انتهى لقاء روما بين البطريرك مار بشارة بطرس الراعي والرئيس سعد الحريري الى تثبيت واقعين، الاول، ان التمديد النيابي أصبح قدرا مكتوبا، لتصب التساؤلات حول السيناريو الابيض الذي سيحمله، ومدته، اما الثاني، فتمثل في شبه اتفاق لبناني- دولي حول ضرورة انتخاب رئيس توافقي للجمهورية يشكل نقطة التقاء وعلامة وصل بين اللبنانيين. امر لن يتبلور ولن يتحقق تقول مصادر سياسية متابعة في ظل الرياح الغربية المتحكمة بتجاذبات المنطقة، مع عودة التشنج وانكفاء التواصل السعودي ـ الايراني، بعد سلسلة تطورات شهدتها المنطقة، وخصوصاً العراق، وبدرجة أقل في سوريا، واليمن، مع تعثر كل الجهود المبذولة داخليا وخارجيا في فك ارتباط الملف الرئاسي بما يدوراقليميا.
في هذا الاطار، اوضحت المصادر ان كل ما يدور من معلومات حول «رئيس انتقالي»، غير دقيق، مشيرة الى ان رئيس «جبهة النضال الوطني» لم يطرح اساسا هذا الموضوع مع العماد ميشال عون كما أوحى البعض وسوق، مؤكدا انه لن يعطي صوته لاي من الطرفين، موضحة ان مساعي تبذل من اجل الاتفاق مع جنبلاط من اجل تأمين توافق في الملف الرئاسي، دون تبلور اي صيغة بعد، خصوصا ان الاخير يضع في اولوياته راهنا الوضع الامني مبديا قلقا مما يدور في المنطقة وامكان تأثيره على لبنان، كاشفة ان مجموعة اسماء يتم تداولها في اللقاءات المتصلة بالملف الرئاسي، الا انها غير مطروحة في شكل جدي بعد والبحث يدور حول الآلية الواجب اعتمادها وتوزيع الادوار بين القوى لتسويق صيغة تكفل وضع حد للفراغ المتمادي.
وسط كل ذلك خرج النائب وليد جنبلاط من على شاشة التلفزيون البرتقالي ليضيف الى المشهد مزيدا من الالغاز والتعقيدات التي قد تحتاج اشهرا لفكفكتها .فان يطل وليد بيك على التلفزيون ليس بالامر الجديد تقول المصادر، وانما ان يطل عبر الـ «او تي في» فهي الحدث بذاته، الذي يزول تعجبه اذا ما قرأنا في فنجان «البيك العوني»، صائلا جائلا بين الملفات مغلفا مواقفه المشوشة بعموميات لن تقدم ولن تؤخر في رزنامة التحالف الدولي الذي لن ترحم طائراته متى دقت الساعة الخطوط الجنبلاطية رغم استعدادها الدائم للانقلاب، مسلفا قوى اقليمية «حليفة بالمصلحة» مواقف في معرض حديثه عن الاكراد علها تساهم في حماية دروز اسرائيل بعد الكلام عن نجاح انقرة في تحييد ضرب «النصرة»، ونجاح زيارته المصرية وطلب وساطة الفريق الاول السيسي للتدخل لانقاذ القرى الموحدة في الجولان من هجمات «النصرة» و«داعش» لتستيقظ في اليوم التالي على طائرات مجهولة تغير على التنظمين موقفة زحمهما.
اطلالة سبقت اكتمال جولته على الاقطاب الموارنة بزيارة معراب يوم الجمعة، وتناول الغداء الى مائدتها بعد طلب «الحكيم» تأجيل الموعد الذي حدد الجمعة الماضي لاصراره على ممالحة البيك عل وعسى، تضيف المصادر، يعيد بذلك شيئا من ود فقد على صعيد القمة فيما يتعزز على صعيد القواعد. البيك نفسه المعجب بميشال عون بعد ان بدد البعد الجفاء بينهما.
وعلى عاداته تقول لمصادر لم تفت جنبلاط مسالة الضرب على حافر النظام وعلى مسمار «الدولة الاسلامية» محيدا «النصرة» فرع القاعدة في سوريا، محاولا ارضاء حزب الله وعدم اثارة السنة، ناصحا بعدم الذهاب الى طهران سعيا وراء سلاح لن يجر سوى المشاكل الى لبنان. هو وليد جنبلاط المشوش والخائف على مصيره الشخصي كما على مستقبل طائفته بعد تقلباته البهلوانية الكثيرة التي قادته في كل الاتجاهات، عل الدهر يصلح ما افسدته قراءاته وتسرعه في فترات كثيرة، فهو لا مع «جدي السني بخير ولا مع ستي الشيعية» بخير يضاف الى كل ذلك التطرف الدرزي المتنامي والذي قد ينفجر في اي لحظة داخل الطائفة قبل ان يصيب خارجها.