Site icon IMLebanon

جنبلاط اقتنع ان العمل في السياسة «لعب ولاد»

يلتزم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط ذهب السكوت كون الصمت فضيلة في زمن الزلازل والمتغيرات الكبرى، وممارسة «اليوغا» والتأمل اهم لديه من اختراع المناسبات لاطلاق مواقف تبقى في خانة اللغو والثرثرة في مرحلة يتصارع فيها الكبار حيث تذهب الامم الصغيرة فرق عملة على موائد العمالقة الذين يصنعون التاريخ وفق اهوائهم، يكتبونه بعين واحدة ونقرأه باثنتين، لذلك آثر الزعيم الدرزي ان يتسلى مع كلبه «اوسكار» بعيداً عن هموم السياسة التي وفق الاوساط المقربة منه باتت رجساً من عمل الشيطان وسلعة رخيصة يشتريها العاطلون عن العمل، وعندما فضل ان يكون «زبالاً في نيويورك» من ان يمارس العمل السياسي كان يعني ما يقوله حرفياً عن قناعة.

وتضيف الاوساط ان تغريدته الاخيرة حول «الويك – اند» الذي قضاه الى جانب كلبه والذي وصفه «بيوم هادئ مر مع اوسكار» يحمل مضامين كثيرة يأتي في طليعتها الاستسلام للأمر الواقع وانتظار ما يمكن ان تحمله الايام المقبلة على صعيد المنطقة اثر التحولات الجذرية في المرحلة الراهنة، بعدما صدرت الاوامر من المطبخ الأميركي بانهاء «داعش» الذي صنعته المخابرات الأميركية بالتكافل والتضامن مع المخابرات البريطانية و«الموساد» الاسرائيلي في اقبية سجن ابو غريب العراقي، واباحت له الموصل ونصف العراق وسوريا، وبين سنوات خمس وضحاها من التوحش «الداعشي»، بدأ المسخ بالانهيار مع تحديد الموصل ودخول «قوات سوريا الديموقراطية» الرقة عاصمة التنظيم واقتراب نهايته في دير الزور واقتلاعه من جذوره في الجرود القلمونية اللبنانية منها والسورية ما يعني وفق منظور سيد المختارة ان الشعوب الصغيرة لا مكان لها في مراكز القرار وان الحكمة تقضي بأن يحفظ الانسان رأسه وطائفته في حروب الدول.

وتشير الاوساط الى ان جنبلاط هو الاكثر معرفة وخبرة بالدهاء الاميركي وانه خدع من حيث لا يدري عندما نسف جسوره مع دمشق وشكل رأس حربة الداعمين للمعارضة السورية ومشتقاتها، ربما بناء على نصيحة جيفري فيلتمان الذي يسميه «الصديق جف»، وعندما وضع اصبعه في الجرح وادرك حقيقة ما حاكته الادارة الاميركية منذ اعلان وزيرة الخارجية الاميركية السابقة كونداليزا رايس ومن السراي الكبير ايام حكومة الرئيس فؤاد السنيورة عن اطلاق «الفوضى الخلاقة»، اعاد ترتيب حساباته ويمم شطر روسيا متسلحاً بتاريخ والده الذي منح «وسام لينين» احد ارفع الاوسمة ايام عهد الاتحاد السوفياتي ليعيد وصل ما انقطع بين العاصة الروسية ودارة المختارة لدعم زعامة نجله تيمور الفتية وعاد محملاً بفاتورة من النصائح يدوزن عبرها ايقاعه الجديد ولكنه في قرارة نفسه يلعن السياسة وممارستها، وانه عندما قرر نقل ارثه السياسي لوريثه تيمور كان قد بلغ مرحلة من التعب والقرف املت عليه الخروج من الحلبة بعدما «خدم عسكريته» بامتياز في مراحل هي الاكثر سواداً في تاريخ الدروز من الحروب اللبنانية وصولاً الى الحروب السورية التي شكلت تهديداً وجودياً للموحدين الى حد دفع جنبلاط الى الطلب من ابناء طائفته بناء الجوامع والعودة الى اداء الفروض الدينية، لا سيما وان «داعش» و«جبهة النصرة» كانا على ابواب الجبل الدرزي انطلاقاً من مقلب جبل الشيخ السوري، اضافة الى استباحة «النصرة» للبلدات الدرزية في جبل السماق في ادلب وارتكاب احدى ابشع المجازر في بلدة قلب لوزة، وربما وفق استشراف جنبلاط ان بداية نهاية «داعش» باتت على الابواب باستطاعته بعدها ان يستريح وان قضاء «يوم هادئ» مع «اوسكار» اجدى بكثير من الغرق في هموم السياسة كونها لعب اولاد محلي قياساً على عواصم القرار.