدة مهما كان شكلها ولونها، وحسم هذا الخيار كما في المرة السابقة نهائياً، ما يعني أنه، وبما يملكه من معلومات وقراءة سياسية للواقع الحالي، لا يُريد الصدام مع أي طرف من الحلفاء أو الخصوم، حتى أنه وفي إحدى تغريداته الأخيرة، غمز من قناة الحلفاء الذين لم يُبادلوه أصواتهم في الإنتخابات النيابية الأخيرة، ما يُوحي ويُؤكد في الوقت عينه، بأن جنبلاط ليس في وارد المشاركة في أي تحالفات مستقبلية أو أي عودة إلى الإصطفافات السابقة، بل أن تنسيقه قائم مع عين التينة ومعراب و«الكتائب» و«المستقبل»، إنما قد تقابله تباينات وتوافقات، ولكن الأمر الذي تكشفه أكثر من جهة لصيقة بجنبلاط، تشير إلى أنه قرّر في هذه المرحلة تجنّب أي صدامات سياسية أو خلافات مع البعض، لا سيما وأنه تلقى رسائل ذات طابع أمني أُرسلت له بالبريد السريع وقرأها جيداً وفهم مضمونها وأهدافها في هذه الظروف المفصلية، وقرّر تمرير المرحلة بأقل خسائر ممكنة حفاظاً على أمن واستقرار الجبل، خصوصاً أن ما يحصل اليوم، يُثير القلق والمخاوف على صعيد الإنكشاف الأمني والتفلّت القائم في مناطق كثيرة، وهو الذي لديه حساسية مفرطة في تجاوز هذه المطبّات وتجنيب منطقته أي تداعيات قد تصلها بفعل هذا الإنكشاف والفلتان الحاصل في البلد.

 

وبناء على هذه المعطيات، تشير المعلومات إلى أن رئيس الإشتراكي يُكثّف من تواصله مع عين التينة بغية تدوير الزوايا أمام صعوبة المرحلة، على أن تبقى علاقاته وصداقاته قائمة من بيت الوسط إلى معراب وسواهما.