IMLebanon

جنبلاط يرسم خريطة الطريق لتيمور

اللحظة الاكثر سعادة لدى رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط، يوم البس نجله تيمور عباءة الزعامة الجنبلاطية واصفاً الحدث بانه من «حسن الاقدار» كون الزعماء الجنبلاطيين ماتوا قتلاً من بشير جنبلاط وصولاً الى والده «الشهيد المعلم». ربما هذا الامر قدر جنبلاطي عبر مسيرة دارة المختارة، وفق الاوساط المقربة منها، ويوم رمى شيخ العقل الراحل محمد ابو شقرا على كتفه العباءة الجنبلاطية اثر اغتيال والده الراحل كمال جنبلاط، ادرك الزعيم الدرزي انها عباءة ثقيلة ملطخة بالدم وبنار الحرورب الاهلية آنذاك، وما يعزيه انه البس نجله عباءة المصالحة التاريخية في الجبل التي طوت ذيول الحقبة السوداء التي تمثلت بتهجير المسيحيين.

وتضيف الاوساط ان الظروف الاليمة التي انتزعت «البيك» من حياة اللهو والسهر واغرقته في هـموم السيـاسة حضرت عميقاً في ذاكرته، اجبر على الغرق في الوحول اليومية ابان الحروب العبثية انتقالاً منها الى الحروب السياسية، كان وحيداً كالسيف فاحاطه الحرس القديم في «الحزب الاشتراكي» من النائب مروان حمادة ورياض رعد وداوود حامد وشرين فياض ومحسن دلول ويوم وصله من مديرية المخابرات في الجيش اللبنـاني ملـف اغتيال والده بالتفاصيل المملة من المخطط الى المنفذين عرض الامر على الحرس القديم فقال له دلول آنـذاك: اذا كنت ستعمل في السياسة فعليك دفن هـذا الملـف، وهو منذ تلك اللحظة كان حقده يتراكم علـى النـظام السوري الذي يتهمه جنبلاط باغتيال والده، وغالباً ما كان يضع الملف المذكور عندما يحشر في مقابلاته الصحافية على الطاولة امامه طالباً من محاوره على الا يجبره على فتح هذا الملف كلما تذبذبت الامور بينه وبين والي عنجر.

وتشير الاوساط الى ان الخطوة الثانية للزعيم الدرزي بعد توريثه تيمور تتجسد في رسم الصورة المستقبلية على صعيد مسيرة وريثه السياسية داخل الجبل الدرزي من جهة وعلى صعيد الاداء الحزبي من جهة ثانية وسبق له وان اعلن انه ليس كوالده «المعلم» وتيمور لن يكون وليد جنبلاط «فلكل شخصيته واسلوبه وظروفه الا ان ذلك لا يمنع ا ن يمهد الطريق بسلاسة لوريثه، على خلفية ان طريقه هو غالباً ما كانت صعبة ووعرة ومليئة بالمخاطر، فعلى صعيد «اللقاء الديموقراطي» سيكون هناك تغيير بنسبة 70% كما اعلن في مؤتمره الصحافي السبت الفائت مرشحاً الدكتور بلال عبد الله مكان علاء الدين ترو في لفتة حملت الكثير من الرموز والثوريات التي يشتهر بها جنبلاط واصفاً ترو «بالمناضل العريق والمقاتل الشريف، عرفته منذ عقود والتقيت به على جبهة صنين، كان يستلم آنذاك الفصيل الذي كان متواجداً على محور قاع الريم وكان من مهماته التصدي آنذاك في العام 1976 للجيش السوري الذي دخل من هذا المحور ومن محاور اخرى»، اما لجوءه الى هذه السردية فربما اراد من خلال ذلك الاشارة الى ان عداءه لدمشق سيورثه لنجله على خلفية «ان لا مصالحة معها»، وان النائب غازي العريضي الذي كلفه سابقاً بالملف السوري لن يعود ثانية الى الندوة النيابية».

وتقول الاوساط ان تنويه جنبلاط بعبدالله الذي التقاه في اجتماع للطلاب في مدينة ليننغراد الروسية اواخر السبعينات وكان طالب طب. فقد اراد من خلال ذلك الاشارة الى ان علاقته مع روسيا اليوم هي نفسها كما كانت في عهد الاتحاد السوفياتي من حيث الصداقة التي اهتزت مع بداية الحروب السورية وسارع جنبلاط بترميمها في زيارته الاخيرة لموسكو مصحوباً بوريثه وعاد منها محملاً بالنصائح التي يعمل من خلالها على الا تكون خطوات في الفراغ في زمن تتغير فيه الدول وما يعد للمنطقة اكبر من الجميع.