IMLebanon

جنبلاط هدّد بطرق ابواب «حارة حريك»… فتدخلت واشنطن والرياض

 

محاولة وزيرة التنمية للشؤون الادارية مي شدياق «تجميل» العلاقة بين «بيت الوسط» و«معراب» من خلال نفي معلومات «الديار» عن «رسالة» «الاستياء» من قبل الرئيس سعد الحريري الى الدكتور جعجع، لم تكن موفقة، لانها اكثر العارفين بطبيعة الكلام الذي سمعته في القصر الحكومي، وهي تدرك انه تم تسريبه عن سابق «تصور وتصميم»… لكن الامر الثابت والذي لا يحتاج الى الكثير من التدقيق هو ان العلاقة ليست على خير «ما يرام» ولا يمكن ادعاء عكس ذلك، بدليل «مسيرة» التنازلات «المحبطة» التي اجبرت القوات اللبنانية على تقديمها حكوميا، وثمة قناعة عن كل «القواتيين» انها ماكانت لتحصل لولا «خذلان» رئيس الحكومة «بتواطئه» مع الوزير جبران باسيل الذي يعمل على اضعاف «القوات» ونسف نتائج الانتخابات النيابية… ولعل ما قاله بالامس «صراحة» الوزير مروان حمادة بان «الزعل» هو على رئيس الحكومة وليس منه بعدما اختار التخلي عن تحالفاته «التاريخية» يعبر عن حقيقة لا يمكن تجاهلها ومن ضمن هؤلاء طبعا «القوات» التي لا يستقيم التحالف معها مع اعادة «احياء» التسوية الرئاسية بنسخة جديدة تم تنقيحها في باريس… واذا كانت «معراب» قد اختارت المواجهة «بصمت»، فان «المختارة» اختارت «الصراخ العالي» لتوصيل «رسائل» الى الرعاة الاقليميين والدوليين «لثورة الارز» لافهامهم ان الامور قد تخرج عن «السيطرة» وقد تضطر معها «كليمنصو» الى طرق «ابواب» «حارة حريك».. فجاء التحرك العاجل لوقف التدهور فولدت عندها «التهدئة»…

 

وفي هذا السياق، تؤكد اوساط سياسية مطلعة، ان الاميركيين الذين «هرعوا» لاستكشاف تفاصيل الخلاف «المفاجئ» بين الحريري وجنبلاط، طالبوا من خلال السفيرة الاميركية في بيروت اليزابيت ريتشارد فترة من «الهدوء» كي تتم معالجة الازمة على نحو يرضي جميع الاطراف، وهو امر شجعت عليه السعودية التي تعتبر «الانشقاقات» في صفوف القوى الحليفة لها انتصارا مجانيا لحزب الله من غير المفيد تظهيره في هذه المرحلة مع انطلاقة العمل الحكومي، حيث كان التعويل على هذه القوى مجتمعة للتخفيف من حدة نفوذ الحزب داخلها، لكن «الصدمة» كانت من خلال ذهاب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي نحو «تصعيد» دون سقوف، على عكس القوات اللبنانية التي لديها ملاحظات جوهرية على اداء الرئيس الحريري لكنها اختارت «الكولسة» والعمل من وراء «الستارة» لمحاولة وقف الانهيار السياسي الذي تسبب به رئيس الحكومة «المستسلم» «لقضاء وقدر» وزير الخارجية جبران باسيل..

 

ووفقا لتلك الاوساط، فان الساعات القليلة التي سبقت دخول «التهدئة» حيذ التنفيذ شهدت مؤشرات «مقلقة» مصدرها «كليمنصو»، دفعت السفارة الاميركية في بيروت الى التحرك سريعا، وجرى التنسيق مع السعوديين للملمة الازمة قبل خروج الامور عن «السيطرة»… وفي هذا السياق تقصد جنبلاط توزيع «رسائله» عبر القنوات المعتادة مع «الحلفاء»، وفيها كلام كبير من قبله عن شعورلديه بان ثمة من يريد ان يقدمه «قربانا» على طريق استعادة العلاقات مع سوريا، وهو لن يقبل بان يكون «كبش فداء» عند احد،واذا كانت من اثمان يجب ان تدفع «فمعليش» لن تدفع من «كيس» «المختارة»، واذا كان المطلوب من وليد جنبلاط ان يبقى في «الميدان» وحده «ليحرق» نفسه، فهو ليس مستعدا «للانتحار»، والسؤال المطروح دون مواربة، هل هذه هي المكافئة على دوره «كرأس حربة» في المواجهة مع النظام السوري طوال السنوات الماضية؟ وهل المطلوب القضاء على «زعامته» في الجبل؟ ومن هو المستفيد؟

 

