المقعد الدرزي في بيروت، كما المقعد الماروني في طرابلس، وهما مقعدان مستحدثان بعد اتفاق الطائف، عند رفع عدد النواب من 108 الى 128 الا ان من فاز بهما كانا من خارج العاصمة الاولى والعاصمة الثانية، اذ وفد اليهما مرشحون من خارجهما منذ اول انتخابات جرت في العام 1992.
ويدور صراع في بيروت حول انتماء المرشح عن المقعد الدرزي الى ابنائها، حيث لم يتم تمثيلهم بعد وان فريقا منهم، وبعضهم ينتمي الى الحزب التقدمي الاشتراكي يطالب ان يكون المرشح في هذه الدورة، من ابناء طائفة الموحدين الدروز في بيروت بعد ان فتح النائب وليد جنبلاط الباب في عام 2013 ورشح جهاد الزهيري عضو مجلس قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي عن المقعد الدرزي، بعد ان استبعد عنه النائب منذ عام 2000 غازي العريضي الا ان الانتخابات لم تحصل ومدد لمجلس النواب.
ومع اقرار قانون الانتخاب، ودعوة الهيئات الناخبة، وتأكيد المراجع الرسمية على حصول الانتخابات في موعدها، بدأت شخصيات درزية في بيروت تتحرك، ليكون المرشح منها ورشحت «جمعية التضامن الخيري الدرزي» رئيسها الدكتور سعيد الحلبي، وهي تخوض صراعا منذ سنوات على احقية الاوقاف الدرزية في بيروت، وما له علاقة بأرض الطائفة الدرزية وممتلكاتها في فردان.
ومع تردد توجه جنبلاط الى ترشيح النائب السابق فيصل الصايغ بديلا عن العريضي، قامت حملة ضده، لانه لم يأخذ في عين الاعتبار او يحترم ترشيح احد ابناء الطائفة الدرزية من بيروت، سواء كان اشتراكيا او غير حزبي يقول معارضون لهذا السلوك وليس لشخص المرشح الصايغ او غيره، اذ المسألة لها علاقة، بأبناء بيروت الذين صبروا نحو اكثر من 25 عاما، ليكون المرشح الدرزي منهم، وقد وُعدوا منذ ان تم تعيين النائب اكرم شهيب في هذا المقعد بعد استحداثه في العام 1991، ليأتي النواب من بعده من خارج العاصمة وهم خالد صعب، عصام نعمان والعريضي ويقيمون فيها منذ عقود وغير مسجلين في قيودها، ويحق لأي لبناني الترشح عند اي مقعد في اي دائرة في لبنان اذا استوفى شروط القانون.
فأزمة الانتماء الى بيروت هي ما تحرك المعارضين لترشيح من هو من خارجها، ويحمّلون جنبلاط المسؤولية، وقاموا بحملة عليه وصلت عند بعضهم الى حد الخروج عن آداب التخاطب، واللجوء الى لغة سفيهة لا تليق بمطلقيها، يقول مؤيدون لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وهو ما دفع بعدد من رجال الدين الدروز في بيروت وممثلي عائلات، واعضاء في المجلس المذهبي الدرزي الى عقد لقاء للتشاور، بقصد وقف التراشق عبر مواقع التواصل الاجتماعي ومنع خلق شرخ داخلي، وترك مسألة اختيار المرشح للخط السياسي والحزبي للنائب جنبلاط على ان يأخذ في الحسبان طموحات مرشحين في بيروت، وقد سبق له وزرع التفاؤل عندهم ان يكون المرشح من العاصمة.
لذلك تأجل البت في موضوع الترشيح عن المقعد الدرزي في بيروت، من قبل جنبلاط الذي طلب من مسؤولي حزبه في بيروت، الانضباط وعدم الانجرار وراء الانفعالات، لان المعركة الانتخابية في هذه الدورة مختلفة عن سابقاتها، يقول مصدر قريب من جنبلاط الذي يدرس كيف يربح المقعد، وهو لا يمنع الترشح له من اي شخص طامح، وهذا القرار يعود للافراد، سواء كانوا من بيروت او خارجها.
وهذا المقعد الذي كان المرشح عنه، يفوز به بالتحالف بين الحزب التقدمي الاشتراكي و«تيار المستقبل» وفق النظام الاكثري، فإنه ومع اعتماد النسبية، فالحسابات قد تكون مختلفة، وان احتمال ان يفوز المرشح عنه في اللائحة الثانية المنافسة للائحة الاولى برئاسة سعد الحريري متوافر اذا اديرت المعركة جيدا حيث يكثر المرشحون من الدروز وغالبيتهم من خارج بيروت ايضا، ان يكونوا على لائحة تحالف «حزب الله» وحركة «امل» في الدائرة الثانية من بيروت.
ويحاول جنبلاط ترتيب «بيته الدرزي» في بيروت بدءا من الحزب التقدمي الاشتراكي الى المشايخ وفاعليات درزية بيروتية كي لا يحصل شرخ يؤثر في نجاح المرشح في بيروت وان يكون ذلك بالتوافق والتفاهم، وفق ما تقول مصادره، التي تشير الى انه وخلال هذا الاسبوع قد يحسم اسم المرشح الدرزي في بيروت من قبل جنبلاط، ولديه رزمة اسماء والذي يتابع ايضا مسألة التحالف مع «تيار المستقبل» المرتبط بدوائر عاليه – الشوف، البقاع الغربي – راشيا وبيروت الثانية.
وفي موازاة ما يقوم به جنبلاط، فإن القوى الدرزية الاخرى تتحرك لتقديم مرشح منها، الا ان الخلافات داخلها، تؤثر فيها وتضعف موقفها، حيث يتجه النائب طلال ارسلان الى ترشيح الوزير السابق مروان خير الدين، دون ان يحسم موقفه نهائىا، حيث سيواجه بالحملة نفسها التي قامت في وجه جنبلاط حول ترشيح شخص من خارج ابناء بيروت، وهذا ما قد يدفعه الى تبني ترشيح درزي من العاصمة، كما ذكرت بعض اوساطه دون ان تجزم ذلك، في وقت كشف رئيس «حزب التوحيد العربي» وئام وهاب انه عرض عليه المقعد الدرزي في بيروت من قبل حليفه «حزب الله» ورفضه وسبق له وسمى ابن عمه الذي يقول في مجالسه، انه لا يرفض المقعد اذا ما وصل اليه لكن ليس من قرار جدي بعد.
فالمرشح الجنبلاطي عن المقعد الدرزي في بيروت مرهون بانتمائه اليها او التوافق مع من يؤيدون زعيم المختارة على الاسم الذي يرشحه من العاصمة او خارجها، في حين ان المرشح على اللائحة الثانية او المنافس للمرشح الجنبلاطي عليه ان يحظى بتوافق درزي من قوى 8 آذار.
اشارة الى انه يبلغ عدد المقترعين الدروز المسجلين حوالى 53000 بما نسبته 1.4 من عدد المقترعين في الدائرة الثانية وهو حوالى 369 الفا حتى عام 2017 وقد اقترع 774 ناخبا درزيا في عام 2009 من اصل 2171 ناخبا، اي ما نسبته 35.70%.