IMLebanon

جنبلاط لا يرى انتخابات ولا مرشحاً وسطياً

على طريقة رسامي الكاريكاتور، بات النائب وليد جنبلاط يختصر في عبارة او صورة رأيا سياسيا بكامله من دون الحاجة الى تفاصيل او اضافات ما لم يرغب في الاسترسال في تغريدات متقطعة تضيف الى الصورة الكاريكاتورية قيمة مضافة من حيث السخرية. فهو اختصر بصورة معبرة تجسد الحرباء بالوانه المتعددة المبعوث الأممي الى سوريا ستافان دو ميستورا. لا تساور جنبلاط آمال فعلية بان يسفر انطلاق المفاوضات في جنيف عن اي نتيجة ايجابية. يقول:”كان هناك بعض الامل في 2012 حين كان يتقدم الجيش الحر وكان هناك تشكيل وطني سوري. اصطدمتُ برفض اميركي – تركي – بريطاني وقتذاك حين التقيت السفير جيفري فيلتمان مع الموفد الاميركي الى سوريا فريد هوف آنذاك وقبل مغادرة فيلتمان الادارة الاميركية، والتقيت وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ من اجل مساعدة المعارضة. ثم بدأت الامور تتراجع وتولت دول عدة ادارة هذا الملف من دون تنسيق الى ان دخل عناصر تنظيم الدولة الاسلامية. وكأنه كان يراد ان تعبر الى سوريا والعراق اكبر نسبة ممكنة من هؤلاء فتم تسهيل امورهم للانتقال الى هناك. هل تفسيري يندرج تحت نظرية المؤامرة؟ هو كذلك وقد تكون لعبة مزدوجة اتاحت عبور المتشددين من تونس والمغرب وفرنسا وبريطانيا والمانيا، وقد التقت المصالح الغربية مع مصالح النظام تحت عنوان واحد هو محاربة تنظيم الدولة الاسلامية والتسوية لمصلحة النظام التي كانت تريدها الولايات المتحدة”. يعتبر جنبلاط ان ادارة الرئيس باراك اوباما لا تريد ان تسمع بسوريا، في حين ان روسيا وكذلك ايران كانتا مع النظام. ولا ننسى، يقول رئيس الحزب الاشتراكي، “ان هذا النظام يبقى ضرورة لاسرائيل منذ تسلم حافظ الاسد السلطة رسميا. حصلت خلافات غير متوقعة في حرب 1982 لكن منذ دخلت سوريا الى لبنان وحتى خروجها منه كان هناك تنسيق وتناغم بينها وبين اسرائيل. ففي الصورة الاكبر لم يتغير شيء فيها منذ 40 عاما اي النظرية التي نادى بها رفعت الاسد في سوريا وميشال سماحة وكريم بقرادوني في لبنان عن تحالف الاقليات. آنذاك كان يستهدف العلوي والماروني واصبح يستهدف العلوي والماروني والشيعي، وان لم يكن جميعهم، وهو نجح بضم دروز سوريا الى هذا التحالف، في حين يجب الا ننسى التحالف اليهودي ايضا. كمال جنبلاط اغتيل لانه رفض هذه النظرية وكان من ضمن التحالف القومي العربي الفلسطيني ولا تزال الثوابت هي نفسها”. ويضيف جنبلاط الى هذه الصورة “ان سوريا دمرت من النظام والتحالف والتنظيمات المختلفة في حين ان الخاسر الاكبر في سوريا والعراق هو العربي السني حيث ملايين المهجرين السنّة”.

لا يعتبر جنبلاط ان تدخل روسيا انقذ النظام السوري فحسب، “بل ان هذا الاخير امّن نفسه منذ الاتفاق على نزع السلاح الكيميائي منه. وبما انه غير مطلوب حتى التفكير في تغيير النظام سيأتي وقت يطلبون فيه من المعارضة اليتيمة في الرياض التي ستلصق بها المعارضة الموالية لدمشق وموسكو الانضمام الى حكومة وحدة وطنية وسيبقى لبشار الاسد 6 سنوات اضافية يترشح بعدها، او ربما ابنه، للرئاسة مجددا”.

بالتقدم على الارض في مناطق عدة اخيرا زاد الطوق الامني على لبنان، وفق جنبلاط، ما ترجم في الطوق السياسي الذي كان من تجلياته اطلاق سماحة وعدم الاستعجال في بت موضوع الرئاسة. “فعلى طاولة الحوار او مصلحة تشخيص النظام كما سميتها شخصنا رئيسين من 8 آذار”. تمييزه نسبيا سليمان فرنجيه يعود “الى تجربتي مع سليمان الجد وخبرتي وتجربتي مع سليمان الحفيد الشاب الصريح بحيث نعرف اين نذهب ويقول بان هذا لا قدرة عليه مثلا، في حين ان العماد ميشال عون يظن انه قادر على حل بضعة امور. تعاطيّ الشخصي مع عون مختلف عن تعاطيّ مع فرنجيه، فلا خبرة سياسية لدي مع الجنرال علما اننا اصطدمنا بالعسكر لكنها صفحة سوداء مرت”.

لا يعتقد جنبلاط بامكان حصول انتخابات قريبا على رغم ان نائب وزير الخارجية الايراني حسين عبد الامير اللهيان كان ربط امام وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس المسألة بحصول اتفاق لبناني، كما لا يعتقد بان خيار الذهاب الى مرشح وسطي ممكن على رغم تمسكه بمرشحه النائب هنري حلو. “لا تزال نقطة اساسية عالقة وهي قانون الانتخاب لان الفريق السوري الايراني لن يستطيع ان يقبل بعدم امتلاكه الغالبية في المجلس النيابي وهو غير مستعجل لرهانه على تحسن في الظرف السياسي والعسكري”، مستبعدا “ان تكون رئاسة الحكومة هي الاشكالية اذ ان الحكومة اضحت تفصيلا باعتبار ان طريقة الحكم اصبحت جماعية وفق تجربة الحريري الاب ثم الابن وفي ظل نظرية تفعيل الحكومة على قاعدة اذا رفض مكونان قرارا ما يوضع جانبا”.

يرى جنبلاط انه “كلما طال الانتظار زادت الخسارة. فالاهتراء هائل لمؤسسات الدولة كلها وصولا الى مؤسسة الجيش ولا احد يرى الارقام المتصاعدة للدين العام”.

هل يمكن وساطة ما للسيد حسن نصرالله مع الرئيس نبيه بري من اجل انتخاب العماد عون ان تؤثر على جنبلاط، وهل غيّر “اعلان معراب” المشهد السياسي؟

“ليسمح لنا. لا تزال هناك حرية حركة محدودة وليس 11 صوتا ما يقدم او يؤخر بل تلاقي افرقاء عدة من كتلة “المستقبل” الى كتلة “التنمية والتحرير” وسواهما. فليتوجه الجميع الى مجلس النواب وتأخذ اللعبة السياسية مداها حيث نقرر في المجلس وليس خارجه”. اما “اعلان معراب” فيعتقد جنبلاط انها حسابات قريبة المدى وخسارة لـ 14 آذار، نافيا علمه اذا كان جعجع سينضم الى تحالف الاقليات في المنطقة ام لا.