IMLebanon

جنبلاط يساير عون… لإخراجه!

يُحاول النائب وليد جنبلاط مسايرة الجنرال ميشال عون لإقناعه بأن حظوظه الرئاسية معدومة. يلاقي جنبلاط الرئيسين نبيه

برّي وسعد الحريري على الخط نفسه. تختلف الأساليب والنتيجة المراد إيصالها واحدة

في غضون أسبوع واحد، تمكّن كل من الرئيسين نبيه برّي وسعد الحريري من إيصال رسالة واضحة الى رئيس تكتّل التغيير والإصلاح النائب ميشال عون. من جنيف وروما، عبارات متنوّعة لمضمون واحد: «المرحلة المقبلة حاسمة، وتحتاج إلى رئيس توافقي، ولا مكان لك بين المرشّحين الوسطيين».

وعلى الخط نفسه، يسير رئيس جبهة النضال الوطني وليد جنبلاط. الثلاثة يعتمدون نهج مواجهة جديد ضد عون، كلّ على طريقته. الأول بأسلوب سلس، والثاني بموقف قاطع، والثالث بمحاولة إقناع جنرال الرابية بالتراجع عن ترشحّه عبر «احتضانه ومسايرته» على ما تقول مصادر المختارة .

يعلم جنبلاط أن عون التسعينيات هو غيره عون 2014. لم يعُد قائد العونيين مجرّد شخصية عسكرية عنيدة غير قابلة للترويض. تعلّم واقتنع بأن «هذا الكار أخد وعطا». هكذا يردّ بيك المختارة على كل المشككين في قدرته على الوصول إلى نتيجة مع عون. يؤكّد المقربون منه أنه «لم يعرض على عون أي طرح بأن يكون رئيساً لسنتين». أما الزيارات المتبادلة فـ«لا دلالات رئاسية لها، وهي تهدف إلى بناء علاقة ودّية بينهما،

يرى جنبلاط أن

عون اليوم غيره في التسعينيات وأنه أدرك أن السياسة «أخد وعطا»

لأن وضع البلد لا يحتمل التوتّر أو الخطابات والخطابات المضادة».

وبناءً عليه، بحسب المصادر، «يحاول جنبلاط، في إطار حركته السياسية التي لا تستثني أحداً، تعميق الروابط مع الجنرال بما يتيح له، بطريقة ذكية، إقناع الرجل بأن الرئاسة ليست من نصيبه، وبأن فرصته في الوصول لن يقطفها في القريب العاجل، ولا على المدى البعيد». كل ما يملكه جنبلاط هو «إرضاء عون بتكراره أن للجنرال الحق في المشاركة في صنع رئيس تسوية، لا بل إنه أحق من غيره» كما تؤكّد المصادر نفسها. ولأنه وجد أن المسايرة هي الأفضل في التعاطي مع عون، فإنه «لا يبدي أي ردّ فعل سلبي على عدم وجود تفاعل عوني معه حتى الآن».

يراهن جنبلاط، بحسب المقربين، على «نجاح جهوده في المحافظة على العلاقة مع العونيين تحت عنوان انتخاب الرئيس»، وإن كانت «النيات الوطنية لجنبلاط لا تؤخذ على محمل الجد في الرابية». لكنهم يقرّون بأن «مهمّة» جنبلاط، ومحاولات برّي والحريري، لن تكون سهلة، إذ إن «عون، وكل من يدعمه، لا يزال مقتنعاً بأن أسهمه لا تزال مقبولة، أقله في عدد من الدول الغربية المعنية بالملف الرئاسي، والتي أصبح هذا الملف في عهدتها بعد فشل فريقي الصراع اللبناني في حلّه. ولذلك، فهو ينتظر ما سترسو عليه التسوية الإقليمية ـ الدولية»، ما يعني أن «جنبلاط يتعب نفسه عالفاضي»، وفق المقرّبين منه!