Site icon IMLebanon

مواقف جنبلاط من «النصرة» والمخطوفين لا تعكّر علاقته مع حزب الله

إنعكست المواقف الجنبلاطية حول قضية العسكريين المخطوفين على علاقاته السياسية، وتحديداً مع أطراف قوى الثامن من آذار، ولا سيما «حزب الله»، بحيث زاد «الطين بلّة» إعتبار رئيس الحزب الإشتراكي أن جبهة «النصرة» غير إرهابية، وهي فصيل من المعارضة السورية. وفي الوقت عينه، كان هنالك استياء جنبلاطي من مواقف وزير العمل سجعان قزّي حول المقايضة بين العسكريين المخطوفين والأصوليين في سجن رومية، وهنا، تقول مصادر متابعة للحراك الجنبلاطي أن هذا الأمر لن يرتدّ سلباً على علاقة زعيم المختارة بالرئيس أمين الجميّل، حيث تربطهما علاقة عائلية أكثر من وطيدة. وتلفت في هذا السياق المصادر ذاتها، إلى دلالة زيارة الجميّل إلى خلوات البيّاضة في حاصبيا، المركز الديني الأبرز لطائفة الموحّدين الدروز، حيث حظي رئيس الكتائب باستقبال لافت، وأشاد بدور النائب جنبلاط.

أما على مستوى العلاقة مع «حزب الله» في ظل الخلاف والتباين الحاصل بين التقدّمي و«حزب الله»، فتشير المصادر إلى أن هذا الأمر واضح، ولا لبس فيه، وذلك بسبب النظرة المختلفة بين الطرفين إزاء الصراع الدائر في سوريا، وكذلك بالنسبة لمشاركة «حزب الله» في الصراع الدائر في سوريا إلى جانب النظام السوري، إضافة إلى موقف جنبلاط من جبهة «النصرة»، وصولاً إلى موقفه من قضية العسكريين المخطوفين لدى «داعش» و«النصرة». وعلى الرغم من ذلك، فإن القرار ثابت لدى النائب جنبلاط بالإستمرار في تنظيم الخلاف مع «حزب الله» بحسب المصادر، وتفادي أي صدام سياسي معه، أو أن تؤثّر مواقفه السياسية بشكل سلبي على مسار هذه العلاقة، وهو ما برز خلال الأسبوع الماضي، وجرى التأكيد عليه، في اللقاء الذي انعقد بين قيادتي الحزبين في الشويفات، حيث جرى التأكيد على استمرار التواصل الميداني بينهما، بالإضافة إلى مشاركة مسؤول «حزب الله» في الجبل الحاج بلال داغر في معظم المناسبات الإجتماعية والسياسية للحزب التقدّمي، وهذا الأمر ينسحب أيضاً على الحزب التقدمي الإشتراكي، الذي ينسّق في الجبل مع قيادة «حزب الله» تحت سقف التوافق على الإستقرار، ومنع أي احتكاك، وترك معالجة الأمور الأمنية إلى الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي، وصولاً إلى رفع الغطاء عن كل من يسعى إلى خلق بلبلة أو اضطراب أمني بين الطرفين. وهنا أيضاً تشير المصادر، إلى أن العلاقة بين ممثّلي الحزبين في مجلس الوزراء ممتازة، وهو ما ظهرت معالمه خلال تكريم وزير الزراعة أكرم شهيّب الذي يزور الجنوب لأول مرّة بعد الذي سُجّل من توتّر على صعيد العلاقة الأمنية مع «حزب الله» في الأعوام الماضية. وكان لافتاً في هذا المجال، مبادرة رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» الحاج محمد رعد، إلى إقامة مأدبة تكريمية للوزير شهيّب.

وأخيراً، ترى المصادر نفسها، أن خلفية المواقف الجنبلاطية معروفة الأهداف والأسباب من قبل معظم القوى السياسية ومنهم «حزب الله»، حيث يسعى زعيم المختارة لعدم نقل الفتنة إلى منطقة العرقوب وراشيا، أو التصادم بين الدروز والنازحين السوريين، والسنّة بشكل عام، وذلك على خلفية ما يجري في سفح جبل الشيخ ومنطقة السويداء وعرنة ودرعا وسواهم، ولذا فإن رئيس الحزب الإشتراكي يقوم بتدوير الزوايا منعاً لأي فتنة لا تُحمد عقباها في حال اندلعت، كما حصل لدى خطف العسكريين، وأعمال الشغب التي سُجّلت في منطقة راشيا بعد هذا الحادث. ولهذا الغرض يتّخذ النائب جنبلاط مواقف قد لا ترضي «حزب الله» وحلفاءه، ولكنه في سياق العمل على حماية طائفته والجبل، يقدم على اتّخاذ مثل هذه المواقف. وفي هذا المجال تردّدت معلومات عن أن النائب جنبلاط يدرس مسألة شهادته في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في لاهاي بكثير من العناية، كي لا يؤدي هذا الأمر إلى إشكالية مع «حزب الله».