اذا كانت الكلمة الفرنسية «assassin» تعني القاتل والسفاح، فان اللفظة المذكورة اخذت من اللغة العربية «الحشاشون»، وهو التنظيم الذي اسسه الحسن بن الصباح الذي كان يجمع الفتية في قلعة «الموت» فيسقيهم «الحشيش» في جلسات صاخبة للجواري ويوهمهم انهم في الجنة، حتى اذا استفاقوا من سطوة المخدرات، يرسلهم لاغتيال اعدائه على خلفية انهم سيدخلون الجنة فكانوا ينفذون اوامره بالقتل ويُقتلون في نهاية العمليات فباتت كلمة الحشاشين تعني القتلة ودخلت القاموس الفرنسي من هذه الزاوية وفق الاوساط المواكبة لتاريخ المنطقة.
وعلى الرغم من ان «الحشاشين» القوا الرعب في قلوب اعداء ابن الصباح الا انهم لا يعتبرون نقطة في بحر ممارسات تنظيم «داعش»، هذا الوحش الدموي الذي استباح كل شيء من الرقة وصولا الى الموصل في العراق وفق الاوساط نفسها، فان معظم المعلومات تشير الى ان الاجهزة الاميركية البريطانية والاسرائيلية قامت بصناعة هذا التنظيم باشراف الماسونية العالمية في السجون العراقية وخصوصاً «ابو غريب» لتشويه صورة الدين الاسلامي ووسمه بالارهاب، ولم يكن الفرار الجماعي لعتاة المجرمين من السجن المذكور مجرد عملية هروب بل عملية منظمة اشرفت عليها الاجهزة الغربية ووضعتها في الميدان، لينضم الى «داعش» كافة «الطفّار» في سوريا فباتت «الدولة الاسلامية في العراق والشام» نقطة جذب للسفاحين في كافة انحاء العالم الذين سارعوا لمبايعة البغدادي الذين وصفهم بانهم «ملائكة السماء على الارض» ومعصومون عن الاخطاء وفق تعبير الخليفة المزعوم.
وتشير الاوساط الى ان البغدادي اعلن في باكورة مواقفه ان «داعش» ستلجأ الى تحرير التكفيريين في سجن رومية وهنا بيت القصيد الذي يعيد الى الاذهان فحوى الكتاب الذي رفعه وزير العدل اللواء اشرف ريفي في منتصف عهد الرئيس ميشال سليمان واشار فيه الى ان «سجن رومية قنبلة موقوتة» قد تطيح بالسلم الاهلي وقد اكدت المجريات كلام ريفي بعد سنوات اي في المرحلة الراهنة حيث يطالب تكفيريو القلمون باطلاق سراح الاسلاميين التكفيريين مقابل الافراج عن الجنود الذين خطفوا في معركة عرسال، واضعين اهالي العسكريين بين خيارين اما قطع الطرقات والا قطعوا رؤوس المخطوفين، فاذا البلد بمفاصله بات في قبضة «النصرة» و«داعش».
وتضيف الاوساط ان البارز في المسألة مواقف رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط المتمادية في الزئبقية، فهو سبق له واعلن رفضه للتفاوض مع الخاطفين مباشرة وانما عبر وسطاء اقليميين ومن ثم انقلب على موقفه ليعلن مبدأ المقايضة المشروطة وصولاً الى السمفونية التي يكثر من تكرارها وزير الصحة وائل ابو فاعور، ولكن مع من ستتم المقايضة كون الخاطفين ينتمون الى مجموعة من التنظيمات التكفيرية، في وقت ترى مصادر متابعة للملف ان طرح مبدأ المقايضة يقوي موقف «النصرة» و«داعش» وان جنبلاط بطريقة او بأخرى اعطى ورقة ضغط مجانية للخاطفين، واذا ما اعتمدت المقايضة ماذا عن موقف اهالي الشهداء من العسكريين الذين سقطوا في مواجهات مع التكفيريين والذين عمدوا الى قطع طريق سجن رومية رداً على المطالبة باطلاق سراح السجناء من التكفيريين المتطرفين، اضافة الى ان اعتماد المقايضة تنتزع من المسؤولين المكلفين بالتفاوض عبر الوسيط القطري مع التكفيريين ورقة القوة وتدفع «بالنصرة» ومشتقاتها الى رفع سقف مطالبهم، وتجعل مستقبلاً، كل جندي هدفاً ذهبياً لهم لفرض املاءاتهم على السلطات اللبنانية، فهل يسرع جنبلاط كعادته في هذا الطرح ام انه بلغ مرحلة اليأس من الحلول كون المرجل الاقليمي في عزّ غليانه وقد ينفجر ليطيح بخرائط المنطقة لصالح خرائط ترسم في الظلال الغربية.