هل تقاعد فعلا النائب وليد جنبلاط ام ان افساح المجال لنجله تيمور باستقبال الوفود كما درجت عليه العادة في قصر المختارة مجرد «بروفا» ليبني على الشيئ مقتضاه، في معلومات اشخاص من الحلقة الضيقة ان الزعيم الدرزي جاد في قضية توريث نجله منطلقا من النقطة الاصعب وهي الاستقبالات، لقد قلب جنبلاط سلم الاولويات حيث ان هذه الخطوة وفق ما هو معروف تأتي في اخر سلم الاولويات كون الخطوة الاولى تتمثل بالانتخابات النيابية ونقل مقعده الى نجله والخطوة الثانية تتجسد بتوريثه رئاسة «الحزب التقدمي الاشتراكي» وتأتي اللقاءات مع الوفود الشعبية، والسياسية تتمة للخطوتين المذكورتين، وربما اراد جنبلاط الانطلاق بشكل معاكس «ليدعك» نجله طالما ان المقعد النيابي «تحصيل» حاصل ولو بعد حين وفق المثل، كون استقالته المكتوبة من البرلمان لن تسمح له الظروف بتلاوتها بالاضافة الى نصيحة رئيس مجلس النواب نبيه بري له بالتريث كون الاوضاع الاستثنائية لا تسمح بانتخابات فرعية قد تفتح ابوابا لا يريد «ابو مصطفى» فتحها وهو يجاهد لعقد جلسة تشريعية عامة دون ان يلقى تجاوبا من الممددين لانفسهم.
وتضيف الاوساط ان جنبلاط اراد ان يفاجئ الجميع باستعجاله تسليم مهامه لتيمور واللافت كانت في غيابه عن الحضور ولكنه لم يكن غائبا عن السمع بل راقب عن بعد معتبرا ان نجله في ايد سياسية امينة يكرسها حضور النائب مروان حماده بصحبة نجله تيمور هذا الحضور الذي هو اشبه بالمبايعة ويحمل رمزية معروفة كون حماده كان من ابرز الذين حضنوا جنبلاط اثر اغتيال والده كمال مسددا خطواته السياسية، وكما الاب كذلك الابن، وكما حماده حضر اللقاء البكر لتيمور النواب الجنبلاطيون اكرم شهيب ونعمة طعمة وعلاء الدين ترو ووائل ابو فاعور المعاون السياسي لسيد المختارة الجديد.
وتشير الاوساط الى ان المفارقة البارزة غياب النائب غازي العريضي عن الحضور كون الود مفقودا بينه وبين جنبلاط الاب والابن وان رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي اصطحبه الى لاهاي لانه كان مسؤولا عن ملف العلاقات بين جنبلاط والقيادة السورية ليستعين به في بعض المسائل والوقائع والتواريخ في لقاءاته مع السوريين لاكثر من ربع قرن ابان حلفه المقدس مع الخندق الدمشقي، ما يطرح السؤال حول العلاقة الحقيقية بين العريضي وجنبلاط لا سيما وان الامور بينهما ليست باحسن حال ولن يكون العريضي في المستقبل من المحسوبين على المرشحين الجنبلاطيين للمجلس النيابي القادم، وسبق لجنبلاط ان شطب اسمه ايام تقديم الترشيحات قبل التمديد للمجلس الراهن.
وتقول الاوساط ان جنبلاط وفق المعلومات يجهز نفسه للانتقال الى باريس لا سيما وانه في شهادته امام المحكمة الدولية تخطى كافة الخطوط الحمر واتهم رأس النظام في سوريا باغتيال الرئيس رفيق الحريري وانه تلقى تحذيرات ونصائح من حلقته الضيقة بوجوب المغادرة كون مسلسل الاغتيالات لم يقفل ولن تستطيع ردعه «لا المحكمة الخاصة بلبنان» ولا اية محكمة خصوصاً وان الفوضى العارمة في المنطقة تبيح كل شيء وخلطت الاوراق والحدود والانظمة، خشية ان يتكرر التاريخ كون الزعماء الجنبلاطيين من بشير جنبلاط وصولاً الى والده الراحل كمال سقطوا قتلاً.
وترى الاوساط نفسها ان جنبلاط رسم الخطوط العريضة لنجله سياسياً وحزبياً وشعبياً في مرحلة هي الاكثر استثنائية وان تيمور سيتبع القاعدة المعروفة لدى الدروز في «الاستتار بالمألوف»، وان رحيله الى باريس سيعطيه الوقت الذي يفتقده لكتابة مذكراته الحافلة بالاحداث الكبرى لا سيما وانه عايش الحروب العبثية على الساحة المحلية وشهد نهاية «الثورة الفلسطينية»، واجبر على استقبال شيمون بيريز في قصر المختارة ابان الاجتياح الاسرائيلي عام 1982، كما كان شاهداً على تهجير وقتل المسيحيين في الجبل وشاهداً ايضاً على عودتهم واقفال هذا الملف بالمصالحة التاريخية التي ارساها مع البطريرك السابق مار نصرالله بطرس صفير، وباستطاعته ان ينظر طويلاً على «ضفة النهر».