Site icon IMLebanon

جنبلاط للسعوديّة : بمقدوري الوقوف ضدّ حزب الله نحن نشكل الأغلبيّة في مجلس النواب  

اذا كان رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي يقف على مسافة واحدة بين فريقي 8 آذار و14 منه فيبدو وفق المجريات انه يستعد لاستدارة جديدة ربما تجعله في اقصى اليمين المتطرف، اي ما عرف «بثورة الارز» الا ان اللافت في الامر ان «الثوار» المعروفين غادروا مواقعهم بعدما انفضى عقد الاذاريين، وان المليونية باتت في خبر كان والى غير رجعة لالف سبب وسبب خصوصا ان الزلازل الكبيرة في لعبة الامم اكبر من حجمهم بكثير وان اللاعبين الصغار لا دور لهم في لعبة الكبار اكثر من استعمالهم وقودا للحرائق المتنقلة على رقعة الهلال الخصيب والمغرب العربي وفق اوساط مواكبة لايقاع الهزات الارتدادية الكثيرة.

وما يزيد الطين بلة وفق الاوساط نفسها، ان جنبلاط لم يتعلم اي درس من تجاربة السياسية، وان انقلاباته السريعة وانعطافاته الخطرة قد تطيح كل رهاناته، وان استقتاله لتقديم اوراق اعتماد جديدة لاسترضاء السعودية واخرها الورقة اليمنية لن تجدي نفعا، بل سترتد وبالا عليه على الرقعة السياسية بعد انقلابه على مقولة «تنظيم الخلاف» مع «حزب الله» في توصيفه لخطاب السيد حسن نصر الله الاخير «بالخطاب الموتور» متسائلا «شو صاير عليه» فهل اراد من توصيفه هذا تقديم اوراق «للنصرة» ام للسعودية ام للاثنين معا على خلفية اصابة عصفورين بحجر واحد؟

وتضيف الاوساط ان الزعيم الدرزي الذي كان يشكل رأس حربة لفريق 14 آذار سببت مواقفه المعروفة من سلاح الاشارة في المقاومة احداث 7 اذار وكادت تحرق البلد بشرا وحجرا، وفي المعلومات ان جنبلاط التقى الملك السعودي الراحل عبد الله قبل الاحداث المذكورة وقد سأله الراحل يومذاك اذا كان بمقدوره الوقوف في وجه «حزب الله» مستطردا انهم لا يريدون احراجه فاجاب: نعم بمقدوري الوقوف في وجهه ونحن نشكل الاغلبية في مجلس النواب، وهذا ما دفع السعودية الى الانتقال من مرحلة الصمت الى التصويب على الجمهورية الاسلامية في ايران على قاعدة ان جنبلاط وحلفاءه هم اسياد الحلبة المحلية وان بمقدورهم مواجهة «حزب الله» وكانت النتائج معروفة.

وتشير الاوساط الى ان جنبلاط في مواقفه الراهنة من ايران ووصفها تارة «بالتفريس» وتارة اخرى بانها «دولة ميليشيا تهدد الامن القومي وصولاً الى «الخطاب الموتور» يريد ان يرفع «الحرم الملكي» عنه والذي كان نتيجة انقلابه على حكومة الرئيس سعد الحريري كونه يريد توريث نجله لتكون انطلاقته السياسية مباركة من السعودية، الا ان المملكة المحكومة بدهاء بدوي عزّ نظيره لا تثق بجنبلاط وترى فيه صاحب مواقف متقلبة، وانهق د ينقلب عليها مجدداً متى استدعت الظروف ذلك وان في السياسة الجنبلاطية لا وجود «لكلمة شرف»، اضافة الى ان رحيل عبدالله قد نسف مساعي جنبلاط للعودة الى احضان المملكة فجيّر ملف العلاقات معها إلى نجله تيمور والوزير وائل ابو فاعور كون الملك سلمان اكثر تشدداً من سلفه خصوصاً في العلاقات الخارجية، فقد جهد جنبلاط لتأمين موعد لنجله لدى القيادة السعودية الا ان اي زيارة لم تحدد له على الرغم من وعود السفير السعودي علي عواض العسيري.

وتقول الاوساط ان موقف جنبلاط الذي رفع فيه سقف الخصام مع «حزب الله» وايران رمى من خلاله إلى الاستثمار في الورقة اليمنية لعل ابواب السعودية تفتح في وجهه، او يخترق ثغرة في الجدار على قاعدة ان الزعماء الجنبلاطيين غالباً ما كانوا يستنجدون بالسعودية كلما اختلفوا مع دمشق كما فعل والده الراحل كمال جنبلاط وهو من بعده، الا انه يريد ان يؤسس لنجله تيمور على خلفية ان ينطلق بزعامته المرتقبة بدعم سعودي وان ينقل آلية شبكة علاقاته الدولية لتمتين موقع اقدامه، فالتقى صديقه جيفري فيلتمان بصحبة نجله تيمور في سبيل ذلك كون «الصديق جف» كما يدلله لا يزال فاعلا في مراكز القرار، بالاضافة الى ان لقاءه الاخير مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند ركز فيه جنبلاط على امكانية توجيه دعوة لنجله للقاء صناع القرار الفرنسي.

وترى الاوساط ان جنبلاط انطلق بالتمهيد لتوريث نجله انطلاقاً من عين التينة كونه يراهن على صداقته لرئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يشكل سقف حماية سياسي غالبا ما لجأ اليه جنبلاط في الزمن الرديء وان موقفه الاخير من «حزب الله» لن يكون سبباً في 7 اذار جديد لان «ابو مصطفى» يؤدي دور الاطفائي ويحاول جاهداً تبريد المرجل السعودي ـ الايراني الذي يغلي في اليمن بلاد العرب غير السعيدة.