مار مارون بريء ممّا يسمى بالقادة والمسؤولين المسيحيين وتحديدا الموارنة منهم هؤلاء الذين يتقاطرون الى كنيسته للاحتفال بذكراه وكأنهم قد نسوا او تناسوا انهم يطعنونه منذ فترة بالاف الطعنات، بعد ان جعلوا كرسي الرئاسة الاولى الخاصة بالموارنة تدخل في اسواق البزارات التجارية والسياسية، بل هم يتباهون بان هذه الكرسي ولو كانت شاغرة، فانهم راضون عن ذلك لان مصالحهم الشخصية تفرض أن تبقى هذه الكرسي في بعبدا بلا رئيس وان كان الامر خاضعا للصفقات المحلية والاقليمية والدولية.
هذا ما صرحت به احدى الشخصيات السياسية المطلعة على ملف رئاسة الجمهورية والتي اشارت الى ان الوضع المسيحي عموماً والماروني خصوصا يمر في هذه الآونة باسوأ حالته وقد بلغ من السوء درجة لم يصل اليها حتى اثناء الحرب الاهلية التي عصفت بلبنان حتى ان معظم المتقاطرين الى كنيسة القديس مار مارون هم من السادة المرشحين لمنصب رئاسة الجمهورية وذلك بغياب رئيس الجمهورية الماروني عن هذه الذكرى التي يحضرها العديد ممن يسمون انفسهم بالشخصيات المسيحية من وزراء او نواب ممددين وهم بكامل اناقتهم وبرفقة ارتال من المرافقين والحرس الشخصي، ليتسابقوا من يحضر في الصف الامامي بدون وجود كرسي لرئيس الجمهورية الماروني، بل ليظهروا امام كاميرات التلفزة وكأنهم يؤدون قسطهم للعلى في هذا الحضور الذي لا طعم له ولا لون.
واشارت الشخصية الى أن حالة المسيحيين اذا استمرت على هذا المنوال فقد يغيب الرئيس الماروني ليس عن الحضور فقط في ذكرى القديس مار مارون، بل عن الجلوس على كرسي الرئاسة الاولى في قصر بعبدا وكأن هؤلاء الذين يحضرون الذكرى او من يمثلون، يشاركون بالانقلاب على الطائفة المارونية سواء عن قصد او بغير قصد ليحل مكانها مجلس اعيان هو مجلس رئاسة الوزراء، خاصة ان البلد «ماشي والشغل ماشي» حتى بغياب رئيس الجمهورية، وذريعتهم ان التوافق المسيحي لم ينضج بعد، ومنهم من يدعي بان التوافق الدولي على هذا الكرسي لم تتضح معالمه رابطا وضوح الصورة تارة بما يحصل في سوريا من اضطرابات وقلاقل، وتارة اخرى بعدم الاتفاق السعودي ـ الايراني، وطورا بالملف النووي الايراني ـ الاميركي، بينما القديس مار مارون يتفرج على هذه المهزلة الكبرى التي يمارسها هؤلاء بحق ابنائه الذين بات مصيرهم مهددا بالزوال او الهجرة الى ديار الله الواسعة كما حصل في العراق التي انقرض فيها الوضع المسيحي او كما يحصل في سوريا من تهديد لحياة ما تبقى من مسيحيين على هذه الاراضي التي تتعرض لمشاكل واضطرابات. بل الانكى من ذلك ان هؤلاء الانقلابيين الجدد يتباهون بالحرص على مصلحة الطائفة المارونية ومكتسباتها التي ضاعت امام الشخصانية والانانية وحب الذات.
واكدت الشخصية ان ليس المطلوب من هؤلاء الحضور الى هذه الذكرى وادعاءاتهم الزائفة بالحرص على الموارنة بقدر ما هو مطلوب منهم الحفاظ على الوضع الذي اراده مار مارون لهذه الطائفة وبان يتخلى هؤلاء الانقلابيّون عن مصالحهم وغاياتهم والحفاظ على مكتسبات هذه الطائفة المترسخة جذورها في هذه الارض التي باتت ساحة للصراعات بين الطائفة الواحدة. لكن، يبقى ختام الكلام كما تقول الشخصية، على من تقرأ اسفارك يا مار مارون، على زمرة من الانقلابيين ام على شلة من المرتهنين للخارج مقابل «30» من الفضة. وكأن المسيحيين لم يكفهم ما يصيبهم من «داعش» و«النصرة» وبعض الجماعات الارهابية والاصولية في بعض الدول حتى يخرج عليهم نائب «داعشي» ممدد اسمه خالد الضاهر المغتاظ من قرار وزير الداخلية يطالب بازالة تماثيل القديسين لانهم اصبحوا مكسر عصا لكل متطاول واخرهم وليد جنبلاط الذي نعت المسيحيين بالاغبياء منذ فترة زمنية وها هو اليوم يطالب بالنظر في موقع الرئاسة التي اصبحت عيون البعض من غير الموارنة عليها، بينما الانقلابييون صامتون وساكتون دون ان يحركوا ساكنا.