اذا كان اللقاء الاخير بين رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس «اللقاء الديموقراطي» النائب وليد جنبلاط، قد وضع نهاية للتباين السياسي الذي نشأ بينهما في الاشهر الماضية، فانه من المبكر الحديث اليوم عن تعاون وتنسيق ذي طابع انتخابي بين المختارة وبيت الوسط، كما تكشف أوساط نيابية مطلعة على واقع العلاقة بين الطرفين على المستويين الحزبي والشعبي في اقليم الخروب. وتؤكد الاوساط انه من الناحية السياسية وخصوصا لجهة العناوين المطروحة على الساحة المحلية، وفي مقدمها العلاقة مع دمشق، فان توافقا متينا ما زال قائما بين الحريري وجنبلاط وكذلك قوى اخرى في فلك 14 اذار، حيث انه ما من مؤشرات على تباين او افتراق في هذه النقطة بالذات.
وتوقعت ان تستمر هذه المناخات السياسية في المرحلة المقبلة، ولكن في المقابل فان النائب جنبلاط سيبقي على استراتجيته الهادئة تجاه النظام السوري، وذلك بناء على نصيحة تلقاها من مسؤول روسي تربطه صداقة شخصية بالنائب جنبلاط، وتقضي بضرورة التهدئة في الخطاب السياسي والذي من الواضح انه يتحاشى الحملات العنيفة ضد دمشق. وكشفت الاوساط نفسها ان هذا النهج ينسحب على نواب «اللقاء الديموقراطي» كما القيادات الحزبية في الحزب التقدمي الاشتراكي. وفي هذا المجال لم تعتبر الاوساط النيابية ان انتقاد النائب جنبلاط للقاء الذي تم بين الوزير جبران باسيل والوزير وليد المعلم في نيويورك، قد أتى على وتيرة انتقاداته السابقة، بل على العكس فقد ظهر فيه التغيير ولو الطفيف في الخطاب السياسي، اضافة الى كونه شكل مؤشرا على مسار مختلف في العلاقة مع «التيار الوطني الحر».
لكن هذه التهدئة لا تعني بالضرورة امكان حصول اعادة توضع سياسية من المختارة ولكنها تستند وبحسب الاوساط نفسها الى معلومات تؤكد حصول تطورات بارزة في المنطقة و تحديداً في الملف السوري، كما تؤشر أجواء اللقاءات التي كان عقدها زعيم المختارة في موسكو منذ أسابيع.
من جهة أخرى لم تتوقع هذه الأوساط أن تنعكس هذه المناخات على علاقة جنبلاط مع عواصم القرار في المنطقة، إذ شددت على حسن العلاقة مع المملكة العربية السعودية، لافتةً الى أنه إذا تلقى جنبلاط دعوةً لزيارة المملكة فهو سيلبيها وخصوصاً أن السعودية لم تتدخل يوماً في خيارات المختارة السياسية.
أما على مستوى الإستراتيجية المتبعة في المرحلة المقبلة، فتحدثت الأوساط النيابية نفسها عن مواصلة التنسيق على كل المستويات في الجبل مع حزب الله كما مع قوى حزبية أخرى. وأوضحت أنه بالنسبة لإستحقاق الإنتخابات النيابية، فإن تبايناً ما زال يسجل بين «الإشتراكي» و«المستقبل» ولم ينجح الإجتماع الأخير بين الحريري وجنبلاط في تجاوزه، وهو يتركز حول المرشح المقترح من جنبلاط بالنسبة للمقعد السني الثاني في إقليم الخروب. وتوقعت أن تتواصل المشاورات في الأسابيع المقبلة لتذليل هذا الإختلاف.
وفي سياق متصل فإن ماكينة «الإشتراكي» الإنتخابية في الجبل قد باشرت نشاطها على الأرض وقد بدأت قيادات حزبية بعقد لقاءات في القرى لعرض القانون الإنتخابي الجديد. وفي هذا الإطار كشفت الأوساط أن النائب جنبلاط سيعقد قريباً مؤتمراً صحافياً يعلن فيه عن بعض المرشحين الى الإنتخابات النيابية المقبلة على أن تليه لاحقاً عملية إعلان الترشيحات النهائية.