تتّجه الأنظار إلى زيارة رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط ونجله رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور، على رأس وفد من الحزب التقدمي الاشتراكي إلى موسكو.
وعلم وفق معلومات موثوقة بأن هذه الزيارة تعتبر في توقيت مفصلي، بحيث ثمة علاقة تربط جنبلاط بالمسؤولين الروس منذ أيام الاتحاد السوفياتي السابق، وهذه العلاقة شهدت في الآونة الأخيرة مدّاً وجزراً إلّا أنها ما زالت قائمة وثمة صداقات تربط جنبلاط الأب لا سيما مع نائب وزير الخارجية الروس ميخائيل بوغدانوف.
وينقل وفق المعطيات والتسريبات بأن جنبلاط سيلتقي بوزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، حيث سيتناول الوضع الداخلي في لبنان من حرب الجنوب وصولاً إلى حرب غزة وكل ما يجري في المنطقة من تحولات، إضافة إلى الإستحقاق الرئاسي، وينقل بأن المسؤولين الروس يتمنون إنتخاب رئيس للجمهورية في وقت قريب، ويدينون التدخّل الخارجي. إذ يعتبرون إنتخاب رئيس للجمهورية مسألة داخلية تخصّ المسؤولين اللبنانيين.
وفي المقابل، فالروس يحبذون عودة الرئيس سعد الحريري إلى لبنان، وقاموا باتصالات مع أكثر من جهة وطرف لهذه الغاية، نظراً للعلاقة التي تربطهم به حيث ساهمت في تطوير الميزان الاقتصادي والعلاقة السياسية وسواها، منذ والده الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والتواصل قائم بين الروس والحريري عبر أكثر من قناة دبلوماسية والموفدين المقرّبين منه، ناهيك إلى أن الروس قلقون على الوضع في لبنان وتحديداً الجنوب، ويخشون إذا إستمرت الأمور على ما هي عليه بأن تنفجر الأوضاع ويحصل ما لا يحمد عقباه.
وينقل بأن موسكو تقوم باتصالات مع العدو الإسرائيلي وطهران نظراً لما يربطها بعلاقة مع الطرفين وقد قطعت شوطاً متقدماً في هذا الإطار.
من هذا المنطلق، فالعلاقة الروسية – اللبنانية مستقرة، لكن ليس هناك أي زيارة لموفد روسي إلى بيروت قبل أن ينتخب رئيس الجمهورية، باعتبار أي زيارة وفق المسؤولين الروس ستعتبر تدخّلاً في الشؤون اللبنانية وتحديداً الإستحقاق الرئاسي، لهذه الغاية يسعون عبر صداقاتهم وعلاقاتهم من أجل إبعاد لبنان عن شبه حرب المنطقة، وبالتالي إلى إنتخاب رئيس للجمهورية.