IMLebanon

اتصالات فرنسية «استطلاعية» … وجنبلاط يطلب «الضغط» من موسكو

 

بعبدا لم تلمس جديداً… وبري قد «ينسحب بهدوء»

باسيل : الحكومة «مش لازم بقا تنطر وما حدا لازم بقا ينطر»

 

يصر المعنيون بملف تشكيل الحكومة والمتابعون لحركة الاتصالات والوساطات القائمة على ان مبادرة رئيس مجلس النواب نبيه بري لم تمت، لا بل هي قائمة ومستمرة، الى ان يعلن الاخير بنفسه وفاتها، وهو لهذه الغاية، يكثف جهوده عبر الوسيط النائب علي حسن خليل على خط «بيت الوسط» فيما يتولى حزب الله خط «ميرنا الشالوحي».

 

وفي هذا الاطار، اكدت مصادر متابعة بان الساعات الماضية شهدت زيارات بعيدة عن الاعلام لخليل الى «بيت الوسط»، كما جرى تواصل مع رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عبر الحاج وفيق صفا، الا ان اي تقدم لم يسجل، اذ لا يزال الطرفان مصرين على موقفهما.

 

وبالانتظار تفيد المعلومات، بان بري الذي كان منح لنفسه اياما اضافية لانعاش مبادرته سيحسم الامور هذا الاسبوع، وهنا تفيد مصادر مطلعة على حركته، بان الصورة قد تتبلور في غضون يومين.

 

على خط الوساطات ، فبعدما كان وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان واضحا خلال زيارته الاخيرة لبيروت بانه لم يأت ليتحدث بالحكومة، مبديا استياء واضحا من المسؤولين اللبنانيين الذين يعطلون التأليف، ومحذرا من اجراءات مشددة ستطال هؤلاء، فقد عادت فرنسا للدخول مجددا على الخط الحكومي، لكن هذه المرة من باب الاتصالات التي اجراها المسؤولان في خلية الازمة اللبنانية، اي كل من باتريك دوريا وايمانويل بون، بالمعنيين بتشكيل الحكومة (رئيس البرلمان والرئيس المكلف ورئيس التيار)، الا ان اوساطا مطلعة على جو هذه الاتصالات اكدت بانها «اتصالات استطلاعية» لا اكثر، لمعرفة مدى جدية المسؤولين بالتعاطي مع مبادرة بري كفرصة اخيرة للحل.

 

وهنا تفيد مصادر مطلعة على الجو الفرنسي ، بان الموقف الفرنسي تجاه لبنان بات اليوم اكثر ليونة من السابق، بعدما ادرك المسؤولون الفرنسيون صعوبة الواقع السياسي اللبناني، وما بات يهم فرنسا هو ان تتشكل حكومة لاراحة لبنان وعدم فشل فرنسا في ان واحد، وانطلاقا من هنا، فقد اعطت فرنسا مهلة اضافية قبل التفكير بخيارات اخرى.

 

هذه الخيارات كانت باريس قد فاتحت مسؤولين لبنانيين زاروا الاراضي الفرنسية في الآونة الاخيرة بالمعادلة التالية :» شكلوا حكومة واذا عجزتم عن ذلك فاذهبوا الى انتخابات مبكرة او جهّزوا لحكومة انتخابات تدير ‏المرحلة الانتقالية الفاصلة عن الاستحقاق النيابي، سواء تمت بتوقيتها في أيار ‏من العام المقبل أو اذا تم التوافق على تقريب موعدها وإجراء انتخابات مبكّرة»! وفي هذا السياق، كشفت معلومات ان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي الذي يتوجه اليوم الى موسكو والذي كان التقى السبت السفير الروسي الى مأدبة غداء في المختارة طلب من روسيا المساعدة بالضغط على المعنيين لتقديم تنازلات وقال ما مفاده :» نحن الان معزولون، وروسيا باستطاعتها انطلاقا من موقعها التواصل مع جميع الفرقاء، والمطلوب اليوم تنازلات من الجميع، لذلك يجب اعطاء الاولوية للمعالجات السريعة التي قد تؤدي لتشكيل حكومة بدل الرهان على الخارج».