وبحسب تلك الاوساط، كان جنبلاط صريحا في معرض تقييمه لتصرفات رئيس الحكومة الذي تجاوزه في السياسية وكذلك في التعامل «الاخلاقي»، وابلغ من يعنيهم الامر انه اذا كان هناك قرار بتحويله الى «كومبارس» في المشهد السياسي، فهذا سيكون له تداعيات غير منظورة في السياسة خصوصا في لحظة شديدة التعقيد حيث يقوم «التحالف الدرزي» المحسوب على سوريا بهجوم حاد تجاوز كثيرا «الخطوط الحمراء» المعتادة… وهذا امر مفهوم من قبل النظام السوري الذي استعاد بعضا من «عافيته»… لكن من غير المفهوم كيف تحول الحريري الى «شريك» في هذه المواجهة بالتكافل والتضامن مع التيار الوطني الحر الذي يعد «العدة» «لتعبيد الطريق» الى دمشق…؟

 

ولم تتوقف الامور عند هذا الحد «جنبلاطيا»، وبحسب تلك الاوساط تقصد الحزب الاشتراكي تسريب معلومات حيال حصول اتصال هاتفي بين الوزير السابق غازي العريضي والمعاون السياسي للامين العام لحزب الله الحاج حسين خليل، وفي هذا الاطار، اوضح جنبلاط امام عدد من زواره بانه يدرك جيدا ان «ابواب» «حارة حريك» ليست مقفلة في وجهه، والعلاقات مع حزب الله «مستقرة» وثمة تفاهمات لا تزال صامدة على كيفية ادارة الامور المختلف حولها خصوصا العلاقة مع دمشق، والمح الى امكانية متاحة لتعزيز هذه العلاقة خصوصا مع التقارب الكبير في مقاربة الكثير من الملفات الداخلية، ولفت في هذا السياق الى انه لا يزال يحافظ على علاقته «التاريخية» مع الرئيس نبيه بري، وهو احد العوامل المساعدة على «ترميم» ما تبقى من اختلافات مع الحزب، ملمحا الى ان خياراته ستكون مفتوحة اذا ما شعر ان ثمة قرار بمحاصرته تمهيدا «لعزله» وتطويقه سياسيا،وكان اكثر صراحة بقوله «اذا تفاهمنا مع «الحزب» نعرف جيدا انه يملك «مفاتيح» كل «اللعبة» لدى «الجوقة» الشغالة ضدنا، والكل في محور «الممانعة» «بيمشوا» وراءه، لكن من غير المفهوم مع «الشيخ» سعد من «يدير اللعبة»؟ ووفقا لاي مصلحة تدار، فاذا كان المطلوب «اعدامنا» سياسيا، فعندها ستكون الخيارات مفتوحة، واذا «الاخوة» بالسعودية والاصدقاء «بعوكر» راضيين «هيك» عندها ليتحمل كل واحد مسؤولية خياراته.

 

ووفقا لتلك المصادر، يدرك جنبلاط انه بدون «العصب» السني الذي يمثله رئيس الحكومة لا يمكن الاستمرار في الموقف المتشدد تجاه النظام السوري، ولذلك شعر «بالارتياب» من قرار الحريري التخلي عن وزارة شؤون النازحين، «وتلزيمها» للحزب الديموقراطي، وتكليف حسن مراد بالعلاقات التجارية الخارجية، والمقصود عمليا تفعيل العلاقة مع دمشق، واعطاء الوزير جبران باسيل «هامشا» واسعا «للعبث» في هذا الملف بعيدا عن التضامن الحكومي، وهو لم يكن على اطلاع على اي تحولات في الموقف السعودي، كما يدرك ان الاميركيين ما يزالون عند موقفهم «لفرملة» التطبيع مع دمشق، ولذلك كانت مواقف الحريري مفاجئة بالنسبة اليه، وهو ما دفعه الى «رفع» «الصوت» عاليا… وسئل مباشرة وعبر موفديه…اذا كان هناك ثمة قرار باعادة تأهيل» النظام السوري… «اقله خبرونا» وكل واحد عندها «ينزع شوكه بايده»..

 

وازاء هذا «الغضب» الجنبلاطي جاء التحرك السريع على اعلى المستويات «للجم» التدهور في العلاقة، وقد سمع جنبلاط كلاما «مطمئنا» من السعوديين والاميركيين في الملف السوري، لكن الامور تحتاج الى ترجمة عملية للملفات الداخلية كي تستمر فترة الهدوء طويلا خصوصا ان الاعتقاد السائد في «كليمنصو» بان ثمة التزامات قدمها الرئيس الحريري للوزير باسيل في باريس وهي لا تزال موضع قلق جدي لدى «المختارة».