IMLebanon

زيارة جنبلاط الى بعبدا مهدّت لتسوية وفتحت طريقها امام الحريري… فهل يستجيب؟

 

لقاء اليوم قابل للتأجيل لمزيد من المشاورات الهادفة الى إسقاط الشروط المتبادلة…

 

واخيراً « فعلها» رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط، او السياسي الذي كان يلمع نجمه في كل الازمات، هو اليوم هادئ وفي الوقت عينه مُحبط جداً من خلافات المتناحرين على التشكيلة الحكومية، بحسب ما بدا بعد خروجه من قصر بعبدا بعد ظهر السبت الماضي، ولقائه رئيس الجمهورية ميشال عون، على أثر وساطة من النائب فريد البستاني، الذي فتح الدروب المقفلة بين بعبدا والمختارة، فوافق الطرفان وتفاجأ البعض، اما البعض الاخر فاعتاد على تقلبات الزعيم الاشتراكي، الذي لم تمّر ايام على دعوته رئيس الجمهورية الى الاستقالة بأسرع وقت ممكن، لكن بعد ايام قليلة على الهجوم السياسي زار بعبدا، تحت عنوان «انّ البلد لم يعد يحتمل»، مع انّ الانهيارات التي نشهدها ليست وليدة اليوم، بل منذ اكثر من سنة، لكن ما الذي دفع بجنبلاط للقيام بهذا الدور؟

 

مصدر مطلّع على السياسة الجنبلاطية يقول لـ«الديار»: رئيس الاشتراكي اراد دخول تجربة جديدة في السياسة، هي الوساطة بين اكبر المتناحرين، أي عون والحريري، على الرغم من صعوبة هذه المهمة، لان الاثنين لن يتنازلا عن شروطهما، والاشهر الماضية برهنت ذلك، وعلى الرغم من الاوضاع الكارثية التي تسيطر على لبنان وعلى جميع الاصعدة، فلم يتنازل احدهما بل بقيا على مواقفهما، غير آبهين بإنهيار البلد، لذا اراد جنبلاط القيام بدور المخلّص بعد إن إستشعر الاخطار المحدقة بلبنان، وبالكلام الذي يتكرّر كل يوم عن إمكانية حدوث حرب اهلية، وفوضى عارمة وفلتان امني، أي العودة الى ايام الحرب التي كلّفت الاثمان الباهظة من دون أي نتيجة، من هنا اراد جنبلاط فتح قنوات الاتصال والحوار بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف، خصوصاً بعد ان شعر بقبول الاول لهذا الانفتاح، لذا بدأت وساطته من عصر السبت مع الحريري، ومن منبر قصر بعبدا، عبر الرسالة التي وجهها له بضرورة تحقيق التسوية، لان تردّي الاوضاع المعيشية وصلت الى درجة غير مسبوقة، وبالتالي، فالمواطن لم يعد قادراً على التحمّل، وكل ما يحصل من خلافات سياسية بين المعنيين بالتشكيلة اصبحت تفاصيل صغيرة غير مهمة، لان لبنان ينهار ويكاد يلفظ انفاسه على بعد اسابيع قليلة جداً.

 

واعتبر المصدر بأنّ كلام جنبلاط عن تخليّ جميع الدول عن لبنان، لم يأت من عدم بل من لقاءات ومباحثات عقدها مع السفراء، لان بلادهم تضع شروطاً صعبة لمساعدة لبنان، من ضمنها عدم مشاركة حزب الله في الحكومة، الامر الذي يصعب تحقيقه، لذا توجّه نحو الحل الداخلي أي التنازل عن الشروط بدءاً به، وإلا لن تتشكل الحكومة نهائياً وعندها سنكون جميعاً في قلب المهوار، لافتاً الى انّ تحقيق تلك التسوية يحتاج الى إزالة شرط الثلث المعطل، مقابل ليونة سياسية مطلوبة من الحريري.

 

ورأى المصدر بأنّ زيارة جنبلاط الى القصر الجمهوري، مهدّت وفتحت الطريق امام الرئيس المكلف، لكن السؤال المطروح اليوم بقوة هل سيستجيب؟ لان بعض نوابه يعتبرون بأنّ الحل صعب جداً، لان رئيس الجمهورية يتمسّك بشروطه، وهو اخذ جرعات دعم من حزب الله، وهذا لا يبشّر بالخير حتى الساعة، لكن دعونا ننتظر الايام القليلة المقبلة، مرجّحاً تأجيل اجتماع اليوم في بعبدا بين عون والحريري، الى موعد جديد لمزيد من المشاورات والاتصالات، التي دخلت على خطها باريس منذ ايام، علّها تؤدي الى إنطلاقة حكومة جديدة تزيل التشنجات الموجودة في البلد، وتهدئ الاسواق المالية وتضبط سعر الدولار المخيف، مبدياً بعض التفاؤل في حال اراد الجميع الترّفع عن مصالحهم الخاصة امام مصلحة الوطن، وعندها قد تولد لنا حكومة نهاية الشهر الجاري.