رسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة مع تدوير الزوايا وتفادي الألغام السياسيّة…!
كل الصفات الهادئة والعقلانية بدت على ملامح رئيس الحزب «التقدمي الاشتراكي» وليد جنبلاط، خلال المقابلة المتلفزة مساء الثلاثاء، بدءاً بالمهادنة التي ميزته مع اكثرية الاطراف، وكأنه يعلم بالمستجدات التي لا تبشّر بالخير، خصوصاً انه قارئ جيد في السياسة اللبنانية والاقليمية والدولية، مستعيداً شعاره المفضل» لحفظ الرؤوس عند صراع الامم».
رئيس» الاشتراكي» إختصر أجوبته بالتحذيرات مما قد يحدث، في حال لم تتخذ القرارات الحكيمة من قبل المسؤولين في هذه الظروف الخطرة، مشدّداً على ضرورة دراسة تداعياتها على لبنان، لانّ البلد لا يحتمل، ومن هنا توجّه الى الامين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله بالقول: « تستطيع أن ترسل المسيّرات وإطلاق الصواريخ، لكن خذ بعين الاعتبار ردّة الفعل»، معتبراً انه في حال إندلاع الحرب بين لبنان وإسرائيل، فستكون بمثابة التدمير الذاتي المشترك».
وبما يتعلّق بملف تأليف الحكومة، شدّد على ضرورة القيام بالاصلاحات، وإن كانت الفترة قصيرة، لانّ إنجاز أكبر عدد ممكن من دفتر شروط صندوق النقد مطلوب بقوة، وعندها نمنع البلد من الانهيار أكثر.
وعن تغيير النظام في لبنان، اعتبر جنبلاط أنّ الوقت الان ليس لتغيير النظام، بل لتحسين القدرة الشرائية ووقف الانهيار الاقتصادي، اما بخصوص الرد على اسئلة تطال رئيس « التيار الوطني الحر» جبران باسيل، فطلب عدم زجّه في صراعات وسجالات مع باسيل، مفضّلاً عدم التحدث عنه، كذلك الامر عن سلاح حزب الله، الامر الذي جعله هادئاً ومرتاحاً اكثر من أي مرة . فيما في السابق كان يتقصّد الردود الفجائية، التي تترك أثراً واسئلة من السياسيين والمشاهدين بعد كل مقابلة، بحيث يرمي القنبلة السياسية ولا يأبه لشظاياها خصوصاً اذا اراد إيصالها للبعض، فيما هذه المرة سيطر التعقل السياسي على اجوبته.
في إختصار بدا جنبلاط وكأنه يرسم خارطة طريق للمرحلة المقبلة، لم تخلُ من الحذر وكأنه يترقب شيئاً ما قد يحدث لكنه حاول مراراً إخفاءه، كما حاول تدوير الزوايا مع اغلبية الافرقاء السياسيين، والتجوال ضمن الألغام السياسية متفادياً الإشكالات مع احد خصوصاً مع العهد و»التيار الوطني الحر» ، اذ طلب اكثر من مرة عدم إنجراره نحو اي تصادم مع باسيل، من دون ان يوفر « لطشات» خفيفة للحلفاء الجدد، كي لا يفسد معهم العلاقة، كما إستعان بجواب وسطي في قضية المطران موسى الحاج، لعدم الوقوع في خلاف مع بكركي والبطريرك الماروني بشارة الراعي، مفضّلاً ان يكون على مسافة وسطية مع اكثرية الاطراف في هذه الفترة الحرجة التي يمّر بها لبنان، لانّ المرحلة تتطلب إبقاء العلاقات السياسية مع الجميع ضمن الخط التنظيمي الهادئ والبعيد عن اي إحتكاك.
وعلى الخط الرئاسي المرتقب والمنتظر من الداخل والخارج، كانت اجوبة جنبلاط منضبطة الى ابعد الحدود، على الرغم من الدور الذي كان يلعبه الراحل كمال جنبلاط في إختيار الرؤساء، إلا انّ رئيس « الاشتراكي» إبتعد عن الرد المطلوب قدر الامكان، ولم يسم اي مرشح في إنتظار برنامجه السياسي لإنقاذ لبنان، مع انه يعرف سلفاً بأنّ من يحضّر برنامجاً قبل ترشحه الى الرئاسية يُعتبر من القلائل جداً في لبنان، خصوصاً المرشحين الحاليين، مع التأكيد وفق ما تبيّن من كلامه بأنّ وصول أي مرشح من الاصطفافات السياسية الحالية مستبعد كلياً، وهذا يعني ان لا رئيس تيار «المردة «سليمان فرنجية ولا النائب باسيل، هما من الاسماء المحببة رئاسياً على قلب جنبلاط، و»اللقاء الديموقراطي» الذي سيعطي اصواته للمرشح المنتظر.
الى ذلك ووفق مصادر اشتراكية، افيد بأنّ زعيم المختارة سيتخذ قريباً موقفاً لافتاً تبعاً لتطورات المنطقة ومستجداتها ، من دون ان تعطي المصادر تفسيراً اكثر.