Site icon IMLebanon

هذا ما يسعى إليه جنبلاط في هذه المرحلة

 

 

عاد رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط، يتمترس بالموقع الوسطي، مع هامش واسع لحركته السياسية، بحيث لوحظ، وفق المعلومات المؤكدة، بأنه يسعى إلى ترتيب البيت الدرزي الداخلي، وقلق على مجمل الأوضاع المحيطة بالبلد والمنطقة، ويتيقّن في الوقت عينه، بأنه لا مناص إلا بترتيب أيضاً بيته الحزبي والسياسي من أجل المرحلة الجديدة المقبلة، في ظل الضغوطات الكبيرة التي يتعرّض لها من محازبيه ومناصريه وجمهوره لتطهير الحزب من الفاسدين والمرتكبين.

 

وعلى هذه الخلفية، تشير المعلومات، إلى أنه في صدد تشكيل مجلس قيادة جديد للحزب التقدمي الإشتراكي خلال الشهر الجاري، وقد يدعو في الأيام القليلة المقبلة إلى جمعية عامة لهذه الغاية، هذا على صعيد تجديد الحزب وصولاً إلى مرحلة لاحقة قد تكون بترؤس نجله تيمور للحزب، بعد أن يكون قد تم انتخاب مجلس القيادة الجديد، ومن ثم الإنطلاق إلى انتخاب وكلاء داخلية جدد في المناطق كافة، بمعنى إجراء عملية تنظيمية واسعة النطاق، إذ لم يعد بمقدوره أن يبقي الأمور على ما هي عليه بعد المتغيّرات الأخيرة من الثورة إلى الوضع الإقتصادي والإجتماعي، الراهن وكذلك، قراءة متأنية لمشاركة الحزب في السلطة، وما تركته من آثار سلبية على صعيد البنية الحزبية.

 

اما في الوضع الدرزي، فإن جنبلاط، الذي التقى بالوزير السابق وئام وهاب، فقد علم من مصادر موثوقة، أن هناك تواصلاً مكثّفاً ومشاورات يشارك فيها بعض الأحيان كبار المشايخ في الطائفة الدرزية، لانتخاب شيخ عقل جديد، والعودة إلى نظام الشيخ الواحد في إطار توافقي بين القيادات الدرزية، ولهذه الغاية، فإن اتفاقاً سابقاً قد حصل في اللقاء الذي عقد في دارة خلدة، ويقضي بالتوافق على ثلاثة أسماء، على أن يتم اختيار واحد منها دون أي اعتراض من أي فريق. وبالتالي، وفي حال لم تحصل أية مستجدات، فإن هذه المسألة ستحسم خلال الشهر الحالي ضمن لقاء درزي سياسي وروحي موسّع.

 

وتشير المعلومات، إلى توافق وإجماع نتج عن لقاء خلدة، ويتم استكماله في هذه المرحلة لإنهاء ذيول كل الإشكالات والخلافات التي حصلت من قبرشمون إلى الشويفات وسواهما، وذلك ضمن مصالحات مع ذوي الضحايا، وبحضور القيادات الدرزية، إنما حتى الآن تبقى هذه المسألة قيد التشاور بين المعنيين، باعتبار أن ثمة بعض العوائق القضائية، إلى أمور أخرى تتعلق بأهالي القتلى الذين سقطوا في هذه الأحداث.

 

اما على الخط السياسي، لوحظ أن سيد المختارة يبتعد في هذه المرحلة عن أي إثارات سياسية أو تصعيد يطاول القيادة السورية أو إيران وأيضاً «حزب الله»، وذلك، في إطار إعادة قراءة للمرحلة السابقة باعتبار أن جنبلاط، يدرك بامتياز ما يجري في المنطقة من تحوّلات ومتغيّرات، ولا سيما بعد الإنسحاب الأميركي من أفغانستان، إلى اللقاءات التي حصلت في العراق والتقارب الخليجي ـ السوري والإتصالات الجارية عبر بعض الأقنية مع إيران، وعلى هذه الخلفية، فإنه يقرأ كل ما جرى للشروع في تموضع سياسي يتماهى مع هذه المتغيّرات، وثمة من يشير إلى ضمانات ودعم قد يتلقاه من روسيا، القادرة بحكم علاقاتها الإستراتيجية والسياسية والتحالفية مع سوريا، لإعادة صياغة الدور الجنبلاطي على الصعيدين الداخلي والإقليمي، وخصوصاً بالنسبة لعلاقته الوثيقة مع نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، حيث كان من المفترض أن يلتقيه الشهر المنصرم، إلا أن جائحة كورونا وانتشارها في موسكو بشكل كثيف حالت دون هذا اللقاء، والذي قد يعقد وفق المعلومات في وقت قريب، وربما يكون مدخلاً نحو أمور كثيرة تحدّد المسار الجنبلاطي للمرحلة المقبلة.