Site icon IMLebanon

جنبلاط يقترب من 14 آذار ؟!

قبل خطاب السيد حسن نصرالله امين عام حزب الله الاول، حول «عاصفة الحزم» التي تقودها المملكة العربية السعودية ضد الحوثيين وجماعة علي عبدالله صالح في اليمن، لم يحمل اللبنانيون الهمّ الكبير الذي حملوه بعد نشوب الاحداث في سوريا واقتراب التنظيمات الارهابية التكفيرية من البلدان والمدن اللبنانية في البقاع، لكن خطاب السيد حسن الاول كان بمثابة«المنبّه» لهم الا ان بعد المسافة بين لبنان واليمن، قد لا يكون عاملاً مطمئناً بالكامل، الى ان كسر السيد حسن مزراب العين بينه وبين السعودية في خطابه يوم الجمعة، فاذ بتداعيات حملة «عاصفة الحزم» تقتحم كل بيت ومؤسسة وقطاع وحزب في لبنان، فمنها من يخشى اندلاع الحريق المذهبي في البيت اللبناني، ومنها من خاف على مئات الوف اللبنانيين العاملين في السعودية، ودول الخليج، ومنها من تخوّف من حرب ايرانية- سعودية تتحوّل بعدها الى حرب اقليمية، ومنها من بدأ يفكر بالانهيارات المالية والاقتصادية، وجاءت ردود الفعل على خطاب السيد حسن، بذات السقف المرتفع الذي اراده امين عام حزب الله، ليصبح «فرط» حكومة الرئيس تمام سلام، بمثابة «التحصيل الحاصل» لأن العدائية والكراهية وقساوة التعبير التي ميّزت كلمات المتخاصمين، لم تترك ادنى شك لدى المواطنين، ان الانهيار سيضرب المؤسسات العامة والخاصة، من هنا كانت الصورة المعبّرة عن واقع اللبنانيين جميعهم التي اطلقها رئيس مجلس النواب نبيه بري عندما قال بعد خطاب السيد حسن نصرالله وردّة الفعل عليه من الرئيس سعد الحريري وتيار المستقبل وجميع قوى 14 آذار «لازم نمشي الحيط الحيط ونقول يا رب السترة» على اعتبار ان كرة السقوف العالية التي يتم التراشق بها، ستتحول الى كرة نار تتمدد في كل اتجاه قد تعيد الاجواء التي سبقت احداث 2007 واقتحام بيروت الغربية وبعض مناطق الجبل، خصوصاً بعد موقف النائب وليد جنبلاط الذي فاجأ فيه الجميع وخصوصاً حزب الله، لانه كان مباشراً وحادّاً في انتقاداته، خطاب السيد حسن، دون ان يوّفر ايران و«حلمها الامبراطوري الفارسي القديم» معلناً تأييده لما اقدمت عليه السعودية ودول الخليج متهماً طهران بالتحرش بالسعودية والاعتداء على أمنها القومي. وجاء موقف جنبلاط هذا متوافقا ومنسجماً مع موقف الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية الذي اعتبر ان ايران، دون ان يسمّيها «تعتبر لبنان كجزء من امبراطورية اوسع، وتعطّل المؤسسات، وفي مقدمها مؤسسة رئاسة الجمهورية، خدمة لاهداف استراتيجية».

والسؤال الآن، هل تكون «عاصفة الحزم» مدخلاً لعودة جنبلاط الى 14 اذار وجمهورها، خصوصاً بعد موقفه المميّز، لتحصين التكتل الداخلي في وجه ايران التي بدأت برفع استعداداتها القتالية بناء لامر من السيد علي خامنئي، على قاعدة ان «المصيبة تجمع»؟!