هل يشهد القصر الجمهوري ولادة الرئىس العتيد في الشهرين المقبلين او ما بينهما اي شباط وآذار، وهل نضجت الطبخة الرئاسية على المستوى الاقليمي والدولي ام ان انجاز الاستحقاق الرئاسي سيكون من ضمن سلة الحلول للمنطقة وفي طليعتها الاوضاع السورية بكافة تعقيداتها وسط الخلاف الحاد بين دمشق وما يسمى المعارضة على التمثيل في مؤتمر جنيف1 وهل تتيح الظروف انتاج رئىس للجمهورية بمعزل عن احداث المنطقة على خلفية عزل البلد عن الجوار الملتهب كما هو حاصل من خلال الغطاء الدولي الذي ارسى فيه استقراراً مقبولاً فيما النيران اشتعلت في سوريا وبلغت عامها الخامس؟
تتوقف الاوساط المواكبة للمجريات امام كلام ورد في صحيفة «الفيغارو» الفرنسية يوم امس لنائب رئيس مجلس الوزراء السابق عصام فارس يقول فيه «ان انتخاب العماد ميشال عون سيحصل ما بين شهري شباط واذار واذا لم يفز الجنرال فان النائب سليمان فرنجية سيكون الرئىس العتيد»، والمعروف لدى المراقبين ان فارس يعتبر من الاشخاص الذين بمقدورهم استشراف المستقبل بحكم علاقاته المتشعبة وصداقاته مع مراكز القرار سواء في باريس ام في واشنطن، وبموازاة كلام فارس ثمة حراك فاتيكاني – فرنسي لاقفال الملف الرئاسي بانهاء الشغور خشية سقوط البلد وانهياره بعدما ضرب الاهتراء كافة مؤسساته.
وتضيف الاوساط ان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند كشف في كلمته امام اعضاء السلك الديبلوماسي في الاليزيه انه «ينوي القيام بجولة في المنطقة للبحث في ازمة الفراغ الرئاسي في لبنان»، مشدداً على ان يوضع «حد نهائي لهذا الفراغ والذي قد يكون خطيراً في المستقبل، وتعرفون مدى العلاقات التي تربط فرنسا بلبنان»، مضيفاً «هنا ايضاً نحن بحاجة الى كل دول المنطقة العربية السعودية وايران وسواهما لكي نؤمن معاً السلام والوحدة وسلامة التراب الوطني لهذا البلد الصديق»، في وقت اشار فيه مصدر في الخارجية الفرنسية الى موقف فرنسا الواضح في ايجاد حل سريع للفراغ الرئاسي وفرنسا لا تؤيد اي «مرشح بنحو خاص» ما يطرح الكثير من الاسئلة وعلامات الاستفهام حول اتصاله الهاتفي بفرنجية من على متن حاملة الطائرات «شارل ديغول» اثر مبادرة الرئيس سعد الحريري بترشيحه، فهل استعجل هولاند بذلك على خلفية ان البعض صوّر له ان الامور ناضجة في لبنان وان فريق 8 آذار سيسارع فورا الى تأمين النصاب في المجلس النيابي وانتخاب مرشح الحريري.
وتشير الاوساط الى انه بموازاة موقف هولاند سارع السفير الفرنسي ايمانويل بون في الاول من امس بالقيام بجولة مكوكية الى معراب والرابية وبكفيا للاطلاع على الاجواء تمهيدا لنقل الصورة الى الإليزيه عبر وزارة الخارجية عشية زيارة رئيس الجمهورية الاسلامية في ايران الشيخ حسن روحاني كون الملف اللبناني سيكون في مقدمة المباحثات بين باريس وطهران اما على الرقعة المحلية فيبدو ان الجميع يعتصمون بحبل الصمت وان المعركة الرئاسية عادت الى مربعها الاول اي معركة نصاب حيث ان المشكلة ليست في توسط «حزب الله» لاقناع فرنجية بالانسحاب والرئيس نبيه بري بدعم الجنرال بل عند «تيار المستقبل» الذي يرفض وصول عون الى بعبدا، معتبرا ان الكلمة الفصل للمجلس بمعنى الرفض للمرشح الواحد في حال انسحب فرنجية، اما اللافت بمكان فهو موقف النائب وليد جنبلاط الذي يمّن ترشيح فرنجية ووجد في مبادرة معراب انها مطابقة لطاولة الحوار، وانه لا يزال يرشح النائب هنري حلو للرئاسة فهل باستطاعة اي ضارب بالرمل السياسي فهم هذا الموقف… ربما الامر يتعلق بالثمن الذي سيفرضه جنبلاط للسير بالاستحقاق الرئاسي