IMLebanon

جنبلاط يسعى لانشاء مجلس الشيوخ لتعويم زعامته

لا ينكر رئيس «الحزب التقدمي الاشتراكي» النائب وليد جنبلاط ان ايام الزمن الجميل ولت الى غير رجعة وان الزعامة الجنبلاطية لن تكون في احسن احوالها في الزمن الرديء حيث انهارت رهاناتها على صعيد المجريات السورية الى حد ملّ الزعيم الدرزي من «الوقوف على ضفة النهر في انتظار مرور جثة خصمه»، لتسكنه الهواجس وهو المتوجس بطبعه من علامات الازمنة وفق الاوساط المواكبة لمسيرته السياسية الحافلة بكثير من المحطات المفرحة طوراً والمحزنة في اطوار اخرى، الا ان كل الهموم الجنبلاطية تبقى في كفة وتوريث الزعامة لنجله تيمور في كفة اخرى، ولعل اكثر ما يقلق جنبلاط ان «يقلّع» وريثه بما تبقى من رصيده وخصوصاً انه بات محكوماً بقبول الواقع المرير المتمثل بنشوء ظاهرة فتية تُشكل خطراً حقيقياً على امجاد المختارة بعدما هبت باتجاهها رياح الجاهلية، «فالاستعراض الرياضي» الذي اقامته «سرايا التوحيد» التي انشأها الوزير السابق وئام وهاب، وان تلقفها جنبلاط بتغريدة ساخرة الا انها تخفي قلقاً حقيقيا لدى الزعيم الاشتراكي على خلفية انها رسالة ممن يستمد وهاب «ماويته» منها اي «حزب الله».

وتضيف الاوساط نفسها ان الزيارة التي قام بها وفد قيادي من «حزب الله» الى كليمنصو ضم المعاون السياسي للامين العام للحزب السيد حسن نصرالله ومسؤول الارتباط والتنسيق وفيق صفا تركت ارتياحاً وهدأت خواطر الزعيم الاشتراكي الى حد وصفها قيادي في «الاشتراكي» بأنها طوت صفحة الالتباس وان العلاقة الثنائية بين الطرفين استرجعت ألقها سواء على صعيد توثيق التعاون في الملفات الداخلية وتنظيم الخلاف في القضايا المتباينة بينهما وربط النزاع في مساحة الخلاف ولا سيما في الملف السوري. وجاء كلام السيد نصرالله حول «دعم النسبية لا يلغي ضرورة تفهم هواجس القلقين واخذها بعين الاعتبار» ليزيد من ارتياح جنبلاط كونه المعني اساساً بالامر، وخصوصاً وان النسبية مقتل للزعيم الدرزي الذي يرفضها جملة وتفصيلاً على صعيد البيدر الانتخابي المرتقب، فالنسبية التي يرى فيها صديقه رئيس مجلس النواب نبيه بري خلاصاً للبنان هي اشبه بمقصلة لزعامة جنبلاط واذا ما اعتمدت في القانون الانتخابي الجديد فانها ستحوّل المختارة كمرجعية وطنية الى مرجعية مناطقية لا تتعدى الرقعة الدرزية وليس بمجملها.

وتشير الاوساط الى ان الارتياح الجنبلاطي بعد زيارة وفد «حزب الله» لكليمنصو وكلام نصرالله لا يقلّل من هواجس «ابو تيمور» تجاه الاطراف الاخرى وفي طليعتها التحالف العوني – القواتي وتداعياته على صعيد الشوف وعاليه لما يمثله الناخبون المسيحيون من ثقل وازن اضافة الى الاختراق الذي احدثه توزير طارق الخطيب في الاقليم وتوزير غطاس خوري من الشوف وما يعنيه الامر في حساب الربح والخسارة لدى جنبلاط الذي بدأ يتوجس من حالة حصار قد تطيح ما تبقى من زعامته وتجعل انطلاقة وريثه السياسية تعاني من حالة ضعف وبحاجة الى رافعة غير متوافرة في «فن الممكن»، بعدما كان يتغنى «ببيضة القبان» التي احتاج اليها معظم السياسيين في المحطات المفصلية، ووفق المراقبين سيسعى جنبلاط الى استعمال «الخرطوشة» الاخيرة لتعويم زعامته بالدعوة الى تطبيق «اتفاق الطائف» كلياً وانشاء مجلس للشيوخ تناط رئاسته بالدروز فيستعيد بذلك ما خسره في المرمح السياسي علماً ان رئاسة هذا المجلس ستشعل التجاذبات لدى مذاهب اخرى وفي طليعتها الروم الارثوذكس الذين يرون في المحاصصات السياسية غبناً على صعيد دورهم في اللعبة السياسية.

«الساحر».. وأبو تيمور

غرد رئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط عبر حسابه على تويتر قائلا: «وفي ساحة الفناء في مراكش أكد لنا ساحر معروف أن اللقاء الديموقراطي أعطى الثقة بالاجماع». وأرفق تغريدته بصورة له ولزوجته نورا جنبلاط مع عراف».