ساهم تثبيت الحلف السياسي والإنتخابي بين الرئيس سعد الحريري والنائب وليد جنبلاط، في تخفيف العبء الناجم عن عدم الوصول الى نتائج حاسمة في ترشيحات الحزب التقدمي الإشتراكي وتيار «المستقبل» في دائرة الشوف وعاليه، وإنما ما زال أمام زعيم المختارة أكثر من تحد على صعيد الترشيحات المسيحية على لوائحه في هذه الدائرة، حيث تزدحم الإتجاهات ما بين حلفاء وخصوم جنبلاط وفي مقدمهم «التيار الوطني الحر»، والذي كشفت أوساط نيابية مطلعة عن أنه حسم أمره بالإفتراق عن الحزب الإشتراكي، وقطع الطريق على أي تحالف إنتخابي معه، بل والذهاب في الإتجاه المعاكس من خلال التعاون مع الوزير طلال إرسلان رئيس «الحزب الديموقراطي اللبناني».
وفي الوقت الذي تنشط فيه الإتصالات غداة إقفال باب الترشيحات بصورة رسمية والإنتقال إلى المرحلة الثانية، وهي تسجيل اللوائح في وزارة الداخلية، قالت الأوساط النيابية عينها، أن فترة التشاور لن تطول ذلك أن جنبلاط لم يقفل الباب أمام توسيع قاعدة التحالف في الشوف وعاليه مع كل من حزب الكتائب من جهة و«التيار الوطني الحر» من جهة أخرى، وذلك على الرغم من المؤشّرات القوية التي برزت في الأسبوع الماضي، وأبرزها رعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون للإحتفال بإزاحة الستار عن النصب التذكاري للأمير الراحل مجيد إرسلان في الشويفات، والذي فسّرته مصادر في الإشتراكي، بأنه رسالة مباشرة لزعيم المختارة لا لبس فيها بأن التحالف بين «التيار الوطني الحر» والحزب «الديمقراطي اللبناني» قائم.
وفي غضون ذلك، تحدثت الأوساط النيابية نفسها، عن استمرار المشاورات على المحور الآخر بين «الإشتراكي» و«القوات اللبنانية»، وكشفت في هذا الإطار عن ملامح تسوية بالنسبة للاتفاق حول المرشح الماروني في الشوف، ولكن من دون أن تفصح عن طبيعة هذه التسوية التي سيتم الكشف عنها في الأسبوع المقبل. وأشارت الأوساط نفسها في هذا المجال، إلى أن الثابتين في اللائحة الجنبلاطية كما في السباق الإنتخابي في دائرة الشوف – عاليه النائبان نعمه طعمة وهنري حلو، بينما يستمر خلط الأوراق حالياً بالنسبة لقرار الثنائي المسيحي في هذه الدائرة. وفي هذا المجال، أكدت الأوساط نفسها، أن رئيس الحكومة سعد الحريري، يعمل على تذليل العقبات بالنسبة للمقعد الماروني في الشوف، وذلك من خلال التواصل مع «القوات» كما مع زعيم المختارة. ووفق الأوساط النيابية ذاتها، فإن مسألة أيام قليلة تفصل عن موعد إعلان كل اللوائح بشكل رسمي في دائرة الشوف وعاليه، لافتة إلى أن تفكيك العقد التي ما زالت قائمة بالنسبة للعقدتين السنّية والمتمثّلتين في رفض «القوات اللبنانية» ترشيح المحامي ناجي البستاني، مقابل رغبة جنبلاطية في هذا الترشيح، والعقدة الثانية المتمثّلة بترشيح تيار «المستقبل» النائب محمد الحجّار من بلدة شحيم في إقليم الخروب، وأيضاً ترشيح الحزب الإشتراكي لأحد كوادره الدكتور بلال عبدالله من البلدة نفسها، الأمر الذي يحرم بلدة برجا التمثيل في المجلس النيابي المقبل.
وتؤكد معلومات على بيّنة من الموقف الجنبلاطي، فيما خصّ ترشيح المحامي ناجي البستاني، أن زعيم المختارة يطرح تساؤلات عدة في مجالسه الخاصة حول الرفض القواتي لهذا الترشيح على خلفية العلاقة التي تربط بين المرشّح البستاني والنظام السوري، كما مع «حزب الله»، ويقول أن «القوات» تتحالف مع «التيار الوطني الحر» الذي تربطه أيضاً علاقات وطيدة مع «حزب الله» ومع النظام السوري.
وتكشف المعلومات نفسها، عن أن انتظار جنبلاط عودة رئيس الحكومة كان في محله، لأن التحالفات التي تحدّث عنها الرئيس الحريري بنفسه، قد كرّست معادلة ثابتة ما بين الأفرقاء السابقين في فريق الرابع عشر من آذار، وبشكل خاص تيار «المستقبل» والحزب الإشتراكي و«القوات اللبنانية»، بما معناه، أن الأمور ما زالت قيد الدرس والتداول، وذلك على الرغم من الخلافات والحساسيات في هذه الدائرة المزدحمة بالترشيحات. وخلصت المعلومات نفسها، إلى أن بلورة صورة التحالفات في دائرة الشوف ـ عاليه قد بدأت، وذلك على وقع المسار الجديد الذي اتّخذه رئيس الحكومة في مقاربته للإستحقاق النيابي غداة عودته من زيارة المصالحة مع القيادة السعودية