IMLebanon

جنبلاط زار ضريح الحريري وقاطع مهرجان «البيال» لأسباب في نفس يعقوب

النائب وليد جنبلاط كان ابرز الزائرين لضريح الرئيس الشهيد رفيق الحريري في الذكرى العاشرة لاغتياله على رأس وفد من كتلة «اللقاء الديموقراطي» واضعا وردة حمراء على الضريح، ولكنه كان اول المقاطعين للمهرجان التأبيني في «البيال» على الرغم من الدعوة التي وجهت اليه والى كافة الكتل السياسية والمستقلين باستثناء «حزب الله» على الرغم من انطلاق ورشة الحوار بينه وبين «تيار المستقبل»،. فما هي الاسباب التي دفعت جنبلاط الى مقاطعة المهرجان حيث غاب وملائكته عنه واقتصر حضور النائب هنري حلو على الصفة الشخصية ولم يكلف من جنبلاط بتمثيله.

الاوساط القريبة من ايقاع سيد المختارة تقول ان مقاطعة جنبلاط للمهرجان وزيارته لضريح الحريري اراد منها اصابة اكثر من عصفورين بحجر واحد وربما قصد افهام الرئيس سعد الحريري بأن ما يجمعه بوالده الراحل يختلف كثيرا عن العلاقة معه فهو وفق قراءته للامور يجد بأنه قدم للحريري الابن وللعائلة اكثر مما قدّمه اي سياسي اخر وان مصيره ارتبط بمصير الحريري الراحل يوم هدّده الرئيس السوري بشار الاسد «بتكسير لبنان فوق رأس الحريري وجنبلاط» وفق شهادتي النائب مروان حماده والنائب السابق غطاس خوري امام المحكمة الدولية وان الحريري الابن لم يفه حقه وانه مديون له حتى زمن القيامة فجنبلاط لم يفهم حتى الساعة حجم الغضب وسببه من موقفه اثر الاطاحة بحكومة الحريري ومجيء حكومة ميقاتي من قبل زعيم «تيار المستقبل» ومن المملكة العربية السعودية فهو لا يتنازل قيد انملة امام ما تمليه عليه مصلحته الشخصية ومصلحة الدروز من زاوية الحق الطبيعي.

وتضيف الاوساط ان جنبلاط حاول كثيرا احتواء ردة فعل الحريري تجاه موقفه يوم سقوط حكومته ولم يقطع اتصالاته الهاتفية معه الا انه لا ينسى ان الحريري تهرب من تحديد موعد للاجتماع به في باريس اثر زيارته الاخيرة لها منذ بضعة اشهر، كما ان المملكة العربية السعودية اوصدت الابواب في وجهه على الرغم من اعترافه الدائم واعلانه الوقوف الى جانبها وان القنوات التي افتتحها معها عبر نجله تيمور والوزير وائل ابو فاعور لم تجد نفعا حيث لا تزال في خانة مكانك راوح، وان زيارته للتعزية بالملك عبدالله زادت مساحة الخصام مع الحريري الذي استقبل في دارته كافة السياسيين الذين اموا المملكة لتقديم واجب العزاء ولم يكلف الحريري نفسه دعوة جنبلاط او اللقاء معه، كما ان جنبلاط لا ينسى بأنه كان عراب ورشة الحوار بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» مع الرئىس نبيه بري وعلى الرغم من ذلك لم يخصص بلفتة من التيار الازرق على مسعاه.

وتقول الاوساط ان الزعيم الدرزي لن يغفر ما اسمعه بعض النواب الزرق لاحد وزراء «الحزب التقدمي الاشتراكي» في مناسبة عزاء متهمين اياه بالخيانة وانه صورة عن «معلمه في التقلبات» من هذه الزاوية قرّر جنبلاط «اقفال الحنفية» ولن يعطي مجانا بعد اليوم خصوصا وان ارثا ثقيلا قرب استحقاقه لدى جنبلاط يتمثل باقتراب موعد الادلاء بشهادته في ملف اغتيال الحريري امام «المحكمة الخاصة بلبنان». وقد جهد جنبلاط لاقناع المحكمة بأن يكون اخر الشهود لا سيما وان ما ادلى به امام لجنة التحقيق الدولية تختلف ظروفه عن الظروف الراهنة في زمن الحرائق الكبيرة خصوصا وان المتهمين عناصر من «حزب الله» او مقربين منه في وقت يخوض فيه الحزب المعارك الى جانب الجيش السوري ما يملي على جنبلاط اجراء بعض التعديلات على افادته من حيث الشكل مع الحفاظ على المضمون وتلطيفه لا سيما وان معظم من وردت اسماؤهم وسمعت افاداتهم امام لجنة التحقيق في «المونتي روزا» السورية وفي فيينا سقطوا في سوريا كغازي كنعان الذي انتحر وصولا الى جامع جامع الذي قضى في احدى المعارك داخل سوريا.

وتشير الاوساط انه بالاضافة الى ما سبق فإن جنبلاط غير مرتاح للتحالف بين الحريري ورئىس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع وترشيحه مع فريق 14 آذار الاخير لرئاسة الجمهورية فقد ظن الزعيم الدرزي ان هذا التحالف سيكون موقف لحظة وعلاقة عابرة الا ان الامور كانت مغايرة حيث اثبتت المجريات والوقائع مكانة هذا التحالف الذي انسحب ايضا على علاقة المملكة بجعجع ودعمه كقطب مسيحي في لبنان في وقت ابقت السعودية ابوابها مقفلة في وجهه حتى اشعار اخر.