IMLebanon

الفراغ… أبغض الحلال وجنبلاط لا يتمسّك بالستّين؟!

يعتبر مقرّبون من الرئيس العماد ميشال عون، ان الرئيس عون مؤمن باستحالة انجاز اي اصلاح في لبنان، في غياب وجود قانون للانتخابات يؤمّن صحّة التمثيل، وضمان الشراكة، ووحدة المعايير، وتمسّكه بوجوب انجاز مثل هذا القانون، واغلاق الباب بوجه قانون الستين ومشاريع القوانين التي تشبهه، يهدف الى انطلاقة عهده انطلاقة صحيحة وسليمة، تساعده على تحقيق ما التزم به امام اللبنانيين في خطاب القسم، وما قوله انه يفضّل الفراغ في المجلس النيابي على انتخاب مجلس يكون صورة طبق الاصل عن المجلس الحالي، سوى ترجمة لايمانه بأن الفراغ الذي هو أبغض الحلال، يبقى أفضل بكثير من مجلس نيابي يفتقد الى ثقة الشعب الذي يطالب منذ زمن بقانون جديد عصري، يجدّد شباب النظام الديموقراطي الذي هرم بسبب سوء الاداء.

في المقابل، يحذر بعض الحقوقيين والدستوريين، من الفراغ في مجلس النواب، الذي يعتبر في الأنظمة الديموقراطية، أمّ المؤسسات على الاطلاق، وفراغه سيشلّ البلد تماماً، وسوف تكون له عواقب وخيمة، خصوصاً على الوضعين المالي والاقتصادي، وعلى صورة لبنان عربياً ودولياً، وفي حال طالت حالة الفراغ، في المنحى ذاته الذي شهدته البلاد اثناء ازمة انتخاب رئيس الجمهورية، فان الضرر سيكون قاتلاً، ويعتقد هؤلاء ان الرئيس عون مدرك لهذه المخاطر، ولن يترك البلاد تصل الى حافة الانهيار، وهو في تشدّده يحاول انقاذ عهده وانقاذ لبنان، ووضع الذين ما زالوا يراهنون على القوانين الانتخابية الفسيفسائية امام مسؤولياتهم ومحاسبة الشعب لهم.

* * * * *

ما يمكن التعويل عليه للوصول الى حلول يرتاح لها جميع المكوّنات الطائفية والسياسية، ان الوفد الاشتراكي المطعّم بنواب من اللقاء الديموقراطي، والذي طاف ويطوف على مختلف الاحزاب والقيادات والمرجعيات لم يشر، وفق المعلومات، الى تمسّك الوفد والنائب وليد جنبلاط بقانون الستين، بل كان يرفض النظام النسبي، كما هو مطروح، ويدعو الى حوار جدّي وصادق، يضع حدّاً لهواجس الدروز وغير الدروز، وما تغريدة جنبلاط على «تويتر» ردّاً على تصريح الرئيس عون بتفضيله الفراغ على قانون الستين، حيث قال، هناك بين قانون جديد او الفراغ حالة اسمها الحوار، وهذه رسالة مباشرة لسيّد العهد، تعكس قلق جنبلاط من استبعاده عن الحوارات التي تجرى للتوافق على قانون جديد، ودعوة منه الى بدء حوار جادّ يأخذ في الاعتبار هواجس الجميع، بما فيها هواجس الدروز بعيداً من المواقف والمآخذ المسبقة، وهذا موقف يمكن البناء عليه لفتح باب الحوار مع جنبلاط.

* * * * *

في غمرة التفتيش عن قانون جديد للانتخابات اعلن رئيس المجلس النيابي نبيه برّي، انه لن «يمشي» بقانون لا يرضى عنه الجميع، في رسالة تطمين لجنبلاط، انه ليس وحده في «المعركة» الانتخابية، وموقف برّي هذا بعد موقفه من توزير تيار المردة، وبعد تفاهم القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، وحركة التواصل بين نواب القوات اللبنانية ووزرائها مع نواب ووزراء حزب الله، وجلسات الحوار الاسبوعية بين تيار المستقبل وحزب الله، واتفاق الجميع عفواً على وضع الخلافات الاستراتيجية الوطنية جانباً والعمل معاً لمصلحة الشعب وتقوية الدولة، لماذا لا يستفيد الجميع من هذه الاستراحة الايجابية، التي قد تتحوّل الى حالة متقدمة من التفاهم، وينصرفوا باخلاص وصدق وبعض التضحيات للخروج بقانون للانتخابات لا يموت بسببه الذئب ولا يفنى الغنم، ويريحوا الشعب من كابوس اضافي يزيد في متاعبه ومخاوفه وقلقه؟!