تأخذ العلاقة بين كليمنصو وبيت الوسط منحى إنحدارياً في ظل استياء جنبلاطي للسياسة التي يعتمدها الرئيس سعد الحريري في تشكيل الحكومة، وخصوصاً حيال التعاطي معه في ما خصّ التمثيل الدرزي بعدما وُعد منه بحقيبتين وزاريتين، لتتبدّل بعدها الأمور والمعطيات، ويتم تصوير المسألة بأن هناك عقدة درزية، بينما القضية مغايرة تماماً، وهي تتمثل بالأداء السياسي، في حين، علم أن رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، لا يرغب في إثارة الخلافات مع الحريري، ولا يودّ أيضاً أن يكشف ما دار في اتصال حصل منذ يومين معه، وكان سلبيا على كافة المستويات، في حين لا زالت الزيارات التقليدية التي كان يقوم بها جنبلاط إلى بيت الوسط متوقفة كلياً حتى من قبل موفديه، ما يدلّ على عمق الأزمة العالقة بين الطرفين نتيجة تعقيدات كثيرة برزت إلى العلن في الآونة الأخيرة، وتحديداً كما أضافت الأوساط، منذ أن اتصل رئيس الحزب الإشتراكي بالرئيس المكلّف، وقبل تكليفه عندما طُلب منه أن تُسند حقيبة المال للطائفة الشيعية عندما كان السفير مصطفى أديب رئيساً مكلّفاً.
وفي السياق، تعزو مصادر متابعة للعلاقة بين الرجلين، هذا الفتور إلى جملة عناوين سابقة وحالية تبدأ من الإنتخابات النيابية السابقة والإنقسام العامودي بينهما في إقليم الخروب، وسعي تيار «المستقبل» ومحاولاته إلى تحجيم الدور والحضور التاريخيين للإشتراكي في الإقليم، ناهيك عن إبعاد النائب السابق اللواء أنطوان سعد عن اللوائح المشتركة بين «المستقبل» والإشتراكي في البقاع الغربي، وما زاد الطين بلّة، عدم رغبة جنبلاط في عودة الحريري إلى السراي، إذ تردّد أنه سبق أن قام بزيارة للرئيس تمام سلام لإقناعه بترؤس الحكومة، وحينها قال جنبلاط، أنه لا يرى جدوى بأن يعود الحريري في عهد الرئيس ميشال عون لتشكيل حكومة جديدة، والتجارب السابقة لم تكن مشّجعة إطلاقاً، وهذا الكلام سبق وقاله للحريري في أحد اللقاءات، إلا أن الأخير لم يستجب للرغبة الجنبلاطية.
وبناء على هذه المعطيات والأجواء السائدة حالياً، تكشف المعلومات حيال ما يحصل على خط العلاقة بين الطرفين، بأن النقاش الجاري حالياً حول قانون الإنتخاب، هو أيضاً يساهم في توسيع الشرخ الحاصل في العلاقة بينهما، فيما لم تسجل أي مساعٍ لتنقية الأجواء كما كان يحصل في المرات السابقة، باعتبار أن البلد يعيش مرحلة صعبة، فلا العلاقة بين بعبدا وبيت الوسط سالكة، والأمر عينه على خط معراب و«المستقبل»، في وقت أن الراعي العربي الذي كان يعمل على مدّ الجسور للإبقاء على هذه العلاقات، لم يعد في وارد أي تدخل في الشأن اللبناني، مما دفع بالزعيم الجنبلاطي مؤخراً إلى توجيه انتقادات للحريري،ولكن بعدما نمي إليه بأن المسودة التي يحملها إلى بعبدا تتضمن درزياً واحداً هو القاضي عباس الحلبي والمقرّب من جنبلاط، وقد أسندت إليه حقيبة التربية، وهذا سُجّل تململ واستياء لدى المختارة التي سبق وأن وُعدت إما بحقيبتي الصحة والشؤون الإجتماعية.
لذلك، تقول المعلومات إن تدهور هذه العلاقة محكوم بأكثر من سقف سياسي، وقد لوحظ أن الأجواء التحالفية التي طالما شهدتها علاقة المختارة ببيت الوسط لم تعد إلى سابق عهدها، بل هي محكومة بسقف التوازنات السياسية وبالحكومة، وثمة قلق من أن تنعكس خلافاتهما على مناطق نفوذهما في كل من إقليم الخروب والبقاع الغربي.