 

وفي اطار الحديث عن الجو الروسي اللبناني، كشفت مصادر مطلعة على الجو الروسي، بانه خلافا لما يقال ، فروسيا ليست متمسكة بالحريري، وهذا ما فاتحت به اكثر من مسؤول لبناني زارها اخيرا.

 

وبالعودة الى آخر الاتصالات الحكومية ، افادت مصادر مطلعة على جو بعبدا، انها لا تزال ترحب بمبادرة الرئيس بري التي لا تزال تعتبرها قائمة طالما انه لم يعلن هو فشلها، وقالت المصادر :» في اخذ وعطا واشارات»، لكن لا عرض او تصور نهائيا يقدمه بري، وبالتالي، لا شيء ملموسا بعد»، جازمة «الا تواصل حصل على خط بعبدا عين التينة».

 

وفي السياق ذاته، افادت اوساط مطلعة بان المشكلة لا تزال تتمثل بتسمية الوزيرين المسيحيين، مؤكدة ان موقف فريق رئيس الجمهورية لم يتغير، فطالما ان الحريري هو من سمى فريقه وكذلك الثنائي، فمن حق رئيس الجمهورية ان يسمي المسيحيين.

 

وكشفت الاوساط بان الحريري لا يزال رافضا لطرح بعبدا باختيار مستقلين  بالتوافق بينه وبين الرئيس عون، وانه جدد في التواصل الاخير الذي حصل معه عبر حسن خليل رفضه هذا الطرح، مشيرا الى انه من  حقه ان يسمي!

 

اما على خط التيار الوطني الحر، فافادت مصادر مطلعة على جوه، بانه ينتظر حتى نهاية الاسبوع افساحا للمجال للمساعي الجارية، كاشفة عن طرف ثالث دخل على خط الازمة من دون الافصاح عن الجهة المقصودة، وقد تكون فرنسية بحسب المعلومات ، وقد نقل عن رئيس التيار جبران باسيل من بعض الزوار، ومن تمكن من التواصل معه بالساعات الماضية، قوله التالي :»الحكومة مش لازم بقا تنطر وما حدا لازم بقا ينطر… لا نحن ولا الحريري!»

 

وبانتظار ما قد يدلي به الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله الذي سيجدد بحسب المعلومات دعم مبادرة بري باعتبارها الفرصة الوحيدة المتبقية، والدعوة للتوافق الداخلي وتقديم التنازلات لمصلحة البلاد، فالقارئ لمختلف المعطيات والتطورات الاقليمية يدرك تماما ان كل ما يحصل في لبنان من مبادرة من هنا او وساطة من هناك لا يعدو كونه تقطيعا للوقت.

 

ولكن، لم لا يعلن بري فشل مبادرته او نجاحها ؟ على هذا السؤال ترد مصادر مطلعة على حركة الاتصالات بالقول :» رئيس مجلس النواب لا يستطيع اعلان فشل مبادرته لانه هو اولا صاحب المبادرة التي هي المبادرة الاخيرة، طالما ان المبادرة الفرنسية اصبحت» في خبر كان»، اضف الى ذلك انه هو من يغطي الحريري، وبالتالي، امهل نفسه وقتا اضافيا على ان «ينسحب بعدها بهدوء»، لان لا تقدم عمليا حصل والشروط هي هي.

 

اما عن السيناريو المحتمل خلال اشهر وامكان اعتذار الحريري، فتشير المصادر الى ان الحريري لا يستطيع بالوقت الحاضر ان يعتذر، لان اعتذاره راهنا يعتبر مكسبا لباسيل ونكسة لبري، الذي يحرص دوما على  علاقة ممتازة معه، اضف الى ذلك، ان ما يقوم به الحريري اليوم من تمسك بعد الاعتذار هو مكسب شعبي سني له، اما خلال الاشهر المقبلة، وتحديدا عندما نصل لوقت تصبح فيه الانتخابات قريبة، فعندها قد يعتذر الحريري تزامنا مع حصول تفاهم بين جميع الفرقاء على «حكومة انتخابات»!

 

ومن هنا حتى ذلك الموعد سلام على الحكومة والف سلام على روح اللبنانيين!