IMLebanon

جنبلاط يعمل على ايصال تيمور على الطريقة الكتائبية

رمى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط عباءة الزعامة على كتفي نجله تيمور، ومن حسن القدر كما قال، في اشارة الى ان الزعماء الجنبلاطيين لم يتسنَ لهم ذلك، لو انهم ماتوا قتلاً من بشير جنبلاط وصولاً الى والده الراحل كمال جنبلاط، الذي يسعى الزعيم الدرزي لينال ثأره من دمشق كونه اتهم القيادة السورية باغتيال والده، ولا يزال حتى اللحظة يأمل ان يرى جثة خصمه، مراقباً «ضفاف النهر» وفق اعلانه الشهيد عشية اندلاع الاقتتال في سوريا ولكنه تعب من الانتظار بعدما غرقت المنطقة من ادناها الى اقصاها في بحر من الدماء وطوفان من النزوح، فقرر مغادرة المسرح على ان يكمل خلفه المسيرة.

وتقول اوساط مواكبة لمسيرة جنبلاط انه لا ينسى وبالوجه القسري الحلبة السياسية اثر اغتيال والده ابان الحرب الاهلية اللبنانية التي تناسلت زهاء ربع قرن من الزمن ولا تزال الساحة المحلية ترقص على تداعياتها، فقاد الدروز متفرداً في ظل انحسار الزعامة الارسلانية ابان حروب العبث لاسباب معروفة يأتي في طليعتها رفض المير مجيد ارسلان الانخراط فيها وكان قد طعن في السن، وطراوة عود المير طلال ارسلان في تلك المرحلة، وكان لافتاً لدى الدروز ان الزعيم الاشتراكي بزّ والده الراحل في فن ادارة شؤون وشجون الطائفة، واخراجها من الحروب المتناسلة بأقل ما يمكن من الخسائر والاضرار، والحاق جراحات كبيرة بأخصامه، 30 عاماً او اكثر مرت على زعامته ملأى بالدماء والدموع ومحاولات اغتياله، لقد برع في فن الانعطافات الحادة على قاعدة «الف قلبة ولا غلبة»، تعب حتى الاجهاد فآثر الآن ان يستريح بعد ان ينتهي من تعبيد طريق الزعامة الجنبلاطية لوريثه الشرعي وفق الاوساط نفسها، ولكن بالتدرج مطمئناً الى وزير الصحة وائل ابو فاعور ليكون الملاك الحارس لوريثه بعدما ارتاح اليه عندما سلمه ملف العلاقات مع المملكة السعودية ليسير جنباً الى جنب مع الوريث الجنبلاطي.

وتضيف الاوساط ان جنبلاط الذي يترقب انعقاد اول جلسة نيابية ليتلو بيان استقالته افساحاً في المجال لايصال نجله الى البرلمان، أوكل اليه ادارة الانتخابات البلدية في الجبل الدرزي من ساحله الى قمة جرده، فمني بخسارات لافتة في الشويفات وبيصور وكفرمتى وعرمون وجميعها بلدات درزية وازنة لصالح ارسلان وتحالفاته وكذلك عاليه، ولكن تيمور قلّص حجم الخسارة من خلال فوز الاشتراكيين بأكبر مدينتين درزيتين وهما بعقلين ويعود الفضل في ذلك للنائب مروان حماده وحاصبيا التي رسم ابو فاعور خطوط الفوز فيها لصالح الاشتراكي.

وتشير الاوساط الى ان جنبلاط سيدعو قريباً لعقد جمعية عامة للحزب التقدمي الاشتراكي يصار بعدها الى فتح باب الترشيحات لاجراء انتخابات حزبية لايصال تيمور الى رئاسة الحزب على الطريقة الكتائبية يوم نافس بيار عطالله النائب سامي الجميل، ولا شك وفق العارفين بالحلبة الجنبلاطية سيكون ابو فاعور سيد المرحلة ويليه النائب اكرم شهيب رجل الثقة لدى جنبلاط، ويلاحظ ان الاخير بات يكثر من زيارة باريس لترتيب شؤون اقامته الدائمة بعد ان ينهي المرحلة الانتقالية للتفرغ الى كتابة مذكراته ولعب دور المرشد عن بعد كون السياسة في لبنان انتقلت من فوق الارض الى تحتها ولان تيمور من قماشة مختلفة وفق عارفيه ولو خيّر بين السياسة والموسيقى لاختار الاخيرة، ولكن «مكره اخاك لا بطل» وفق المثل المعروف، في وقت يرى فيه المراقبون ان جنبلاط قبل انتقاله القسري الى العمل السياسي كان يفضل حياة الصخب بعيداً عن زواريب السياسة وكواليسها المتحركة وسينسحب الامر على الخلف كون السياسة قدراً جنبلاطياً.