IMLebanon

جنبلاط «الهادىء» يستعدّ لخطوات مصيرية

يسعى رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط، إلى مهادنة العهد الجديد بخلاف ما كان درج عليه في أيام رؤساء الجمهورية السابقين، إنما باستثناء الرئيس السابق ميشال سليمان، الذي كان حليفاً وصديقاً له طوال فترة توليه الرئاسة، حتى أنه وضع صورته في صالون قصر المختارة إلى جانب صور زعماء عرب. ومن ضمن هذا السياق، يُنقل عن مقرّبين من زعيم المختارة، بأنه يدرك تماماً الظروف الصعبة التي تحيط بلبنان والمنطقة، كما أنه لا يترك مناسبة إلا ويبدي خلالها مخاوفه وقلقه من المتغيّرات والتحوّلات في المنطقة.

في الموازاة، فإن جنبلاط قد أعرب في جلسات خاصة، وإلى مقربين منه، عن استيائه من المشهد الإقليمي ومن المواقف الدولية إزاء تطوّرات الوضع في سوريا، حيث أنه يكشف عن مخاوف من المرحلة المقبلة. وهو يرى وجوب دعم العهد والإبتعاد عن كل المعارضات التي سبقت الإنتخابات الرئاسية وتلتها أيضاً. ولذلك، كان القرار بالإقتراع ونواب كتلته لانتخاب العماد ميشال عون رئيساً للجمهورية، والثبات على المسار الإيجابي الداعم للعهد من خلال تسهيل عملية تشكيل الحكومة، وأكد للرئيس المكلّف سعد الحريري أنه مستعد لتقديم كل المساعدة اللازمة لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، وأنه غير متمسّك بأي حقيبة وزارية من أجل تأمين وتسهيل مهمة الرئيس المكلف وانطلاقة العهد الجديد.

وينقل المقربون من جنبلاط، بأن التوجّه الجنبلاطي قد ترك انطباعات إيجابية لدى المعنيين بعملية التشكيل، حيث أن الدكتور سمير جعجع يؤكد أن جنبلاط قد كان له موقف بالغ الإيجابية في الإنتخابات البلدية السابقة، وتحديداً في البلدات والقرى المسيحية في الجبل، حيث ترك للعبة الديمقراطية أن تأخذ مداها، وهو مستمر على هذا النهج من خلال أدائه السياسي اللافت في الإستحقاق الرئاسي، كما في عملية تأليف الحكومة، وذلك خلافاً لغيره من المسؤولين الذين لا يسهّلون مهام الرئيس المكلف.

من هذا المنطلق، فإن جنبلاط، مستقرّ اليوم في هدوئه الذي ينقله عنه المقرّبون، كما الزوار، حيث أنه انتقل من مرحلة المعارضات عندما كان رقماً صعباً في قيادة الحملات السياسية، إذ كان يربك العهود ورؤساء الحكومات من خلال مواقفه الشرسة والتصعيدية. وبحسب هؤلاء، فإن متغيّرات عدة قد دفعت نحو هذا الواقع المستجدّ، وهي شخصية وسياسية في آن، فقراءته السياسية للمسارين الإقليمي والدولي، وتحديداً للحرب في سوريا، هي التي تملي عليه التفكير الهادئ وغير المتسرّع لاستشراف المرحلة المقبلة، والتحوّلات الجذرية في خارطة المنطقة كما العالم، والتي تفترض على اللبنانيين الحفاظ على الإستقرار وعدم الذهاب نحو أي تصعيد في اللحظة الدولية الدقيقة.

وفي هذا الإطار، علم أن رئيس «اللقاء الديمقراطي»، سيقدم في الفترة الزمنية المقبلة على خطوات كبيرة قد تكون الأهم في تاريخه السياسي، إذ أنه سيتنحى عن منصبه النيابي ليترأس نجله تيمور لوائح الشوف وعاليه والمتن إلى جانب المرشحين من المحازبين والأصدقاء. وبعد الإنتخابات النيابية، سينخرط نجله في المعترك السياسي بشكل فعلي، لكنه اليوم لا يرغب بأي ظهور سياسي، كما أنه يبتعد عن الإعلام قبل أن يحصل على وكالة شعبية، وهذا أمر محسوم بالنسبة إليه. وبالتالي، فإن زعيم المختارة، هو في صدد إجراء تغييرات ضمن طواقمه الحزبية والنيابية والوزارية، كما يستعد لعقد مؤتمر عام للحزب، على أن يتنحى لاحقاً عن رئاسة الإشتراكي، فيما تقرّر الجمعية العامة هوية الرئيس العتيد. وقد بدأت الجمعيات الحزبية في المناطق بالإجتماع وإعداد التوصيات لرفعها إلى أمانة السر.

وخلص المقرّبون من جنبلاط، إلى أن المفاجآت ليست مستبعدة سواء عبر تغريداته على «تويتر»، أو عبر مواقف سياسية قد يطلقها في أي توقيت يراه مناسباً، وذلك على الرغم من سياسية التأمل والهدوء. ولكن من المؤكد أنه بدأ يشعر بالقرف السياسي ويرغب بالسفر إلى الخارج، كما أنه يتجنّب الصدامات مع أي مكوّن سياسي محلي، ولذلك، امتنع عن التعليق على العرض العسكري في القصير، أو ما جرى في الجاهلية إلا على طريقته في «تويتر»، مشدّداً في الوقت نفسها على محازبيه ضرورة التزام الهدوء وعدم الوقوع في براثن الفتنة.