Site icon IMLebanon

لقاء جنبلاط – أرسلان اليوم يفتح ملفات الخلافات القديمة والجديدة

 

عـلى خـطٍ موازٍ لاتصالات ولقاءات التهدئة العامة السياسية والامنية، والتي كان لسفير مصر في لبنان ياسر العلوي دور محوري فيها، ينعقد اللقاء المرتقب اليوم في عين التينة برعاية رئيس المجلس نبيه بري، بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط ورئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان، لختم ملف الخلاف بين الطرفين، قبل وبعد أحداث قبرشمون -البساتين قبل عام، والتي سقط فيها عدد من الضحايا ولا يزال الملف عالقاً امام القضاء.

 

أهمية اللقاء تأتي من كونه يعالج ازمة مستفحلة على كل الصعد السياسية والدينية والوقفية داخل الطائفة الدرزية، ويُعالجُ ملفاً إنسانياً بعدما ادى الخلاف الى سقوط ضحايا في اكثر من حادثة واكثر من منطقة. ولكن الاهم فيه انه يأتي في وقت يمر البلد بكارثة حقيقية على كل المستويات، وسط انقسامات طالت حتى بعض حلفاء الصف الواحد. وبعد توترات امنية متنقلة ومحاولات خلق فتن طائفية، لا سيما بعد احداث يوم السبت الماضي في 6 حزيران، ما كاد يطيح بما تبقّى من استقرار. ولهذا تدخلت مصر بثقلها عبر سفيرها الجديد الذي زار الرئيس بري بعد احداث السبت. ولعل كلام السفير علوي بعد لقاء بري ابلغ تعبير عما تسعى اليه مصر حيث قال: «الموقف المصري هو قطع اليد التي تحاول إثارة الفتنة، فالاستقرار هو خط أحمر، وهو استقرار لمنطقة المشرق العربي وللامن القومي العربي».

 

وبغض النظر عن المخاوف لدى بعض الدول الشقيقة والصديقة من انحراف الوضع في لبنان الى ازمة امنية خطيرة وفتنة سياسية وطائفية كبيرة، فإن القيادات المحلية او اغلبها، استشعرت خطورة ما جرى السبت، فكان قرار تهدئة كل الساحات ومعالجة خلافاتها، ومن ضمنها الساحة الدرزية، حيث رحب جنبلاط وارسلان بمبادرة بري للّقاء وتحديد جدول اعماله، وهو ما قام به ايضا النائب ارسلان بجمع بعض اركان الطائفة في منزله السبت، وحضره اليه شيخ عقل الطائفة الدرزية ناصر الدين الغريب ورئيس حزب التوحيد اللبناني الوزير السابق وئام وهاب، والوزيران السابقان مروان خير الدين وصالح الغريب وقيادات الحزب، حيث تم الاتفاق على المواضيع العامة للبحث في لقاء جنبلاط – ارسلان. كما ان الوضع المالي والاقتصادي والمعيشي والاجتماعي المنهار، سيكون من ضمن عناوين البحث الاساسية، خاصة بعد التحركات الشعبية التي جرت في الشارع بعد الارتفاع غير المبرر تقنياً للدولار امام الليرة.

 

وقالت مصادر درزية إن البحث خلال اللقاء سينطلق من معالجة ذيول حادثة قبر شمون – البساتين التي وقعت قبل عام، وقبلها حادثة الشويفات، حيث سيتم التأكيد على مرجعية القضاء في الملف.

 

وقالت مصادر متابعة للموضوع: ان لقاء عين التينة سيحضره مع جنبلاط مستشاره الوزير السابق غازي العريضي، ومع ارسلان الوزير السابق صالح الغريب الذي تعرض موكبه لإطلاق النار في قبرشمون وسقط فيه مرافقاه. موضحة ان الاجتماع سيحصل مساء ويليه عشاء يقيمه بري على شرف الحضور. وإن التوجه العام للقاء سيكون كيفية توحيد الطائفة الدرزية على كل المستويات وتنظيم الخلافات.

 

وفي هذا الصدد، اوضح الوزير خير الدين لـ«اللواء»، ان اللقاء سيتناول كل ملفات الخلافات القديمة داخل الطائفة الدرزية، منذ الخلاف على مشيخة العقل وسبل توحيد المشيخة والمجلس المذهبي والاوقاف، وليس فقط تصفية ذيول حادثتي قبرشمون والشويفات اللتين سقط فيهما عدد من الضحايا. وقال: اكدنا خلال لقاء خلدة على ضرورة توحيد الصف نظراً للاوضاع الخطيرة التي تمر بها البلاد، وتوحيد التوجه ضمن الطائفة الدرزية برغم الخلافات السياسية القائمة، انما المهم تنظيم الخلاف وتأكيد حماية لبنان من العواصف التي تضربه.

 

اضاف: نحن سنكون في الاجتماع ايجابيين ونذهب بنَفَسٍ ايجابي، ونأمل ان يكون هناك توجه مماثل لدى الفريق الاخر، لحل الأسباب التي ادت الى ما ادت اليه ضمن الطائفة، سواء من حادثة الشويفات او حادثة قبر شمون او ما قبلهما. والهدف ليس حل هاتين المشكلتين، بل حل الخلاف على المشكل الاساسي القديم الذي ادى اليهما، وهو المتعلق بتوحيد رأي الطائفة حول مشيخة العقل منذ تعيين الشيخ الراحل المرحوم بهجت غيث وما تلاه من تعيين شيخ العقل الحالي نعيم حسن، والنكوث بما تم الاتفاق عليه في قانون مشيخة العقل والمجلس المذهبي للطائفة وموضوع الاوقاف، وكان هدفه وقتها توحيد الطائفة.

 

واضاف خير الدين: المهم ان نصل الى نتيجة لمعالجة اسباب كل الخلافات، فالجوهر هو الاساس اما الخلافات الاخيرة كالتعيينات مثلا فهي تفاصيل. والحوادث الفردية سيكون لها حل. وبالنسبة للدعاوى القضائية المقامة سيكون لها بحث لكن ليس على حساب دم الشهداء. فناك ضحايا سقطوا ولا بد من معالجة هذه المسألة.

 

وردا على سؤال عمّا ابلغه الرئيس بري للطرفين؟ قال خير الدين: الهمّ الاول والوحيد لدى الرئيس بري هو توحيد طائفة الموحدين الدروز.

 

بالمقابل، قالت مصادر قيادية في الحزب التقدمي الاشتراكي: ان مجرّد اللقاء هو عامل ايجابي جداً يسعى اليه الطرفان، والنتائج التي ستتمخض عنه ستكون ايجابية حتماً وتأثيراتها على الساحة ستكون ايجابية.

 

ويجمع الاطراف الثلاثة راعي اللقاء والاشتراكي والديموقراطي، على ان الاولوية هي لتكريس وتثبيت الاستقرار العام وبين القوى السياسية، وتعزيز التوجه الى الحوار لمعالجة كل المشكلات، كما تقول اوساط حركة «امل».