IMLebanon

جنبلاط يعيش «نقزة» استبعاده من الحوار.. لماذا؟ تصرّف كأنه «دولة ضمن دولة» ولن يتراجع

لا شك بأن مواقف النائب وليد جنبلاط من ملف العسكريين وتفويضه احمد الفليطي، خلق ردوداً واسئلة عند حلفاء وخصوم وليد جنبلاط، عن خلفيات هذه الخطوة وما هي مبرراتها وهل هي رد على انزعاجه من استبعاده عن حوار حزب الله ـ المستقبل. حتى عن الصورة، وهل نقزته بسبب ما يحكى عن لقاء بين العماد عون والدكتور جعجع وظهور الأمور وكأنها صفقة سنية شيعية بمباركة مسيحية.

لكن رد فعل جنبلاط وحسب مصادر وزارية ومهما كانت المبررات هو تجاوز للدولة وفكرة الدولة ووجودها وحددت المصادر النقاط الآتية:

1ـ بأي حق يتصرف النائب وليد جنبلاط بهذه الطريقة، وهو تصرف كرئيس لمجلس الوزراء، وكوزير للداخلية وايضاً للعدل والخارجية ولكل الوزراء ويتعامل مع الوزير وائل ابو فاعور كأن الحكومة مجتمعة به، ففوضه وطلب منه التدخل في ملف حساس كهذا الملف متجاوزاً الجميع.

2ـ تحرك جنبلاط الاخير ظهر وكأنه «دولة ضمن دولة» وهذه التهمة كانت توجه دائماً لحزب الله وترتفع «الاصوات السيادية» ضده، ولكن هذه الاصوات لم تظهر بعد، وما زالت صامتة على ما قام به جنبلاط، في حين ان خطواته انتقدها الرئىس تمام سلام والمعنيين بملف التفاوض في الحكومة، وبالتالي اين مواقف المستقبل ومسيحيي 14 آذار وغيرهم من هذه المصادرة لعمل الحكومة والدولة، حيث ما زالت هذه القوى «صامتة» على الاعتداء على السيادة، وبالتالي يطرح السؤال: ما هو مبرر هذه الازدواجية من القوى التذي تعتبر نفسهاسيادية في التعاطي مع ملف حيوي بهذا الشكل، ولو كان حزب الله يتصرف بالطريقة التي يتصرف بها جنبلاط حالياً لكانت «الدنيا» قامت ولم تقعد، وبالتالي لماذا تنتقد هذه القوى حزب الله عندما يظهر انه على وشك الانخراط في ملف التفاوض وتبدأ الانتقادات من كل الاتجاهات، في حين تمارس هذه القوى «الصمت» بشكل كامل رداً على مواقف جنبلاط وتدخلاته وتكليفاته، رغم ان ما قام به جنبلاط يمثل تعقيداً اضافياً للعملية التفاوضية، وهذا ما اكده الرئيس تمام سلام المكلف بالتفاوض، وبالتالي عادت العملية الى نقطة الصفر. ولا شك بان سكوت هذه القوى اظهر بانها تتعاطى بخلفيات معروفة وكيدية حول الامور التي تتعلق بأوضاع البلد، فكيف بوضع مثل هذا الوضع؟

في حين تبرر قوى اخرى مواقف جنبلاط بانها تعود الى «نقزة» يعيشها مؤخراً وهو لم يعرف حتى الآن سبب استبعاده عن التحضيرات لحوار حزب الله ـ المستقبل، كونه كان من اوائل العاملين على نجاحه وهذا ما خلق قلقاً لديه وحاول معرفة الجهة التي عملت على استبعاده، وطبيعي في نظر جنبلاط ليس الرئىس نبيه بري من استبعده بل هو أكبر من ذلك. وما زاد في قلق جنبلاط حسب مصادر متابعة لما يجري، الحديث عن لقاء بين العماد ميشال عون وسمير جعجع في نفس توقيت لقاء حزب الله ـ المستقبل، وبالتالي من هي الجهة التي تعمل على ذلك ومن دون مشاركته، وهل هناك التحضير لصفقة سنية ـ شيعية بمباركة مسيحية ومن دون الدروز. ومن الطبيعي ان يزيد القلق الجنبلاطي، كونه محكوماً «بنقزات» الماضي القريب والبعيد.

وتتابع المصادر ان «حنكة» جنبلاط السياسية وقدرته على المناورة جعله يهرب الى الامام كرد على محاولات استهدافه كما يعتقد، ففتح ملف الفساد الغذائي مدعوما بزخم شعبي كبير، اظهره. انه الرجل الاقوى من الحوار ومن اللقاءات الجانبية الثنائية والثلاثية، وانه مستعد للذهاب الى الاخير في وجه محاولات استبعاده، وهذه الحركة الجنبلاطية ليست الاولى في الحياة السياسية، وان جنبلاط مستعد لفتح خطوط التواصل مع اي كان، حتى مع تركيا ولو ازعج ذلك السعودية ومصر والجميع، اذا شعر ان احداً يريد تجاوزه وتجاوز دوره ودور طائفته.

وسألت المصادر: هل يحق لجنبلاط مهما كانت هواجسه ان يتصرف كأنه «دولة ضمن دولة»، في هذا الملف ويتجاوز الجميع، الذين «سكتوا» ولم يردوا، وهذا ما سيزيد الانقسامات في المرحلة القادمة، فالدولة ما زالت تقول ان خلية الازمة هي المسؤولة عن هذا الملف، وان اللواء عباس ابراهيم هو المكلف رسمياً، وفجأة يكلف جنبلاط احمد الفليطي والوزير ابو فاعور دون اي رد من الحكومة ومن الوزراء السياديين وحتى من قوى 14 آذار الذين ينتظرون حزب الله عند اي «كوع» فلماذا يسكتون الآن؟