Site icon IMLebanon

جنبلاط راض بقدره كونه «راقص عزرائيل» اكثر من مرة

بين رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط وعزرائيل لقاءات حصلت اكثر من مرة وكان قدر الزعيم الدرزي النجاة من الموت، فليس جديداً في مسيرته ان يتعرض للاغتيال فهو يعرف كما تقول اوساطً مقربة منه، انه مستهدف من عدة جهات لما سيخلفه مقتله لا سمح الله من تداعيات كونه من كبار حجارة لعبة الدومينو اذا سقط حجر منها تموت بقية حجارة اللعبة، وربما هذا ما يسعى اليه التنظيم التكفيري «داعش» للدخول الدموي الى الساحة المحلية اثر انهياراته الكبيرة في سوريا والعراق وتشديد الحصار عليه في جرود عرسال والقلمون حيث برعت مدفعية الجيش اللبناني في تقليم اظافره ودمر احلامه باجتياح عرسال وجعلها امارة ينطلق منها لتهجير البلدات المسيحية والشيعية في البقاع الشمالي، ما رتب عليه تغيير استراتيجيه وتكتيكه لاطلاق «التانغو» الدموي في لبنان من نافذة الاعداد لاغتيال شخصيات وازنة، وربما اعتبار «داعش» جنبلاط كهدف ذهبي يراهن من خلاله لو حصل، لا سمح الله على ردة الفعل الدرزية ربما باتجاه المسيحيين والاطاحة بالمصالحة التاريخية تضيف الاوساط التي ارساها جنبلاط والبطريرك الماروني السابق مار نصر الله بطرس صفير في الجبل والتي اعاد مباركتها البطريرك مار بشارة بطرس الراعي بعد 15 عاماً على انجازها بتدشين كنيسة سيدة الدر حيث شهدت المختارة عرساً وطنياً جامعاً، ما يؤكد على الدور الريادي لجنبلاط على الحلبتين الوطنية والدرزية ما يرفع منسوب اسهمه لدى «داعش» كهدف ذهبي يقلب الطاولة على كافة الافرقاء.

وتضيف الاوساط ان موقف جنبلاط في الاول من امس في احتفال مؤسسة العرفان التوحيدية حيال تهديده بالاغتيال يدل على قناعته المطلقة بأن مسألة الحياة والموت هي مسألة اقدار ولم يعد يقلق على حياته وتجلى ذلك بكلامه «ايا كانت رسالة التهديد اكانت من قريب او بعيد بعد كل هذا العمر بتكل على القدر والله»، محملاً رسالته الكثير من المضامين، فهو يرى انه مستهدف من اكثر من جهة وليس فقط من «داعش» وان ما كتب في لوح القدر لا مفر منه على صعيد الحياة او الموت، واشارت الاوساط الى ان جنبلاط تعرّض لاكثر من محاولة اغتيال كتب له النجاة منها من التفجير الذي استهدفه ايام الحروب العبثية الى حادثة «المندرين» حيث اتكأ على سيارة مفخخة اعدت لاغتياله لكن الامر فشل كونه كان بصحبة الموفد الاميركي موريس درايبر وصولاً الى خطفه في «المنطقة الشرقية» وانقاذه على يد الراحل داني شمعون، وصولاً الى القلم المفخخ الذي ارسله اليه ابو هيثم جمال كرارة، ناهيك بتهديدات نظام الوصاية له كما اعلن اكثر من مرة اضافة الى انه شهد مسلسل الاغتيالات التي بدأت بمحاولة اغتيال رفيقه النائب مروان حمادة واغتيال الشهيد الرئىس رفيق  الحريري وبقية قيادات «ثورة الارز» الذي كان جنبلاط رأس حربتها، ولكن الاشباح فشلت في اصطياده وبقي على «الضفة في انتظار مرور جثة خصومه».

وتشير الاوساط الى ان سيد المختارة سارع الى الباس العباءة الجنبلاطية لنجله تيمور لقيادة الطائفة «ومن حسن الاقدار» كما قال يومذاك، كونه مسكون بهاجس قدر الزعماء الجنبلاطيين الذين قضوا اغتيالاً وقتلاً من بشير جنبلاط وصولاً  الى والده الراحل جنبلاط، فتاريخ آل جنبلاط مسيرة شاسعة من الدماء والدموع، وربما قدر جنبلاط ان يتفرد بينهم بالباس العباءة لسلفه وتثبيت اقدامه في فن الممكن فالزمن رديء وما حصل في لبنان من حروب يعد «لعب اولاد» قياسياً على ما يحصل في سوريا والعراق فجنبلاط ولاول مرة في تاريخه يبدو انه راض بقدره ومقتنع انه «خدم عسكريته» بامتياز الا ان ما ينغص احلامه انسداد افاق المنطقة حيث لا حلول وهو على قناعة ان الحروب في المنطقة لا تزال في اول الرقص.