Site icon IMLebanon

جنبلاط توجّس من «البدلات السوداء» وسيسأل حزب الله

لم يعرف بعد لمن قصد رئىس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب توجيه رسالته، في العرض العسكري الذي سماه رياضيا، ولم تظهر فيه كرة واحدة، لا لكرة القدم ولا للسلة ولا للطائرة او الطاولة، او اي من الالعاب الرياضية الاخرى، مما ترك وهاب نفسه يتهكم على «تويتر» عندما علم ان طائرة استطلاع اسرائىلية حلقت فوق بيروت وبعبدا، فقال انه سيقصفها بكرة من عرضه الرياضي، الذي لم يظهر فيه لباس رياضي، بل «بذلات سوداء» واقنعة على الوجوه، ذكّرت البعض بـ «القمصان السود» ومنهم النائب وليد جنبلاط، الذي وصفه ووفق اسلوبه الساخر ايضا بـ «الكرتون» لكنه توجّس منه عندما رأى ممثل «حزب الله» وعضو مجلسه السياسي محمود قماطي حاضرا ومتكلما في المهرجان الذي حاول الحزب التقدمي الاشتراكي الترويج اعلاميا وعبر مواقع التواصل الاجتماعي ان العناصر التي شاركت في العرض اضافة الى العدد الكبير من المشايخ استقدموا من سوريا، وانه جرى استضفاتهم في دار الجاهلية البلدة التي اقيم فيها العرض.

فتفسيرات كثيرة وتحليلات اعطيت حول توقيت العرض العسكري، الذي سبقه عرض مؤلل «لحزب الله» في القصير بريف حمص، ومنهم النائب جنبلاط، الذي تقول مصادر سياسية درزية ليست بعيدة عنه انه سيتواصل مع مسؤولي الحزب، لا سيما منهم رئىس لجنة الامن والارتباط، وفيق صفا، لمعرفة المغزى من هذا العرض الطارئ في منطقة الجبل والى من موجه فيها لان خطاب وهاب كان ضده شخصيا وفيه تهديد لمن يقبل بأن يحصل على حقيبة غير سيادية بأنه سيمنعه، فهل عبر «البدلات السوداء» في الوقت الذي يعيش الجبل استقرارا، وتم تنظيم الخلاف فيه حول الوضع في سوريا، وجرى تحييد ليس الجبل بل لبنان عنه ضمانا للاستقرار، وهذا يعني ان الهدف من العرض العسكري هو افتعال مشكلة في الجبل، وهذا غير مقبول، فإذا كان لاحد رأي او موقف سياسي من قضية ما مثل الحقائب السيادية التي لم تعد تعطى للدروز كما طوائف اخرى.

وهذا موضوع له علاقة بالنظام السياسي وهي المشكلة التي تواجه مع كل تأليف حكومة، توزيع الحقائب والتسمية التي اطلقت عليها بين سيادية وخدماتية وعادية.

اما رئىس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع، فرأى في توقيت العرض الذي اقامه وهاب، انه لا يعني منطقة بعينها الجبل، بل رسالة موجهة الى العهد وضده، ولا تفسير لهذه الخطوة غير ذلك وفق ما يقول جعجع الذي يضع ايضا المسألة عند «حزب الله» الذي وعبر وهاب يحاول ان يعرقل مسيرة العهد من اولها، وتأخير تشكيل الحكومة بشروط.

ووضع وهاب العرض «الرياضي» بأنه لمواجهة اي عدوان اسرائىلي وانه هو الى جانب الجيش، وللدفاع عن النفس وهي شعارات يرفعها العديد من الاحزاب والتنظيمات وهي وطنية بامتياز لكن لم يقل رئىس «حزب التوحيد العربي» الى ماذا قصد من هذا الاستعراض تضيف المصادر، الدرزية هل لاثبات الوجود، وانه عو في المعادلة الدرزية، او انه شعر انه لن يقطف ثمار تشبثه بترشيح العماد ميشال عون وان لا احد غيره سيكون رئىسا للجمهورية، وقد اصاب بذلك، لكنه لم يطرح عليه عون توزيره، وهو ما كان يطمح اليه، وقد سبق ان راهن ان يحصل على المقعد الدرزي في بعبدا في انتخابات عام 2009، ولم ينجح في محاولته اذ تتوقف مصادر حزبية في 8 آذار، عن ان اطرافاً عديدة في «فريقنا السياسي» تحاول ان تحصد في هذا العهد الذي انتصر فيه «خطنا السياسي» ليتبين ان لا مكان لشخصيات من هذا الفريق في السلطة المقبلة.

ومطالب وهاب، قد تكون محقة حول الحقائب السيادية، لكنها ليست قضية مركزية تؤكد المصادر وهو نفسه كان يقول عن النائب طلال ارسلان عندما كان يطالب بوزارة الدفاع، ان ليس فيها سوى «البرزان» وقد تولاها الامير المرحوم مجيد ارسلان، وكان وجوده سياسيا، وما يقوم به وزير الدفاع هو التوقيع على رخص السلاح، واذن مرور عسكري، والتشكيلات العسكرية، المحصورة بالمجلس العسكري، او التدخل في اثناء دورات الدخول الى المدرسة الحربية، لتمرير اسماء طلاب من الدروز، وكان يتقاسمهم هو والراحل كمال جنبلاط، وما يروى عن ان هذا الضابط عينه الامير مجيد وآخر كمال جنبلاط، وكل ذلك خارج القانون، واعتماد الكفاءة، بل المحسوبية، والمحاصصة والزبائنية السياسية، وهو ما زال سارياً حتى اليوم ومستمر.

وثمة ظاهرة بدأت تتفشى في لبنان، وهي العروض العسكرية دون سلاح، ولم يكن وهاب الوحيد الذي لجأ الى هذا الاسلوب، بل ان حركة «أمل» اقامت قبل ثلاثة اشهر، عرضاً في النبطية بذكرى غياب الامام موسى الصدر، كما ظهر تنظيم «حماة الديار» من خلال تدريبات عسكرية، تحت شعار دعم الجيش ليقوم وزير الداخلية نهاد المشنوق ويتخذ قراراً بحل هذا التنظيم.

لقد نجح وهاب، في ما قام به، باثارة ضجة سياسية واعلامية، حول العرض العسكري الخالي من السلاح، والذي لم تعرف وظيفته السياسية بعد، وان ما اكتسبه من العناصر التي اتشحت بالسواد انها هتفت وانشدت «نحنا جيشك يا وهاب».