Site icon IMLebanon

جنبلاط يسعى للايقاع بين عون وفرنجيه

هل حان الوقت لانتخاب رئيس للجمهورية ام ان الطبق الرئاسي لم ينضج بعد لا سيما وان لبنان غير مدرج في سلم الاهتمامات الدولة الى جانب ليبيا؟ وهل يستغل الاقطاب المرحلة لالتقاط اللحظة ويوصلون الى قصر بعبدا رئيساً صنع في لبنان؟

اوساط «التيار الوطني الحرّ» تقول ان انتخاب رئيس للجمهورية ليس في الامد المنظور خصوصاً وان التعقيدات المحلية منها والاقليمية والدولية لا تبشر بذلك اضافة الى ان المجريات السورية تزداد خطورة اثر اسقاط تركيا طائرة «سوخوي 24» روسية وما يترتب على ذلك من تداعيات كون الدب الروسي لا يحب المزاح لا سيما وان تركيا من ابرز الدول الداعمة لـ «داعش» الذي اعلنت عليه روسيا حرباً مفتوحة على الساحة السورية.

وتضيف الاوساط ان استضافة البعض وعلى حين غرة لتحريك الملف الرئاسي بالبناء على اللقاء الذي جمع الرئيس سعد الحريري والنائب سليمان فرنجية في منزل رجل الاعمال جيلبير الشاغوري في باريس، ليست في مكانها الصحيح ولا يعوّل على اللقاء ليغرق في بورصة انجاز الاستحقاق، فما حصل لا يتعدى فقاعة صابون للايقاع بين العماد ميشال عون وفرنجية علماً ان الاخير واضح وصريح في دعمه للجنرال وينزله منزلة والده، وكذلك عون الذي لا يضيره وصول فرنجية الى بعبدا كون ما بين الرجلين والى الرغم من التباين في بعض المواقف اقوى بكثير وامتن من محاولات الايقاع بينهما، ففرنجية يدرك ان لقاءه الحريري الذي طرح موضوع الرئاسة لاغرائه، مسرحية سبق وان وقع في شباكها الجنرال مع الحريري، كونه صادق مع نفسه وينظر الى الناس من حيث هو وليس من حيث هم، على خلفية الثبات في المواقف، وفرنجية يحفظ ما حصل في لقاءات عون مع الحريري ولا ينسى الاحتفال الفولكلوري الذي اقيم له بمناسبة عيد ميلاده في بيت الوسط وقطعه قالب الحلوى بحضوره، والمؤمن لا يلدغ من جحر مرتين.

وتقول الاوساط اذا كان نابوليون بونابرت صاحب مقولة «فتش عن المرأة» فانه في اللعبة السياسية تنطبق هذه المقولة على النائب وليد جنبلاط الذي يسعى الى الايقاع بين عون وفرنجية، كون الصراع داخل الحلبة المسيحية يريحه فعون يمثل له خطراً كبيراً وكذلك رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وهو يراهن ايضاً على الايقاع بين الحريري وجعجع ليحفظ موقعه «كبيضة قبان» بين فريقي 8 و14 آذار، وانه في زيارته الاخيرة للسعودية حاول جس نبض الملكة حيال «السير بفرنجية»، الا انه لم يلقَ جواباً واضحاً، فهمّ جنبلاط الاساسي ينحصر في المرحلة الراهنة على تعبيد الطريق لزعامة تيمور وما يحيط بها من اخطار وفي طليعتها قانون الانتخاب المبني على النسبية الذي يشكل قفلاً له ويحرمه من ابقاء قبضته على النواب المسيحيين في الجبل كون القانون النسبي يحررهم وتصبح الكلمة الفصل في وصولهم الى ساحة النجمة لدى الجنرال والحكيم، ومن هذه الزاوية يرتاح جنبلاط الى وصول فرنجية كونه لا يشكل خطراً عليه في الجبل، اضافة الى ان الاخير يفضل الابقاء على قانون الستين وعلى اعتماد القضاء دائرة انتخابية وهذا يشكل قاسماً مشتركاً بينهما.

وتقول الاوساط ان لقاء الحريري فرنجية وان حرك المستنقع السياسي على الساحة، الا انه لا يندرج في خانة صناعة الرئيس كون الدول المعنية بهذا الملف في واد واهل السياسة على الحلبة في واد آخر، خصوصاً وان الارتباط العضوي بسوريا يتحكم بالنتائج، وان لا انفراج في عقدة الرئاسة، الا من خلال الانفراج في سوريا وهذا الامر لن يكون في الامد المنظور طالما الحرب على التكفير لا زالت في بداياتها وعلى نتائجها يبنى على الشيء مقتضاه.