IMLebanon

جنبلاط يزور بري قريباً

يلوذ رئيس «اللقاء الديمقراطي» النائب وليد جنبلاط بالصمت إزاء الإستحقاق الرئاسي والمبادرة الأخيرة، وفي كل ما يرتبط بالتطوّرات الإقليمية على مستوى الإشتباك السعودي ـ الإيراني، كما يتجنّب تناول «حزب الله» بأي موقف سياسي على هذا الصعيد، وقد عمّم هذا التوجّه على فريقه السياسي وكتلته النيابية، لأنه، وبحسب مقرّبين منه، يدرك خطورة المرحلة ولا يريد تكرار تجربة السابع من أيار مجدّداً، وذلك انطلاقاً مما يملكه من أجواء ومعلومات حول ما يجري في أروقة وكواليس المطبخين الإقليمي والدولي، كما مواقف عواصم القرار تجاه الحرب في سوريا، إضافة إلى الموقف من القيادة الإيرانية. ونقل هؤلاء المقرّبون عنه استياءً ملحوظاً إزاء أداء المجتمع الدولي والأمم المتحدة لكل ما يجري في بلدة مضايا، حيث يعاني الأهالي من المجاعة نتيجة الحرب. كذلك، فإنه بحسب مقربي جنبلاط يفصح في مجالسه الخاصة عن أن ما من جديد على صعيد ترشيح النائب سليمان فرنجية لرئاسة الجمهورية، حيث تشير معلومات سياسية غربية إلى أن المبادرة الرئاسية قد تفرملت، ولا تبدو حتى الساعة أية مؤشّرات على تفعيلها وإعادة الزخم إليها في المرحلة الراهنة.

ولهذه الغاية، وبانتظار بروز معطيات سياسية جديدة على الصعيدين الإقليمي والدولي، يقول المقرّبون من زعيم المختارة، أنه لن يدخل في أي بازار سياسي، ولن يقدم على أي خطوة قد تكون غير محسوبة النتائج، في ظل الإرتباك الحاصل على الساحة الدولية عشية أكثر من محطة للتسوية للصراعات القائمة في المنطقة. وقد توقّفوا عند موقفه الداعم لوزير الخارجية جبران باسيل خلال جلسة الحوار الأخيرة، ونقلوا عنه أنه «ليس بالإمكان أن يكون أفضل مما كان»، مع الإشارة إلى مواقف مماثلة خلال الحوار الوطني للنائب غازي العريضي الذي يشدّد على ضرورة عدم تجاهل الدور الإيراني، أو القفز فوق الحضور الإيراني في قضايا المنطقة، علماً أن هذه المواقف سبّبت ردود فعل سلبية من قبل المملكة العربية السعودية.

على صعيد آخر، وعلى الرغم من الصمت الجنبلاطي الثقيل، فإن المقرّبين منه، أكدوا استمراره في دعم وزير الزراعة أكرم شهيّب في معالجة أزمة النفايات، وبالتالي، تثمينه وإشادته بالدور الذي قام ويقوم به شهيّب، مع أن جنبلاط نادراً ما يشيد بشكل علني بأي مسؤول محسوب عليه. ولذلك، وفي ضوء الحملات السياسية العنيفة التي تتعرّض لها خطة ترحيل النفايات إلى الخارج، فمن المتوقّع أن يبادر شهيّب إلى التنحّي عن هذا الملف، وأن يطالب كل طرف بتحمّل مسؤوليته في هذا المجال، وذلك بعدما دخلت عملية تصفية الحسابات على خط استغلال ملف النفايات لعرقلة خطة شهيّب.

أما بالنسبة للملف الرئاسي، فقد نقل المقرّبون من زعيم المختارة، أنه يؤكد في مجالسه الخاصة وأمام زواره على مواصلة دعم وتأييد النائب فرنجية لرئاسة الجمهورية، وأنه لن يتخلى عن هذا الدعم إلا في حال كانت التطوّرات أكبر من المبادرة، وأدّت بالتالي إلى إسقاطها عبر لاعبين دوليين. وكشف هؤلاء أنه على تواصل دائم مع النائب فرنجية، وأن هناك توجّهاً نحو التريّث في المرحلة الراهنة، وذلك بانتظار حصول تطوّرات إقليمية ودولية تصبّ في مصلحة السير في الإستحقاق الرئاسي، وتؤدي بالتالي إلى الضغط على القوى السياسية المحلية من أجل السير بالتسوية الرئاسية.

ووفق المقرّبين أنفسهم، فإن رئيس الإشتراكي يعيش الآن حال ترقّب وانتظار في ظل استياء ملحوظ من القوى الغربية التي تخلّت عن التزاماتها تجاه المعارضة السورية، إضافة إلى التعثّر الواضح للحلول الرئاسية اللبنانية. وخلصوا إلى أن جنبلاط سيزور قريباً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، للتشاور في المخارج المحتملة للأزمة الرئاسية من خلال البحث مع القوى السياسية في فريقي 8 و 14 آذار في صيغة سياسية تؤمّن إدارة المرحلة من خلال تفعيل عمل مجلس الوزراء، والبحث في كيفية مقاربة الأزمات الداخلية المتعدّدة ومن بينها أزمة النفايات التي نوقشت خلال اللقاءات النيابية الأخيرة في عين التينة يوم الأربعاء الماضي، والمواقف المتناقضة حيالها.