رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط قماشة سياسية نادرة في زمن القحط السياسي وغياب القامات الوطنية التي عرفتها الجمهورية منذ انشائها وولادتها على يد القابلة الفرنسية يوم كانت فرنسا من الدول العظمى قبل ان تبلغ سن الشيخوخة مع ربيبتها بريطانيا وخروج الماردين الاميركي والروسي من القمقم ليرثا دور العجوزين الاوروبيين وفق اوساط مقربة من المختارة. فالزعيم الدرزي آخر من يبيع جلد الدب قبل اصطياده، لا يشتري الوهم ويمارس واقعية في السياسة لا مثيل لها وعلى خلفية «الف قلبة ولا غلبة» لا سيما ان الزمن رديء والحرائق في المنطقة الى استعار اكبر، يتقن فن الاستشراف والتخاطب عن بعد اضافة الى مروحة علاقاته الواسعة على الصعيدين الاقليمي والدولي ما وفر له دوراً وازناً على الحلبة المحلية. وغالباً ما يقض مضاجع اللاعبين لا سيما ان الموسم رئاسي بامتياز ما يدفع المعنيين الى التقاط اية تغريدة من تغريداته لتحليلها على طريقة ابو الطيب المتنبي»…. ويسهر الناس جراءها ويحتكمون» فعندما غرد مرفقاً تغريدته «الطريق الاخضر الى بعبدا» وارفقها بصورة لطريق غير معبدة اطلقت حذراً وتوجساً في اروقة الرابية، ثم اتبعها باخرى «درجي» جعلت طباخي الطبق الرئاسي يتساءلون عن المرشح الرابع، ولم يستوعبوا الا بعد تغريدته الاخيرة الامر بحاجة الى «تسوية وتضحية».
وتضيف الاوساط ان جنبلاط ينام على طبة تكتل «اللقاء الديموقراطي» دون ان يعطي كلمته الاخيرة حيال التصويت لصالح الجنرال ميشال عون في وقت يقول المراقبون ان نواب «الحزب الاشتراكي» سيصوتون له بحيث يترك سيد المختارة لبقية نواب اللقاء حرية التصويت «فالبيك» لن يحسم قراره النهائي في انتظار زيارة عون له وفي انتظار عودة رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي اعلن «الجهاد الاكبر» بعد انجاز الاستحقاق الرئاسي بعدما غدر به الحريري وفق المقربين منه، اضافة الى ان جنبلاط يحاول فك الشيفرة السعودية لمعرفة موقف المملكة اللامبالي على خلفية «ليقلع الحريري شوكه بيده» لا سيما ان زيارتي وزير الصحة وائل ابو فاعور الى السعودية لم تشبع نهم المعرفة لديه، مع قناعته بأن مبادرة الرئيس سعد الحريري بدعم ترشيح عون لم تكن لتحصل لولا «قبة باط سعودية على اقل تقدير لا سيما ان لديه من المشاكل المالية والسياسية ما يكفيه.
وتشير الاوساط الى ان جنبلاط يزين بميزان الصيدلي لقاءه المرتقب مع الجنرال لا سيما ان المرحلة استثنائية، فعين الزعيم الدرزي على الزعامة الفتية لنجله تيمور التي ستنطلق في عهد يحمل صاحبه الثمانينات من العمر. وهو يعلم تمام العلم ان عون الرئيس في بعبدا ليس هو نفسه في الرابية، ما يتيح لجنبلاط تحسين موقعه من خلال فرض شروطه خصوصاً على صعيد قانون الانتخاب العتيد فهو يرتاح الى الابقاء على قانون الستين الذي يسمح لنجله بتركيز زعامته الفتية ويعتبر ان وصول عون الى الكرسي الاولى سينسيه الكثير من مواقفه السابقة كونه حصل على اكثر مما يريد بعد حل عقدته بالوصول الى بعبدا والتي كلفته الكثير من الحروب والمنافي بالاضافة الى توجسه من الوزير السابق وئام وهاب الزائر الدائم للرابية وما موقف العهد العوني منه، ناهيك عن قلقه من وزير الخارجية جبران باسيل الذي سيلعب دوراً كبيراً في صنع القرارات، زد على ذلك حكومة العهد الاول برئاسة الحريري و«كوتا» الحقائب وسط الحديث عن وزراء يحسبون على عون رئيس الجمهورية ووزراء «التيار الوطني الحر» اي حصة اضافية للجنرال وهنا بيت القصيد، وسيد المختارة لن يلدغ من جحر لدغ منه صديقه بري وفي انتظار تغريدات مقبلة ستبقى موضع اخذ ورد وتفسيرات واجتهادات